مما لا شك فيه أن تحسين سلوك الطفل يُعتبر المهمة الأولى لدى الآباء بالنسبة للأبناء حتى بلوغهم سن العاشرة على الأقل، فطوال هذا السن يرتكب الأطفال الكثير من السلوكيات التي تدل على طفولتهم، ومهمة الآباء التي نتحدث عنها هي أن يقوموا بتوجيه الطفل إلى السلوك الجيد من أجل الاستمرار عليه أو السلوك السيئ من أجل تجنبه وعدم العودة إليه مجددًا، وبهذه الطريقة تحدث عملية تحسين السلوك التي نتحدث عنها، لكن طبعًا كل هذا أمر بديهي ومعروف، لكن الجديد في موضوعنا هذه المرة هو أن تحسين السلوك، ومن خلال بعض التقارير الموثقة، بات أمر يُمكن فعله من خلال بعض أنواع الطعام، ولذلك دعونا في السطور القادمة نتعرف سويًا على سلوك الطفل والهدف من تحسينه وكيفية فعل هذا الأمر من خلال أطعمة معينة يتم تحديدها.
ما هو السلوك؟
قبل أن نتعرف على كيفية تحسين سلوك الطفل بالتأكيد نحن في حاجة أولًا إلى التعرف على السلوك بشكل عام، فكل فعل يرتكبه شخص ما، مهما كان هذا الفعل، ومهما كان ذلك الشخص، يُطلق عليه اسم السلوك، أي أنه من أجل فعل كذا سلك الطريق كذا، أما علماء النفس فقد أطلقوا على السلوك تعريفًا يقول إنه نهج الإنسان في تعاملاته مع الآخرين، حتى ولو كان المقصود بالآخرين الجمادات والحيوانات، في النهاية يبقى ذلك النهج سلوكًا.
يبدأ سلوك الأشخاص في الظهور منذ الدقيقة الأولى لهم في هذه الحياة، فالطفل الذي يبكي باستمرار نطلق على بكائه سلوك ونقيمه من خلال ذلك السلوك، وكذلك الحال مع الطفل الهادئ أو الحركي، كل فعل يجد صداه لدى البشر ويُقيم تحت بند السلوك، ولهذا كان الاهتمام بتحسين ذلك السلوك من أجل الحصول على أفضل تقييم من الآخرين، وهذا التقييم بالتأكيد يُفيد في وجود حالة من الاحترام أو الحب في بعض الأحيان.
تحسين سلوك الطفل بالأطعمة
بالتأكيد إذا تحدثنا عن سلوك الطفل وطريقة تحسينه فإن أول شيء سوف يحضر في رأسنا بلا شك التربية، فمن خلال التربية الصحيحة يمكن للآباء تحسين سلوك الأبناء إلى أفضل حد ممكن، لكن الحقيقة التي ربما لا يزال البعض يجهلها حتى الآن أنه ثمة بعض أنواع الطعام التي تُسهم في القيام تقريبًا بنفس المهمة، وهي تحسين السلوك، تلك الأطعمة تعمل في الأصل على تحسين الحالة المزاجية للطفل، وغالبًا ما تؤثر تلك الحالة المزاجية على حالته السلوكية، فإذا كان مزاجه جيد فسوف يكون سلوكه جيد، والعكس تمامًا إذا لم يكن المزاج جيدًا، عمومًا، بعض إجراء الكثير من الدراسات تم إثبات وجود أنواع مُعينة من الأطعمة تمتلك القدرة على تحسين السلوك، ولابد أن جميع الآباء الذين يُطالعون تلك الكلمات الآن يشعرون وكأنهم عثروا على كنز ثمين سوف يُمكنهم من فك طلاسم العالم، هذا الصحيح، لكن المفاجأة أن تلك الأطعمة تُستخدم بالفعل ومشهورة جدًا، وسوف نتعرف على أهمها سويًا خلال ما هو قادم من سطور.
كيفية تحسين سلوك الطفل
الآن الجميع في شغف للتعرف على الأطعمة التي تُحسن سلوك الطفل، لكن دعونا أولًا نوضح ونؤكد على أنها ليست أطعمة سحرية تُحسن السلوك بمجرد دخولها الجسم، وإنما هي تحتوي في الأصل على مواد يُمكن من خلالها فعل ما نحن بصدد التحدث عنه، وعلى رأس تلك الأطعمة مثلًا اللحم البقري.
اللحم البقري وتحسين سلوك الطفل
اللحم البقري الطبيعي يُعتبر في الحقيقة من أهم الأطعمة التي تُسهم في تحسين سلوك الطفل، لكن يجب أن يكون طبيعي وغير مُصنع كما ذكرنا، ويرجع سبب جودة اللحم البقري إلى أنه يحتوي على فيتامينات من كافة العناصر، تلك الفيتامينات تفعل الشيء الذي تحدثنا عنه مسبقًا، وهو تحسين الحالة المزاجية، مما يؤدي بالتبعية إلى تحسين السلوك، ولذلك فإنه من الفطرة الطبيعية في الإنسان أن يتناول اللحم مهما كانت حالته المادية.
صفار البيض وتحسين السلوك
طعام آخر شهير قادر على تحسين سلوك الطفل، وهو صفار البيض، فبالرغم من أنه متوافر بكثرة وبأسعار قليلة للغاية إلا أنه يمتلك نفس تأثير اللحم البقري من جهة كونه يحتوي على بروتينات وفيتامينات من نوع خاص قادر على تحسين الحالة المزاجية وبالتالي تحسين السلوك، والغريب أيضًا ميل الأطفال الفطري للبيض دون علمهم بفائدته تلك.
الأسماك وتحسين السلوك
طبعًا جميعنا يعرف أن الأسماك بمختلف أنواعها وجبة غذائية هامة جدًا ومؤثرة، لكن ما لا يعرفه الكثيرين أنها كذلك من الوجبات الهامة من أجل تحسين سلوك الطفل، فهناك مادة على سبيل المثال تُسمى الاوميجا 3، تلك المادة تتوافر في أكثر من مكون غذائي وتُعطي نفس الفائدة، وهي تحسين الحالة المزاجية والسلوك، لكن ما يُميز الأسماك تحديدًا أن تلك المادة تتواجد فيها مصحوبة بالزيوت الغنية بالفيتامينات والبروتينات، أي أن الفائدة مزدوجة.
اللفت وتحسين السلوك
اللفت بالطبع نبات شهير وأحد الخضروات المستخدمة بكثرة في العديد من أطباق الطعام، لكنه بالإضافة إلى ذلك يمتلك قدرة هالة على تحسين المزاج والسلوك بسبب الكم الهائل من المواد الموجودة فيه مثل الاوميجا 3 والحديد والفيتامينات، كل هذه المواد وأكثر تتواجد في كيان واحد، وهو الحديد، ولذلك يُصبح من الجيد والمفيد تقديمه للأطفال، ولو حتى عن طريق تقطيعه إلى شرائح صغيرة مثل شرائح الشيبسي وتناوله بجانب باقي أصناف الطعام.
السبانخ وتحسين السلوك
للأسف بعض الأطفال لا يُحبذون السبانخ كوجبة، هذه فطرة في الأطفال يُمكن ملاحظتها بسهولة، لكن يجب على الآباء أن يسعوا بشكل سريع إلى تغيير هذه الفكرة تمامًا بسبب الفوائد التي تحتوي عليها السبانخ وتؤدي في النهاية إلى تحسين سلوك الطفل، فهي تمتلك مواد مثل الماغنسيوم والحديد والاوميجا 3، وكل هذه مواد غنية بالفائدة وتحسين المزاج، وإذا كان الأطفال يكرهون طعم السبانخ فهذا بالتأكيد لا يُمكن أن يكون عائقًا أمام الأمهات في سبيل مصلحة الأطفال، حيث يمكن إدراجه ببعض الأطعمة دون أن ينتبه الأطفال، فما يهم في النهاية هو أن نحصل على الفائدة الموجودة فيها.
تحسين سلوك الطفل العنيد
ذكرنا قبل قليل كل أنواع الطعام التي من شأنها تحسين سلوك الطفل بشكل عام، فهي تمتلك بداخلها مواد قادرة على فعل ذلك الأمر بسهولة، لكننا بالتأكيد قد نبحث عن تحسين سلوك لطفل بعينه، وهو الطفل العنيد الذي لا يقبل بتلك الأصناف من الطعام ويعيش على الحلوى فقط، وفي هذه الحالة فإن الحال يكمن في بذور الشيا السرية التي يُمكن أن تُقدم كمشروب للطفل أو يُمكن دسها في الطعام المحبب له مثل الأرز والدجاج ولن ينتبه لها بسبب كونها بذور سريعة الذوبان، وبهذا نكون قد فعلنا الأمرين معًا، أولًا أشعرنا الطبل بأنه لم يُجبر على تناول طعام لا يُحبه وفي نفس الوقت أعطيناه ما نريد.