“التعليم في الصغر كالنقش على الحجر” لذلك يجب على كل أسرة أن تسعى لغرس القيم والمبادئ الأخلاقية لدى أطفالها منذ نعومة أظافرهم، ولكن يوجد بعض المعلومات التربوية والدعائم الأساسية تساعد الوالدين في غرس تلك القيم في نفوس الأطفال.
مقدمة قبل “غرس القيم”:
ترتبط التربية الأخلاقية بتطور الإنسان وبالتغيرات التي تحدث في حياته، فالطفل يتعلم كيفية تطوير نفسه مع ظروف حياته تدريجيا بداية من التركز حول الذات إلى التركز حول المجتمع، فيدرك أنه فرد يعيش مع الآخرين ويتفاعل معهم ولديه حقوق وواجبات تجاه نفسه والمجتمع ومن هنا يبدأ الإلتزام الأخلاقي.
الدعامتين الأساسيتين للتربية الخلقية:
تستند التربية الأخلاقية على دعامتين أساسيتين هما:
1- التربية العاطفية:
وتنبع من سعي التربية الأخلاقية لتثبيت قيم متعددة في النفوس مثل التسامح والاحترام والمحبة والثقة وغيرها.
2-التربية الفكرية:
للتربية الفكرية أهمية بالغة وأساسية في التربية الأخلاقية ولكن هذا لا يعني أن تكديس المعرفة وتخزينها في العقول تحسن أخلاق الإنسان، أي أننا لا نعني بذلك أنه كلما زادت المعرفة عند الإنسان إرتفعت أخلاقياته.
ومن الجدير بالذكر أن تلك الدعامتين متكاملتين وإذا تعرض أي منهما للإختلال فإن التربية الأخلاقية يصعب تحقيقها على الوجه الصحيح.
بعض أسباب عدم إلتزام الطفل بالمفاهيم الأخلاقية والقيم:
1-أولى خطوات بناء التربية الخلقية هي فهم الكبار للطفل فهما صحيحا ويتبع ذلك ترسيخ مبادئ التربية الأخلاقية في النفس، ومن هذه المبادئ تكوين العادات السليمة وتخليص الطفل بالتدريج من غرائزه العدائية، فسوء فهم الكبار للطفل يجعله مكرها على الطاعة والإحترام والحب والتعاون، فلا يكون هناك فهم لأفكاره ونفسيته وإحتياجاته وغرائزه وعواطفه وغيرها وهذا ما يؤدي إلى وجود خلل في نفس الطفل يتمثل في خروجه عن السياق الذي يراه الكبار أنه أخلاقي، وصعوبة محاكاة الطفل لهذا السياق الإجتماعي لذلك نجد الطفل في وضع أكثر عندا وتحديا وعداءا للبيئة الإجتماعية.
2-يعتبر التأثير الإعلامي على الطفل من أجهزة الإعلام المختلفة بالغ الخطورة إذا إنصب هذا التأثير في إتجاهات تتعارض مع ما تقدمة الأسرة أو المدرسة من مفاهيم أخلاقية للأطفال. مثال على ذلك: إذا شاهد الطفل برنامج واحد سيء في التلفزيون بحيث يكذب البطل الكرتوني ثم يفوز بسبب كذبه، ستكون النتيجة أن تنطبع في وجدانه مفاهيم لا أخلاقية مدمرة لا تستطيع المدرسة أو الأسرة محوها مهما بذلت من جهود.
3-يعد غياب القدوة سبب لعدم إلتزام الطفل بالقيم والأخلاق التي يدفعه إليها أهله، فالطفل الذي يرى أبوه يكذب ثم يحثه بعد ذلك على الكذب لن يستمع لما يقال بل سيقلد الأب، والأم التي تتلفظ بألفاظ نابية ثم تتطلب من طفلتها أن تتلفظ بألفاظ مؤدبة ستجد إن هذه الطفلة لن تتأدب في ألفاظها لأنها تقلد قدوتها.
طرق غرس القيم والمفاهيم الأخلاقية لدى الطفل:
توجد هناك طرق مختلفة تلجأ إليها التربية في ميدان غرس القيم والأخلاق في نفوس الأطفال، وسوف نذكر منها ثلاث طرق تربوية وهي:
أ- الطريقة التلقينية:
يعتمد الكبار في الجانب التلقيني على الإجبار أو الفرض على الصغار، بمعني أن الصغار يحتاجون للكبار في مساعدتهم وإعانتهم على التعليم ولذلك فيعتبر الكبار أن لهم سلطة على الصغار تتضمن إستعمال القوة والإرغام والإجبار وأن لهم الحق في ترويض تصرفاتهم لدرجة معينة.
ب- الطريقة الحدسية:
هذه الطريقة تميل إلى التجربة المباشرة للإنسان والذي يتأثر بها ويتفاعل معها وتعتبر عكس الطرقة التلقينية بإعتبار أنها أسلوب يجعل الطفل محور التعليم وتراعي أيضا طبيعة الطفل.
ج-الطريقة الفعالة:
الطريقة الفعالة تعكس مفاهيم بناء الحرية وإرادة خلق الذات وتمكن الطالب من تحديد إتجاهاته وخياراته، وتعتبر هذه الطريقة إتجاه نحو التعلم الذاتي الذي يعتمد فيه الطالب على نفسه في حل المشكلات.
ووفقا للموسوعة الحرة نجد إن الطرق التربوية في تدريس الأخلاق مازالت تعتبر محل جدال إجتماعي في غالبية المجتمعات، وكثير من الكتب التي كتبت عن التربية الأخلاقية كانت غير موضوعية وتميل للعاطفة، وأغلبها ردود فعل لأوضاع مختلة، أو إفراط في التركيز على الموروثات الأخلاقية والتاريخية، فالواقع الأخلاقي في المجتمع يتلون بإتجاهات المجتمع الدينية والإجتماعية والتاريخية وهي التي تؤثر في تباين التربية الأخلاقية والإختلاف في درجة الردود الإنفعالية من مجتمع لآخر.
نتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه المعلومات والنصائح التربوية وللمزيد تابعونا في قسم تربية الأبناء، وأنصحكم بقراءة هذا المقال بعنوان:”ماذا تعرفوا عن توتر الطفل؟“، ولا تنسوا أن تشركونا بتجاربكم وتعليقاتكم وأيضا أسئلتكم.