إن الله عز و جل خلقنا مختلفين فكل إنسان به ما يميزه عن الآخر حتى الإخوة أو التوائم بهم إختلافات فهذه هي الطبيعة البشرية و سنة الحياة كما يقولون , و بالرغم من إعترافنا جميعا بصحة هذا الكلام إلا أن بعض الأسر تقوم بأفعال تتنافى تماما مع الطبيعة البشرية و من الممكن أن يكون الأب أو الأم على درجة عالية من التعليم و الثقافة إلا أنهم لا يحسنوا معاملة الأطفال بالطرق التربوية الصحيحة , و الأصعب من ذلك من يعرف الطرق التربوية الصحيحة و لكن لا يعمل بها , و من ضمن هذه الطرق السليمة في التعامل مع الأطفال الإعتراف بأن للطفل حق أن يكون شخص مستقل و لا يجب علينا أن نجبره أبدا لفعل شئ أو لترك شئ يخص كونه إنسان مستقل له قدرات و رغبات لابد أن تحترم.
أحسنوا معاملة الأطفال:
لابد على كل أب و أم أن يحسنوا معاملة أطفالهم و من باب الإحسان في معاملتهم عدم إجبارهم و إرغامهم ليسيروا في نفس الطريق الذي سلكوه من قبل , و كثير من الأباء و الأمهات يريدون أن يضعوا أطفالهم في نفس قالبهم و يخرجوهم نسخ طبق الأصل منهم و دائما ما يقارنوا أنفسهم بهم عندما كانوا في نفس السن , و هذا كله له تأثيرات سيئة على نفسية الأطفال و ثقتهم بأنفسهم , فعند إجبار الأطفال على أن يفعلوا كل ما يريده الأبوين يكونوا بهذا شوهوا شخصيتهم و طمسوا على ملامحها , و يصبح بداخل الطفل صراع بين ما يريد أن يفعل أو يحقق هو و بين ما يجبره عليه والديه , و الأغلب أن الطفل من كثرة الحيرة لن يفلح في أي من هذه المهام و لن يقدر أن يحقق ما يريد و أيضا ما يريده أبواه و هذا بالتأكيد ليس من حسن معاملة الأطفال.
لا تجعلوا أطفالكم يدوروا في نفس أفلاككم:
نعم إعطوا لهم فرصة ليكونوا أنفسهم , لا تجعلوا منهم تابعيين ثم تأتوا بعد ذلك تشتكوا من المشاكل النفسية التي أصبحت لديهم بسبب إجبارهم على كل شئ , فالأب الدكتور مثلا يحاول بشتى الطرق أن يصبح إبنه دكتور مثله , و الأم التي تحب التطريز تجبر طفلتها على حب و تعلم التطريز و إذا كان الأب يحب مشاهدة المباريات و كرة القدم يجبر طفله على حبها و مشاهدتها , بل إن الأمر يكون أكثر من ذلك في إختيار كل شئ للطفل و إجباره عليه , فنجدهم يختاروا له الكلية التي يدرس فيها و الوظيفة التي يعمل بها ثم شريكة حياته و شقته التي سيسكن بها , و تستمر المشكلة لأنهم يريدو أن يتدخلوا في حياته و أسرته , و نفس الحال بالنسبة للبنت فأي ظلم هذا , بالتأكيد يوجد بعض الأسر التي لا تفعل ذلك لكن يوجد الكثير ممن يجبروا أطفالهم و يأتوا بالنهاية يشتكوا منهم.
الدب الأبيض الكبير:
أتذكر إن إحدى الأمهات كانت أمنيتها عندما كانت طفلة أن تشتري لعبة بشكل دب أبيض كبير و حينما طلبت طفلتها لعبة بشكل عروسة رفضت الأم و اختارت لها دب أبيض كبير , لكن رد الفعل الطبيعي ألا تشعر الطفلة بالسعادة لمجرد إن الأم اشترت ما كانت تريد هي شراؤه في نفس سن البنت , فما يجب أن يفهمه كل أب و كل أم إن طفلهم ليس ملكهم و لن يصبح نسخة مكرره منهم بأي حال من الأحوال , فهذه هي طبيعة البشر مختلفين في كل شئ في الرغبات و الميول و القدرات و الإمكانات و أيضا الأحاسيس و المشاعر , فما يحبه شخص ربما يكرهه شخص أخر و قديما قالوا: “لولا إختلاف الأذواق لبارت السلع”.
و في النهاية أتمنى من كل أسرة التفكير جيدا قبل إجبار طفلهم على فعل أي شئ ليحقق أمنيتهم الخاصة , لا تقولوا لأطفالكم العبارة الشهيرة: “نفسي أشوفك دكتور أد الدنيا” , ربما ميوله تختلف عن ذلك ربما لو أصبح مدرس أو مبرمج ينجح و يجد نفسه و يسعد لذلك , فما يريده كل أبوين لطفلهم هو الإستقرار و النجاح , أليس كذلك؟
نتمنى أن تكونوا استمتعتم بهذه النصائح التربوية و للمزيد تابعونا في قسم تربية الأبناء , و أشركونا بتجاربكم و تعليقاتكم و أيضا أسئلتكم.