إن مسئولية الأطفال كبيرة ورعايتهم وتربيتهم شئ يحتاج للكثير من الوقت والجهد وفي بعض الأحيان نطلب من الوالدين ترك القرار لأطفالهم من باب تعويدهم على إتخاذ القرار وتحمل مسئوليته وأيضا زيادة الثقة بالنفس لكن لا ينفع أن نترك لهم كل القرارات أو حتى معظمها بل لابد من توجيهنا المستمر لهم وفي بعض المواقف لا يصلح أبدا أن نترك لهم القرار.
وظيفة الوالدين:
وظيفة الوالدين داخل الأسرة هي رعاية الأطفال وتربيتهم ويندرج تحت هذا تعديل سلوك الطفل وإكسابه الصفات والقيم الجيدة وفي المقابل عدم إكتسابه لما هو سئ، لذلك وجب عليهم بذل المزيد من الجهد والوقت اللازمان لذلك حتى يقوموا بواجبهم على أكمل وجه وهذه الوظيفة مجهدة جدا وصعبة للغاية والقليل فقط من يستطيع إتمامها على خير حال.
الثقة بالنفس و إتخاذ القرار:
وأيضا تنمية شخصية الطفل من أهم وظائف الوالدين وإكسابه الثقة بنفسه، ولاشك إن مهارة إتخاذ القرار من أهم الأشياء التي تكسب الطفل الثقة بنفسه والإعتماد عليها لكن بأي شكل وفي أي موقف يصلح ترك القرار للطفل؟ مثلا أثناء إرتداء الملابس من الممكن أن تخيره الأم بين قميصين أو جوربين وهو يقرر ويختار الذي يريد أن يرتديه والأم من الممكن أن توجه في بعض الأوقات، فمثلا لو إختار هو ملابسه كاملة دون مساعدة منها ووجدت إنه سيختار بنطلون لا يصلح أن يرتديه مع القميص الذي إختاره يمكنها أن تخبره إن الملابس لابد أن تكون متناسقة معا وعليه إختيار بنطلون أخر ليتناسق مع القميص، فهذا الموقف سيتعلم منه الطفل تناسق الملابس معا وأيضا إتخاذ القرار السليم وسماع النصيحة لكن توجد بعض المواقف التي يجب التعامل معها بشكل مختلف تماما.
القرار الذي لا يصلح أن نتركه للطفل:
القرار الذي سيضره هو القرار الذي لا يجب أبدا أن نتركه يتخذه، فالطفل مازال صغيرا وعقله وتفكيره مازالا غير مؤهلين لذلك فلو كانوا مثل البالغين في نمو ورجاحة العقل فلم رفع عنهم القلم ولا يحاسبوا قبل سن البلوغ؟
فالأطفال كما إن أجسادهم تنمو كل يوم إلى أن يصبحوا كبار أيضا عقولهم وإدراكهم ينمو مع الأيام والسنوات ليصبح في سن معين ناضج ووظيفة الوالدين أن يحموا الطفل ويوجهوا تفكيروه وينصحوه في الوقت الذي يسبق سن النضج، فهم المسئولين عنه في كل شئ و إتخاذه لقرار يضره هو خطأ الوالدين أكثر من كونه خطأ منه هو لأنه لا يدرك الأمور كما يدركوها هم.
مثال:
طلب الطفل من أمه أن يأكل أيس كريم مرة أخرى فقالت له: “لا ينفع لأنك أكلت واحدة كبيرة للتو فإن أكلت واحدة أخرى ستصاب بالبرد أو المغص” فصمم الطفل فتركت له القرار و قالت له: “إن أكلتها ومرضت عليك تحمل نتيجة إختيارك” فوافق الطفل وأكلها ومرض بعد قليل وظل يبكي.
فمن المخطئ في مثل هذا الموقف؟
بالتأكيد سنلقي اللوم على الأم التي وافقت وسمحت للطفل أن يضر نفسه ويأكل الأيس كريم ثم يمرض بعدها، كان عليه أن تسلك أي طريق لتقنعه ألا يأكل واحدة أخرى وإن لم يقتنع كان عليها منعه وحرمانه مما يضره فمثلا هذا القرار لا يترك للطفل.
وفي النهاية نتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه النصائح التربوية وللمزيد تابعونا في قسم تربية الأبناء وأنصحكم بقراءة هذا المقال: “فوائد … تشتيت انتباه طفلك“، أشركونا بتعليقاتكم وأسئلتكم وأيضا تجاربكم.