من الواجب على كل أم أن تحرص على تهيئة طفلها الأكبر قبل قدوم الأخ الجديد ، وذلك حتى لا تتأثر نفسية الطفل الأكبر فيصاب بالحزن أو الاكتئاب، أو أنه قد يغار من أخيه الصغير ويكره وجوده بالمنزل، وقد يتطور الأمر إلى حد رغبته في إيذاء أخيه الرضيع بدون وعي منه، ودور الأم الذكية أن تجعل طفلها مشتاقا إلى قدوم أخيه وأن تحببه فيه قبل أن يأتي إلى الدنيا، وهناك عدة نصائح هامة للأمهات كي تستطيع تهيئة طفلها لاستقبال المولود الجديد.
تأثير المولود الجديد على الطفل
يتأثر الطفل الأكبر بقدوم المولود الجديد في المنزل، وقد يتجه إلى العزلة نتيجة لشعوره بالإهمال الذي يؤدي إلى استياؤه، وأحيانا تتراجع سلوكيات الطفل فيقوم بتقليد بعض سلوكيات الرضع مثل مص الأصابع أو الرغبة في الشرب من القنينة أو حتى طلب الإرضاع من الأم، وفي الحالات الأكبر قد يصاب الطفل بالتبول اللاإرادي وتحدث له انتكاسة بعد أن كان معتادا على دخول الحمام، كما أنه أحيانا يتجه للامتناع عن الأكل أو يصاب بنوبات من الغضب لعدم قدرته على التعبير عن مشاعره، وكذلك فإن الطفل الكبير قد يقوم بضرب المولود أو خمشه من أجل لفت انتباه والديه، وجميع هذه الأفعال يقوم بها الطفل بشكل مؤقت حتى يتكيف مع وجود المولود الجديد.
نفسية الطفل بعد المولود الجديد
تتأثر نفسية الطفل بدرجة كبيرة بعد قدوم المولود الجديد، فمثلا قد يشعر بالاضطهاد عند نقله إلى سرير آخر أو غرفة أخرى ووضع المولود في مكانه السابق، وبعض الأطفال قد يشعرون بالغضب الشديد عند استخدام أغراضهم للمولود الجديد، وهنا يقوم الطفل بالتمسك بأغراضه بشكل أكبر حتى إذا كان لا يحتاج إليها، ويكون شعوره بأن أمه تفضل الأخ الجديد عليه، كما أن كثرة اهتمام الأم بالمولود الجديد له تأثير سلبي على نفسية ابنها الأكبر ويسبب له العديد من المشاكل النفسية والسلوكية في بعض الأحيان، ولذلك على الأم أن تحرص على الموازنة بين أطفالها ومنحهم نفس الدرجة من الاهتمام والعطف والحنان، كما أن عليها أن تقسم وقتها بينهم حتى لا يشعر أحد منهم بالإهمال والتجاهل.
نصائح لتهيئة الطفل نفسيا لاستقبال المولود الجديد
هناك عدة نصائح تساعد الأم على تهيئة طفلها لاستقبال الأخ الجديد ، فمثلا يمكنها اصطحاب الطفل معها لزيارة الطبيب للكشف على الجنين والاطمئنان عليه قبل ولادته، وتسمح له بأن يسمع ضربات قلب الجنين فإن هذا سوف يكون أمرا مثيرا بالنسبة له، كما ينبغي عليها إشراكه في التحضير لغرفة المولود ومكان نومه وفي شراء ملابسه واحتياجاته وألعابه واختيارها، ويجب أن تحرص الأم على إخفاء إحساسها بالألم أمام ابنها الكبير أثناء الحمل حتى لا يصبح لديه مشاعر سلبية تجاه أخيه الصغير بأنه مصدر الألم لأمه، ولا يجب أن تقوم الأم بفطام طفلها أو تدريبه على التخلص من الحفاضة قبل قدوم المولود الجديد بفترة قصيرة لأنه سوف يربط بين شعوره بالألم والمعاناة وبين قدوم الطفل الجديد، كما يمكن للأم أن تقوم بشراء هدية يحبها الطفل وتقدمها لطفلها بعد ولادتها وتخبره أنها من أخيه الصغير، وهذا الأمر مهم لتحبيبه في المولود وللقضاء على مشاعر الغيرة منه لأنه سوف يحصل على الكثير من هدايا الأقارب والأصدقاء عند ولادته.
غيرة الطفل من الأخ الجديد
تعد غيرة الطفل الأكبر من أخيه الصغير أمرا طبيعيا بل وأن بعض أخصائي علم النفس يرون أنه أمرا صحيا يدل على وعي الطفل، حيث أنه فيما مضى كان يشعر أنه مركز اهتمام والديه وكانت طلباته مجابة في الحال، ولكن بعد قدوم الطفل الجديد أصبح اهتمام العائلة كله منصبا عليه، ولم تعد طلبات الطفل الأكبر مجابة في الحال بل إنه قد يجد تذمرا من والديه تجاه طلباته المتكررة، وبالتالي يزداد شعوره بالغيرة ويشعر أن والديه يفضلان أخيه الأصغر عنه.
علامات غيرة الطفل من المولود الجديد
هناك بعض العلامات التي تستطيع الأم من خلالها التنبؤ بأن طفلها الأكبر مصاب بالغيرة من الأخ الجديد ، فمثلا قد يصاب الطفل الأكبر بنوبات من البكاء الشديد أو الصراخ مما يدل على غيرته الشديدة، وغالبا يقوم الطفل بالبكاء عند قيام الأم بحمل طفلها الصغير أو الاهتمام به، وأيضا من علامات الغيرة قيام الطفل بضرب أخيه الصغير وخاصة في غياب الأم أو أنه قد يستعمل العنف معه، وهناك طفل ذكي قد يتظاهر بالمرض من أجل جذب اهتمام والدته واستجداء العطف منها، وأيضا فإن قيام الطفل بمحاولة شد انتباه والدته عن طريق الطلبات مثلا لتترك الصغير وتلتفت له دليل على غيرته الشديدة، وأخيرا فإن ما يبدو على الطفل من ملامح الغضب والاستياء والسخط أثناء اهتمام أمه بالمولود ورعايته هو أكبر دليل على شعوره بالغيرة.
علاج غيرة الطفل من الأخ الجديد
يكون ذلك بمحاولة فهم مشاعر الطفل الأكبر ومنحه التعاطف والحب والحنان، فهو يحتاج أن يشعر بحب والديه له وتفهم نفسيته وتقدير مشاعره، كما ينبغي تحبيبه في المولود الجديد والسماح له بحمله بعض الوقت تحت إشراف الأم وإشراكه في الاعتناء به، وسوف تندهش الأم من مدى استعداده للمشاركة في تحمل مسئولية الأخ الجديد ، فيمكن للأم أن تطلب منه إحضار الحفاضة والكريم وغيرهم من الأدوات اللازمة لتغيير حفاضة المولود، كما يمكنه أن يعاونها في صب الماء أثناء استحمام المولود، وأيضا فإن الطفل الكبير سوف يكون في قمة سعادته إذا قامت الأم بأخذ رأيه في اختيار الملابس عند تغيير ملابس الصغير، كما يمكن أيضا أن تطلب منه أن يقوم بتسلية الصغير سواء عن طريق الحكايات أو بالغناء والرقص أو القيام ببعض التعبيرات المضحكة، وجميع هذه الأمور تساعد على توطيد العلاقات بين الطفل الأكبر وأخيه الأصغر، وأيضا فإنه من الضروري على الأم أن تخصص بعض الوقت لطفلها الكبير حتى يشعر باهتمامها كما في السابق، ويمكنها قضاء هذا الوقت في اللعب معه أو مشاهدة البرامج التي يحبها أو في ألعاب الكمبيوتر، ولا ينبغي على الأم أن تجبر طفلها الكبير على تحمل الأعباء والمشاركة في مسئوليات الصغير، بل إنها يجب أن تترك له المساحة ليلعب ويلهو ويفعل ما يشاء دون التقيد بالصغير.
الخاتمة
يجب على الأم أن تحرص على تهيئة الطفل الكبير لاستقبال الأخ الجديد ، وتعمل على إشراكه في تجهيز التحضيرات اللازمة لقدوم المولود، كما أنه من المفيد أن تقرأ لطفلها بعض القصص أو المقالات التي تدور حول قدوم المولود الجديد وحول التغيرات التي تحدث بعد ولادة الأم، مع مراعاة ألا تقوم الأم بالمبالغة في تصوير الطفل الصغير بأنه سوف يلعب مع الكبير ويشاركه في كل شيء لأن ذلك يمكن أن يصيبه بخيبة أمل عندما يجد أن المولود لا يفعل شيئا غير النوم والبكاء، وعليها أيضا أن تختار الوقت المناسب لإخبار الطفل بأنها تنتظر مولودا فلا تخبره في بداية الحمل حتى لا يستمر في طرح الأسئلة والإلحاح عليها، وأيضا لا تتأخر في إخباره حتى لا يخبره شخص آخر من الجيران أو غيرهم بطريقة ما، فالأفضل أن تخبره هي بنفسها في منتصف الحمل قبل الولادة بأربعة أو خمسة أشهر.