‘);
}

رضا الله تعالى

لا شكّ أنّ غاية كلّ إنسانٍ مسلمٍ عرف ربّه تعالى؛ أنْ يحقّق رضاه وحبّه، ويعيش في ظلال ذلك طوال عمره، وإنّ مَن نال ذلك الفضل العظيم نال معه ثمراتٍ يتذوق حلاوتها في أيّامه، فإنّ مَن رضي الله -تعالى- عنه أسعده وأرضاه، حتى وإن ابتلاه؛ فكما قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (عجباً لأمر المؤمن؛ إنّ أمره كلّه خيرٌ، وليس ذاك لأحدٍ إلّا للمؤمن، إن أصابته سرّاءُ شكر، فكان خيراً له، وإنْ أصابته ضرّاءُ صبر، فكان خيراً له)،[١] وقد خصّص النبيّ -صلّى الله عليه و سلّم- أنْ ذلك الحال لا يكون إلّا للمؤمن؛ لأنّ المؤمن قد اتصل بربّه، وأوكل أمره إليه فرضي الله عنه وأرضاه، فمرّت فيه الظروف؛ إمّا خيراً شكر الله -تعالى- عليه، وإمّا مكروهاً صبر وانتظر الأجر والعِوض من الله تعالى.

والرّضا كما جاء في مدارج السّالكين لابن القيّم هو باب الله الأعظم، وجنّة الدنيا، ومستراح العارفين، وحياة المحبّين، ونعيم العابدين، وقُرّة عيون المشتاقين، ويكسب المسلم هذا الرضا وجميل أثره بالطّاعات والعبادات، والإكثار من التذلّل والخضوع بين يديّ الله سبحانه، والاعتراف بجميل صنعه وفيض عطائه، وقد ورد في القرآن الكريم ذكر رضا الله -تعالى- عن العبد، وربطها برضا العبد عن ربّه وحاله المتقلّب فيها في الدنيا، قال الله تعالى: (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ).[٢][٣][٤]