لماذا انقسمت البلاغة إلى ثلاثة علوم

[wpcc-script async src=”https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js” type=”302ac28fdd25171ac1503adb-text/javascript”] [wpcc-script type=”302ac28fdd25171ac1503adb-text/javascript”]

اشتقت كلمة ” بلاغة ” من الفعل الثلاثي ” بلغ ” بمعنى أدرك الغاية، ويقال أن ” البليغ “، هو القادر على الإقناع والتأثير بواسطة كلامه، لذا فدلالة البلاغة في اللغة العربية هي إيصال معنى الخطاب كاملاً إلى ذهن المتلقي، سواء أكان سامعًا أم قارئًا، وقد ظلت البلاغة من أبطأ العلوم العربية تدويناً واستقلالاً كعلم منفرد له قواعده وأصوله، بسبب أن المسائل التي يناقشها ويبحث فيها هذا العلم كانت متفرقة في بطون الكتب، إضافة لعدم وضوح مصطلحاتها .

دور السكاكي في تقسيم علوم البلاغة

جاء يوسف بن أبي بكر أبو يعقوب السكاكي، أحد أئمة اللغة العربية في عصره، وعلامة البيان والأدب والعروض والشعر، المتوفي سنة 626هـ، فوضع كتاب ” مفتاح العلوم ” والذي جاء بعد الاطلاع على أعمال أسلافه أمثال أبو عثمان الجاحظ، وقدامة بن جعفر، وفخر الرازي، وعبد القاهر الجرجاني .

تفرد كتاب السكاكي بحسن التبويب، ودقة الترتيب، رغم تعقيده وكثرة حدوده وتقسيماته، وأتى في ثلاثة أقسام : الأول منها للصرف، والثاني للنحو والثالث للبلاغة بعلومها الثلاثة، وما يلحق بها من قافية وعروض، وهي كلها علوم يحتاج إليها كل دارس لعلوم العربية في البلاغة والنقد .

تقسيم البلاغة إلى ثلاثة علوم

قسم النحاة علم النحو إلى نحو وصرف، وقسموا الكلمة إلى اسم وفعل وحرف، ولم يفهم أحد من هذا الفصل بينها أنه فصلاً تامًا، إذ لا يمكن أن ننشئ كلامًا معتمدًا على النحو مع خلوه من الصرف أو العكس .

وكان القصد من تقسيم البلاغة إلى علوم ثلاثة هو ” التفصيل وتيسير الدرس وتسهيل التعلم “، وليس المقصود الفصل التام بينها، فلا يمكننا أن ننشئ كلامًا بالمعاني فقط أو بالبيان أو بالبديع فقط .

وكون هؤلاء البلاغيين أدق الناس نظرًا وأكثرهم كشفًا للنكت اللطيفة، فلا ضير من القول أن حقيقة البلاغة العربية أنها قطعة واحدة، وهي كل الأساليب التي تلتزم مطابقة مقتضى الحال وليس فيها ما هو أساسي أو فرعي بل يدخل في النص الواحد كل أنواع البلاغة على حد سواء في الأهمية .

ويُعتبر الغرض النهائي من انقسام البلاغة إلي ثلاثة علوم، هو أن كل علم منها يختص بركن أو عنصر من عناصر الأسلوب .

أقسام علوم البلاغة

تنقسم علوم البلاغة إلى ثلاث أقسام وهي :

علم المعاني

هو علم يختص بعنصر المعاني والأفكار، إذ يرشدنا إلي اختيار التركيب اللغوي المناسب للموقف، كما يرشدنا إلي جعل الصورة اللفظية أقرب ما تكون دلالة على الفكرة التي تخطر في أذهاننا، مستعينا في نطاق بحثه ليس في كل جملة مفردة على حدة، بل في علاقة كل جملة بالأخرى وصولاً إلي النص كله بوصفه تعبيرًا متصلا عن موقف واحد، مستخدمًا مجموعة كاملة من المصطلحات الشارحة مثل الإيجاز، الإطناب، والفصل، الوصل، الاستعارة، المجاز والمجاز المرسل، التشبيه، الكناية، أسلوب القصر .

علم البيان

يبحث علم البيان في عنصَري العاطفة والصور الخيالية معاً، وسمي بـ علم البيان لأنه يساعد على زيادة تبيين المعني وتوضيحه وزيادة التعبير عن العاطفة والوجدان، باستخدام التشبيهات والاستعارات وأنواع المجازات، هو أيضًا العلم الذي يبحث في وجوب مطابقة الكلام لمقتضى حال المخاطب وأحوال السامعين، ويبحث في المعاني المستفادة من تأليف الكلام ونظمه وسياقه .

علم البديع

يختص علم البديع بالصياغة وجماليات الأسلوب، إذ يعمل على حسن تنسيق الكلام حتى يجيء بديعاً، عبر جملا وكلمات حسن تنظيمها، مستعينًا بما يسمى بالمحسنات البديعة، سواء اللفظي منها أو المعنوي .

لقد تأكدت قيمة تقسيم علوم البلاغة باعتبارها علوم جمالية يستفيد منها الأديب قبل إنشاء النص، ما يمكننا أن نعتبرها علم تعليمي، نعرف من خلاله كيف نعبر عن المعاني التي تجول بأذهاننا، وكيف ننسق أسلوبنا وصياغته، حتى نبين المعنى والعاطفة المقصودة .

Source: almrsal.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!