كم مرة شكرك شخص و كان ممتن لك لوقوفك بجانبه و إيمانك بقدراته و تشجيعك المستمر له , سواء أكان صديق عمل أو دراسة أو حتى جار أو قريب , بالتأكيد كلا منا يجد أحيانا شخص مكتئب و يقترب من الفشل فيحاول مساعدته و الرفع من معنوياته ليصل لبر الأمان , فبعد أن يرى كلا منا نتيجة مساعدته لهذا الصديق أو الجار و كيف أن ثقتنا به حولته من يائس لمفعم بالأمل سيشعر بالسعادة و الرضا عن النفس , لأنه ساعد شخص يحبه على النجاح في شئ ما , و لكن سؤالي الآن لكل أب و أم هل تفعلون مثل هذا الموقف مع أطفالكم؟ هل حاولتم تشجيعهم ليحولوا إكتئابهم لإنتصار ؟ هل تكونوا مصدر تفاؤل لهم و يلجأوا لكم لتخففوا عنهم و تنصحهوهم؟ ماذا تفعلوا لتنمية قدرات الأطفال؟
أي مصدر أنتم؟
حاولوا الجلوس مع أنفسكم و أسئلوها بكل وضوح أي مصدر أنا بالنسبة لأطفالي؟ هل أنا مصدر سعادة أم حزن؟ راحة أم تعب؟ إبتسامة أم بكاء؟ , تذكروا بعض المواقف التي كان طفلكم فيها حزين من أمر ما , ماذا فعلتم معه؟ هل ساعدتموه كما لو كان صديقكم الحميم؟ أم قولتم له كلمتين من باب سد الخانة ثم تركتموه؟ أم ألقيتم بالوم عليه لأنه فعل الخطأ و عليه تحمل العواقب؟
حسنا بعد أن تجيبوا على هذه الأسئلة بينكم و بين أنفسكم أريدكم أن تحددوا أي مصدر تأملوا أن تكونوا لأطفالكم ؟ فما فات قد مات و لنبدأ مع أطفالنا صفحة جديدة , فعليكم تحديد الخطة التي ستتعاملوا من خلالها مع أطفالكم من الآن و أبدأوا التنفيذ فورا , حاولوا أن تكون مصدر سعادتهم و راحتهم و الأمل و الأمان لهم.
هل تعرفون أديسون؟
هل سمعتم يوم قصة أديسون مخترع المصباح الكهربائي , لقد كان أديسون و هو طفل صغير كثير الشرود الذهني و كان – من وجهة نظر أساتذته بالمدرسة – طفل غبي لأنه لا يحفظ ما يقولوه مثل باقي الطلاب بل يجادل و يناقش و يسأل كثيرا حتى إن جاء مفتشين للمدرسة يواجهوا معه بعض الصعوبات ليعلموه أي شئ كالذي يتعلمه أقرانه , و في أحد الأيام فاض الكيل بالمدرسين و قالوا لأديسون لا تعود للمدرسة مرة أخرى و أرسلوا معه رسالة لأمه تقول إنهم ملوا منه و من غباؤه و لن يسمحوا له بالتواجد بين باقي الأطفال حتى لا يتأثرون بعدم إنضباطه و شروده الدائم , و عندما قرأت الأم الرسالة سألها أديسون ما هو مضمونها و لماذا طلب منه المدرسون ألا يذهب مرة أخرى للمدرسة , كان ردها عليه إن المدرسة تقول إنه أذكي من كل الأطفال , و لا يوجد مكان بالمدرسة للعباقرة مثلله , و بالفعل أصبح عبقري بسبب ثقة أمه في قدراته و دعمها المادي و المعنوي له و دفعها له للأمام , فمن منا لا يعرف أديسون مخترع المصباح الكهربائي.
فلو تخيلنا للحظة أن هذه الأم عندما جائتها الرسالة تشتكي من طفلها بالمدرسة عاقبته و عنفته و ألقت باللوم عليه و ذهبت للمدرسة و ترجتهم أن يقبلوه مرة أخرى , و ظلت هي بالبيت تضغط عليه ليصبح مثل زملاؤه و يحفظ مثلهم ليصبح في النهاية خريج مثل باقي الخريجين الذين لا يعرف أحد أسمائهم , لما أصبح أديسون المخترع المشهور , و أعتقد أن أي أم في وقتنا الحالي كانت ستضغط على الطفل و تعتذر للمدرسة بسبب عدم ثقتها في قدرات طفلها و كذلك عدم دعمها المادي و المعنوي له , لكن قلما نجد أم مثل أم أديسون و التي قالت له في أصعب موقف ممكن أن يوضع فيه طفل و الجميع يبتعدوا عنه: “أنا أثق بك” و هذه الكلمة كفيلة وحدها بأن تصنع طفل متميز , فهل تريدوا طفلا مميزا؟ , إذا ثقوا به.
جربوا مثل هذه العبارات مع أطفالكم ستجدوا نتائج مذهلة و لا تكون علاقتكمبهم دائما توبيخ و تحذير و صراخ ثم تأتوا في النهاية تبحثوا عن سبب تأخرهم بالكلام أو سبب التبول الاإرادي أو حتى سبب عدم التواصل و الثقة بينكم و بينهم.
العبارات التي تنمي قدرات الأطفال:
- أنا أثق بك و بقدراتك.
- أنت أذكي طفل عرفته.
- متأكد من أنك ستنجح في فعل هذا.
- سعيد جدا أنك ابني.
- أحسنت كنت أعرف أن بإمكانك فعل هذا.
و هكذا أكثروا من تلك العبارات و ما يشبهها و قللوا من النقد و التوجيه و الأوامر ستصلوا إلى ما يسعدكم و ستكون النتائج مرضية لكم جدا , جربوا هذه النصائح و العبارات و أخبرونا بتجاربكم و نعليقاتكم و تابعونا للمزيد و المزيد في قسم تربية الأبناء.