لا شك إن تربية الأطفال عملية معقدة و مركبة و مجهدة للوالدين , و في بعض الأحيان يمنع الوالدين الأطفال من عمل شئ لأنه ضار أو غير لائق و لبعض الأسباب المنطقية الأخرى , لكن هذه الأسباب لا تعني أي شئ للطفل فهو لن يدركها حتى لو وضحنا له سبب منعنا له , فما سيرسخ في ذهنه بعد منعه من أي شئ أن والديه يعاقبوه أو يضايقوه و لا يريدوا له التمتع باللعب , و لكن الأمور لها أبعاد كثيرة و لا يمكن ترك الطفل يعتقد هذا الإعتقاد الخطأ و أيضا لا يمكن للوالدين أن يتركوا الطفل يقوم بكل ما يريد حتى لو كان سيضر نفسه , إذا فما الحل؟
الإستعداد لتربية الأطفال:
نعم الأمور تبدأ من طرف الوالدين فعلى أي أسرة ترغب في وجود أطفال أن تستعد لذلك بالإطلاع على طرق التربية و الأساليب الصحيحة تربويا , لأن الوالدين لو كانوا ملمين بأساليب التربية و طرقها و على إستعداد للتصرف بحكمة في المواقف المختلفة سيصبح هذا سبيل لحل مشكلات تربوية كثيرة جدا حتى قبل أن تبدأ , و لكن الذي يحدث أن الوالدين لا يفكروا في اللجوء للسبل التربوية إلا بعد أن يحدث مشكلة أو عدة مشاكل , لكن النصيحة السليمة لأي زوجين يخططوا لوجود أطفال أن يتعلموا كيف يتعاملوا مع أطفالهم المستقبليين.
إعطيه البديل:
فالحل التربوي السليم إن قرر الوالدين منع الطفل من أي شئ أن يعطوه البديل , فلنضرب مثال فبالمثال يتضح المقال , موقف الرسم على الحائط يتعرض له الكثير من الآباء و الأمهات و لكن تصرفهم هو الذي يؤثر على الطفل بالسلب أو الإيجاب , فالأم رقم 1 : ستعاقب الطفل و تقول له: “ماذا تفعل هذا خطأ كبير لماذا تفعل دائما الأشياء التي تضر و تخرب لو رسمت مرة أخرى على الحائط سأعاقبك بشدة” , أما الأم رقم 2 : ستسأل طفلها: “لماذا ترسم على الحائط؟” و بعد أن يجيب تشرح له أن هذا لا يصح و تعطيه البديل , بأن تقول له: “يمكن تعليق ورقة كبيرة على الحائط و ترسم عليها كما تشاء لكن ممنوع الرسم على الحائط” و يجب أن تفسر للطفل لماذا منعته من الرسم على الحائط .
لو كنت مكانه:
تخيلوا معي لو كنتم أنتم مكان الطفل و لديكم سلطة أعلى منكم تمنعكم من أي شئ تريدون القيام به دون مبرر و لا بديل كيف كنتم ستنظروا إلي من هم أعلى منكم؟ و كيف سيكون شعوركم؟ و هل ستتأثرون نفسيا بسبب هذه المعاملة؟ أترك لكم الإجابة , و على الجانب الآخر لو كان من هم أعلى منكم دائمين المدح فيكم , و يوضحوا لكم كل الأمور الممنوعة , و يشرحوا أسباب المنع ثم يعطوكم البديل دائما كيف سيكون حالكم حينئذ؟ حاولوا دائما وضع أنفسكم مكانهم , و تخيلوا أسلوب معاملتكم معهم , و هل كنتم ستسعدوا بهذا الأسلوب لو كنتم أطفال مثلهم؟
و هكذا إن أردتم منع أطفالكم من القيام بأي نشاط أو تجربة أي شئ عليكم التفكير في بديل يشبع رغبتهم و في نفس الوقت يكون مقبول و صحيح و آمن لهم , فمع إستخدام أسلوب البديل بدلا من المنع فقط ستجدوا إستجابات جيدة من أطفالكم و ستشعرون بالفرق في بناء شخصيتهم و سيتعلموا منكم إستراتيجية إيجاد البدائل.
نتمنى أن تكونوا استفدتم من هذه النصائح التربوية و لمعرفة تأثير الأسرة على الطفل يمكنكم قراءة هذا المقال: “مشكلات الأطفال النفسية تبدأ داخل الأسرة” و أشركونا بتجاربكم و أسئلتكم و تعليقاتكم.