يصف الذكاء الإجتماعي القدرة البشرية على التنقل والتفاوض في العلاقات الإجتماعية المعقدة والبيئات المختلفة بفعالية، ويعتقد الطبيب النفساني والأستاذ في “كلية الإقتصاد بلندن” نيكولاس همفري بأن الذكاء الإجتماعي أو خصوبة حياتنا النوعية هي التي تجعل البشر على ما هم عليه، بدلا من ذكائنا الكمي – وعلى سبيل المثال ما يشبهه بأن تكون إنساناً يعيش في قلب حاضر مدرك، محاط بروائح ومذاقات وأحاسيس والإستشعار بأنك كيان ميتافيزيقي إستثنائي بخصائص تكاد تبدو أنها تنتمي إلى العالم المادي، ويرى الباحث الإجتماعي “هونيويل روس” أن الذكاء الإجتماعي هو حصيلة مجموع الوعي النفسي والإجتماعي والمعتقدات الإجتماعية والمواقف المتطورة والقدرات والإرادة لإدارة التغيير الإجتماعي المعقد، والشخص الذي يمتلك حاصل ذكاء إجتماعي مرتفع (SQ) لا يكون أفضل ولا أسوأ من شخص يمتلك حاصل إجتماعي منخفض، فهما فقط يمتلكان مواقفا وآمالا ومصالحا ورغبات مختلفة.
الإختلاف بين الذكاء و”الذكاء الإجتماعي”:
وفقا لما قال البروفيسور نيكولاس همفري أنه كونك ذكيا فقط غير كافي فإن الذكاء يختلف الذكاء الإجتماعي، على سبيل المثال الأطفال المصابين بالتوحد في بعض الأحيان يكونون في غاية الذكاء، فهم يجيدون إعطاء الملاحظات وتذكر تلك الملاحظات كلها، وعلى الرغم من ذلك فهناك ثمة من يقول بأن الذكاء الإجتماعي لديهم منخفض.
فقرود الشمبانزي أذكياء جدًا لدرجة أنهم قادرين على الملاحظة وتذكر الأشياء، فقدرة القرود على التذكر أفضل من قدرة الإنسان ولكن مع ذلك فإنهم غير قادرين على التصرف في العلاقات الشخصية، فهذة معادلة ناقصه فهناك شيء ينقصها ولأكمال تلك المعادلة نحتاج إلى نظرية العقل وهي النظرية لكيفية عمل الإنسان من الداخل فمنذ زمن طويل طغى هذا المجال من خلال المدرسة السلوكية، ويعتقد العلماء أنه يمكن للمرء لفهم الإنسان والفئران أو الحمام فقط بمراقبة سلوكهم وإيجاد العلاقات المتبادلة، وتشير أكثر النظريات مؤخرًا أن ذلك غير صحيح، فلابد من النظر لسلوك البنية الداخلية.
ويعتقد كلا من البروفيسور نيكولاس هيمفري والبروفيسور روس هونيويل أن ما يكون حقيقة الإنسان ليس كمية الذكاء لدى الإنسان بل الذكاء الإجتماعي أو ثراء نوعية حياتنا هما ما يكونان حقيقة الإنسان، على سبيل المثال ماذا يعني لك كونك إنسان تعيش في وسط الحاضر الواعي، محاط بالروائح والأذواق والمشاعر ومن حقيقة كونك كيان مجرد إستنائي ولديه خصائص يبدو إنتمائها صعب للعالم الفيزيائي. فهذا هو الذكاء الإجتماعي.
وجهات نظر إضافية:
إن الذكاء الإجتماعي يرتبط إرتباط وثيق بالمعرفه والذكاء العاطفي ويمكن أن يكون كمرحلة أولى في تطوير أنظمة الذكاء، وقد اكتشفت دراسة بحث علماء النفس للمعرفة الإجتماعية وعلم الأعصاب الإجتماعي أن هناك العديد من الأسس التي تعمل لدى الذكاء الإجتماعي للأنسان، وقد لخص علماء النفس نانسي كانتور وجون كيلستورم أنواع المفاهيم لدى الناس ليتمكنوا من فهم علاقتهم الإجتماعية، على سبيل المثال ” ماهو الوضع الذي أنا فيه و ماهو نوع هذا الشخص الذي يتحدث معي ؟” والقواعد التي تستخدم لرسم الإستدلالات (” مالذي كان يعنيه بذلك ؟”) وتطبيقات الخطة (مالذي سأفعلة حيالها ؟”).
وفي الأونة الأخيرة قام دانيال جولمان كاتب العلوم الشعبية ببحث في علم الأعصاب الإجتماعي ليقترح أن الذكاء الإجتماعي هو عبارة عن الوعي الإجتماعي (يشمل التعاطف والتناغم والمعرفة الإجتماعية)، أما التسهيلات الإجتماعية (تشمل: التزامن وعرض الذات والتأثير والقلق ).
ويتضمن بحث جولمان الواسع أن علاقاتنا الإجتماعية لها تأثير مباشر على صحتنا الفيزيائية وكل ماكانت العلاقة أعمق كلما كان التأثير أكبر، وقال جولمان إن من بعض التأثيرات الفيزيائية لعلاقتنا على صحتنا هي تأثيرها على تدفق الدم في الجسم، وتأثيرها على التنفس، وتأثيرها على المزاج (مثل التعب والإكتئاب) وحتى تتسبب في نقص قوة جهاز المناعة.
ووفقا للموسوعة الحرة فقد أكد الباحث التربوي ريموند هارتجين أن توفير الفرص للتفاعل الإجتماعي يعزز الذكاء، فالفصول الدراسية التقليدية لا تتيح الفرصة للتفاعل السلوك الإجتماعي المعقد، فبدلا من وضع الأطفال في أوضاع تقليدية يعامل فيها على أنه متعلم يجب غرس فيه الكثير من المعلومات المعقدة وقد ذكر الباحث ريموند أن قلة من المدراء التربويين إتخذوا هذا الوضع كنقطة بداية لتنمية بيئة المدرسة حيث يمكن أن يزدهر فيها التفاعل الإجتماعي.
فإذا إعتمدنا هذا التفكير كنهج لنا وإتبعناه سيكون هناك فرصه للأطفال للتواصل اليومي بالتجارب الشخصية من أجل الحرص على تنمية “علم نفس الشخصية “، كما في المدارس اليوم تبني على القليل من هذه المهارات المهمة من أجل الصمود في العالم الحقيقي والتي سمح بتنميتها، ولأن تنمية مهارات “علم النفس الطبيعي ” محدودة في مدارسنا التقليدية فإن الطلاب والخريجين دخلوا سوق العمل وفشلوا وأصبحوا غير قادرين على الصمود، بالمقابل الطلاب الذين كان لديهم القدرة على تنمية مهاراتهم كعلم النفس الطبيعي في فصول دراسية متفاوتة الأعمار وفي أوضاع ديموقراطية فهم أكثر ثقة من أقرانهم ذوي المهارات الإجتماعية الأقل، فهم راضين عن أنفسم ويعلمون ماذا يريدون من الحياة ولديهم المهارات اللازمة لتحقيق ما يطمحون إليه.
وفي النهاية نتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه النصائح، وللمزيد تابعونا في قسم استمتع بحياتك، وأنصحكم بقراءة هذا المقال بعنوان:”نصائح لكسب …. القلوب“، ولا تنسوا أن تشركونا بتعليقاتكم وأسئلتكم وأيضا تجاربكم.