‘);
}

حياة البرزخ

إن حياة البرزخ من الأمور الغيبيّة التي لا يعلم طبيعتها إلا الله سبحانه وتعالى، فهي سرٌ من أسرار الحياة الآخرة، والمرحلة الأولى لها، لذلك فإنّ العقل البشري مهما حاول التفكير في حقيقة تلك المرحلة فسيعجز عن الوصول إليها، وإن كلّ ما يدركه الإنسان بعقله حول تلك المرحلة إنّما هو مجرد فرضيّات يصدق عليها الصدق والبطلان، وقد أخفى الله سبحانه وتعالى سرَّ تلك الفترة لحكمةٍ عنده، إلا أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي يوحى إليه من ربه قد أخبر عن بعض الأمور التي تشير إلى ما يحصل للإنسان إذا ما دخل القبر واستقرّ فيه، ليتَّعظ المؤمن ويزداد إيماناً، وينتهي العاصي عن معاصيه، ويعود المذنب عن ما كان يقوم به من الذنوب والآثام، فما ثَبُتَ بخصوص حياة البرزخ من قول النبي -صلى الله عليه وسلم- أو الآيات القرآنية التي تُشير إلى ذلك يكون التسليم به والأخذ به حتميَّاً، بل إنه يُعتبر من كمال الإيمان وتمامه، وما لم يثبت من الأحاديث والروايات أو جاء به العلم الحديث فإنه يبقى مجرد نظريّة بحته، ربما تُصدّق، وربما لا تُصدّق، وستبحث هذه المقالة بعد توفيق الله في ما يتعلق بحياة الميت في قبره مما ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – تحديداً، أو ما احتوته النصوص القرآنية من الإشارة إلى حياة البرزخ.

معنى البرزخ

  • البرزخ لغةً: هو ما بين كل شيئين، بحيث يكون هو الفاصل والحاجز بينهما، ومن هنا يقال للميت في قبره إنّه في حياة البرزخ، لأنه انتقل إلى مرحلةٍ بين الدنيا والآخرة، وبرازخ الإيمان؛ مرحلةٌ بين الشك واليقين، والبرزخ: الحياة التي تفصل بين الدنيا والآخرة بعد فناء جميع الخلائق التي تلي النفخ في الصور، والحاجز بين الظل والشمس، كذلك يُسمى برزخاً. ويقال إنّ البرزخ هو: فسحةٌ ما بين الجنة والنار.[١]