كل الأطفال يحبون اللعب و الأسرة أيضا تدفعهم له و تطلب منهم أن يلعبوا طوال الوقت , و لكن كيف يرى كل طرف اللعب من وجهة نظره ؟ فالأهل مثلا معظمهم يروه شئ مسلي يمضي فيه الأطفال الوقت لكن هل يرى الطفل اللعب مجرد شئ يمضي فيه الوقت فقط؟ أم أننا لا نعرف حقا أهمية اللعب ؟
دنيا الأطفال:
لو سألت شخص بالغ كبير ما هي دنياه و مشاغله و مسئولياته سيقول مثلا العمل و الكسب المادي و المكانة الإجتماعية و غيرها مما يعتبره البالغين من الأهمية بمكان , أما لو سألت طفل ما هي محاوره الأساسية في الحياة و ما الذي يملاء دنياه؟ ستكون الإجابات مختلفة على حسب هوايات و ميول كل واحد و لكن كلها تنصب في مجالات اللعب و المرح و السعادة فهم لا يحملوا تلك الهموم الجسام التي يتحملها البالغين , فنظرتهم للحياة تختلف عن نظرتنا لأن خبراتهم و مداركهم بالتأكيد مختلفة عنا , فلا تستغربوا عندما نقول إن اللعب هو دنيا الطفل.
إستغلال اللعب:
بما أننا إتفقنا على إن اللعب هو دنيا الأطفال فلما لا نستغل هذه الحقيقة في إفادتهم و أيضا إفادة المجتمع بهم؟ , فعلى الأهل ألا يجعلوا وقت اللعب وقت ضائع و مهدر بل يمكن أن يستغلوه في تعليم الأطفال أشياء كثيرة و متنوعة و مفيدة , و لتسهيل الأمر يوجد ألعاب تعليميه كثيرة و منتشرة , بل إن بعضها يأتي معه كتيب لشرح اللعبة و طرق الإستفادة منها , و منها ما ينمي الجانب العقلي و منها ما يقوي الجسد و منها أيضا ما يساعد على الإبتكار , إلى جانب ذلك يوجد أيضا كتب كثيرة تتحدث عن مثل هذه الألعاب و كيفية صنعها و تطبيقها بالمنزل.
إلعبوا معهم:
نعم إن هذا أمر هام جدا على الأهل أن يعرفوه , فمهما اشتريتم لطفلكم كم كبير من الألعاب المختلفة و الغالية و القيمة و حتى المفيدة ستجدوه في معظم الأحيان لا يلعب بها مدد طويلة بمفرده , و لكن إن شاركتموه اللعب بها أو حتى بغيرها ستجدوه يمضي وقت أطول مع الألعاب , فالأطفال يشعرون بالأمان بجانب والديهم و يفضلوا اللعب بجانبهم طوال الوقت , فهم منذ نعومة أظافرهم يفضلوا شعور الدفء و القرب و الحب بجانب أبائهم و أمهاتهم , فمشاركتكم لهم في بعض أوقات اللعب ستكون مفيدة جدا من الجانب التعليمي و أيضا من الجانب العاطفي و النفسي.
فأي وقت تمضوه مع أطفالكم سيكون مفيد جدا و ستلاحظوا فوائده التي ستفوق توقعاتكم , فالأباء و الأمهات للأسف – خصوصا في هذه الأيام – إنشغلوا جدا عن أطفالهم , و هذا بالتأكيد له بعض الآثار السلبية على نفسية و سلوكيات الطفل , ولكن إن إستطاع كلا من الأب و الأم تمضية بعض الوقت مع أطفالهم سيسعدوا بذلك جدا , و من جانب آخر يستطيع الوالدين التعرف أكثر على طفلهم , فهم في هذا الوقت لن يصرخوا على طفلهم و لن يعاقبوه و يعنفوه أو حتى يوحهوه بل عليهم أن يتسموا بالهدوء , و أيضا إن إستطاعوا أن يكونوا أطفال بنفس عمر طفلهم فليفعلوا , لأن الطفل أحيانا يخجل أو يخاف من عقاب والديه فيخفي بعض الاشياء أو الأحداث عنهم لكن إن كانوا من وقت لآخر يمثلون دور طفل و يلعبون معه بدون قيود أو شروط أو توجيهات الوالدين التقليدية يمكنهم بذلك بناء جسر متين في علاقتهم به سيحتاجوه دائما في التواصل و النصح , و يمكنهم إرشاده و توجيهه بعد فترة اللعب هذه بطرق مختلفة.
في النهاية نتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه النصائح التربوية و للمزيد تابعونا في قسم تربية الأبناء و أنصحكم بقراءة هذا المقال بعنوان: “20 دقيقة مع طفلك تجنبك أكثر من مشكلة تربوية” , و أشركونا بتجاربكم و تعليقاتكم و أسئلتكم.