بيروت-” القدس العربي”:  حضر الملف اللبناني على طاولة مجلس الأمن الدولي من خلال كل من المنسّق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبتيش ومساعد الأمين العام للشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ محمد خالد خياري اللذين قدّما إحاطة افتراضية حول تطبيق القرار 1701 بناء على التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

وقد أطلع المنسّق الخاص مجلس الأمن على التطورات الأخيرة في لبنان حكومياً واجتماعياً معرباً عن قلقه إزاء الانهيار الاقتصادي والاجتماعي، وتطرّق إلى قضية الانفجار في مرفأ بيروت وإلى الوضع في الجنوب. وفي بيان لكوبيتش ” أن أعضاء مجلس الأمن أعربوا عن قلقهم إزاء عدم إحراز تقدّم في تشكيل الحكومة بالرغم من التحدّيات الضاغطة التي تواجه البلاد والمشاكل المتزايدة. وإذ أكدوا تضامنهم مع الشعب اللبناني، شدّد أعضاء المجلس على ضرورة قيام القادة اللبنانيين بتشكيل حكومة كفوءة قادرة على تطبيق الإصلاحات التي لا غنى عنها بسرعة ومن دون مزيد من التأخير، كونه عمل أساسي للحصول على المساعدات الدولية المستقبلية.
وجدّد أعضاء مجلس الأمن دعمهم للبنان وسيادته وسلامة أراضيه. وكذلك رحّب أعضاء المجلس بانطلاق المحادثات بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم حدودهما البحرية، علماً أن المحادثات تجري بتسهيل الولايات المتحدة ويستضيفها مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان في مقر اليونيفيل في الناقورة”.

وبحسب البيان كان المنسّق الخاص للامم المتحدة أوضح أنه عبّر “بقلق بالغ إلى الأزمة والانهيار الاجتماعي والاقتصادي المتفاقم، والذي يدفع أعداداً متزايدة من اللبنانيين واللاجئين بسرعة نحو الفقر المدقع وانعدام الأمن الغذائي في ظل غياب نظام حماية اجتماعية فاعل، الأمر الذي تفاقم بسبب الانتشار المتسارع لوباء كورونا، مما تسبّب بضغط إضافي على قطاعي الصحة والتعليم المنهكين أصلاً”.

وتناول المطالب المشروعة للشعب، مؤكداً على “أهمية اتباع نهج شامل وإشراك المجتمع المدني في هذا المسار، والنساء والشباب، بما في ذلك في الاستعدادات للانتخابات المقبلة في عام 2022”.

 وشدّد كوبيتش على “الحاجة الملحّة لتشكيل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري حكومة جديدة كفوءة ولها صلاحيات ومهنية للقيام بإصلاحات حيوية ومعالجة الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والمالية المتراكمة التي تواجه البلاد، بدءاً بتطبيق خريطة الطريق التي أرستها فرنسا بشكل كامل وفي التوقيت المطلوب”. 

كما أكد على “أهمية استمرار الدعم لقوة “اليونيفيل”، التي تلعب دوراً حاسماً في الحفاظ على الهدوء على طول الخط الأزرق، والأمن والاستقرار في الجنوب وفي المنطقة”.بالنسبة لانفجار مرفأ بيروت المأساوي في الرابع من آب/أغسطس، رحّب المنسّق الخاص”بالمساعدة الإنسانية الواسعة النطاق التي قدّمها المجتمع الدولي في أعقابه”. وأكد” استمرار دعم الأمم المتحدة ضمن إطار الإصلاح والتعافي وإعادة الإعمار الذي تمّ إعداده مع البنك الدولي والاتحاد الأوروبي، على أن يتم عرضه في مؤتمر دعم لبنان القادم الذي سيتشارك في رئاسته الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون”. ولاحظ” افتقار التحقيق في انفجار المرفأ إلى الوضوح ،وابلغ عن العديد من المناشدات والعرائض من المواطنين في هذا الصدد”، مكرّراً “دعوة الأمين العام لإجراء تحقيق نزيه وشامل وشفاف في أسباب الانفجار لضمان المساءلة والعدالة والمساعدة على منع تكرار مثل هذه المآسي”.

وفي سياق متّصل،حضر ملف ترسيم الحدود البحرية بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وقائد القوات الدولية العاملة في الجنوب “اليونيفيل” ستيفانو ديل كول،الذي أبلغه عون ” ان ترسيم الحدود البحرية يتم على أساس الخط الذي ينطلق برّاً من نقطة رأس الناقورة، استناداً إلى المبدأ العام المعروف بالخط الوسطي من دون احتساب أي تأثير للجزر الساحلية الفلسطينية المحتلة”، فيما أكد الجنرال ديل كول “اننا مرتاحون للمفاوضات الجارية لترسيم الحدود البحرية الجنوبية”.