‘);
}

لماذا سميت غزوة تبوك بغزوة العسرة

أطلق القرآن الكريم على غزوة تبوك اسم غزوة العسرة، فقال -تعالى-: (لَقَد تابَ اللَّـهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالمُهاجِرينَ وَالأَنصارِ الَّذينَ اتَّبَعوهُ في ساعَةِ العُسرَةِ مِن بَعدِ ما كادَ يَزيغُ قُلوبُ فَريقٍ مِنهُم)،[١] بينما أطلقت السنة النبوية عليها اسم غزوة تبوك، وقد حدثت هذه الغزوة في شهر رجب من السنة التاسعة للهجرة، وهي سنةٌ كان فيها قلّةٌ في الثمار والمال، وكانت حرارة الجوّ فيها شديدة، مما جعل الناس ينقسمون في استجابتهم لاستنفار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لغزوة العسرة، فكان منهم المناصرون له، ومنهم البكّائون، ومنهم المثبّطون المحبّطون، فكشفت هذه الغزوة العديد من الأسرار، ولكن قدَّر الله -تعالى- ألا تحصل الحرب، حيث أذعن الروم للرسول -صلى الله عليه وسلم- دون قتال، فأمِن جانبهم ورجع إلى المدينة المنورة.[٢]

وقد سمَّت سورة التوبة غزوة تبوك بغزوة العسرة؛ لأنها كانت في زمنٍ اشتدّ فيه القحط والجدب والحر، وعسر على الناس الخروج للغزوة، لكنَّ عثمان بن عفان -رضي الله عنه- ضرب أروع الأمثلة في تجهيز جيش العسرة، فتبرّع بتجهيز أكثر من ثلاثمئة بعيرٍ بعدّتها، وهي آخر غزوةٍ غزاها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وكان معه أكبر جيشٍ بالنسبة لغزواته السابقة جميعها، حيث كان معه ثلاثون ألف صحابي.[٣] وقد نزلت آيات سورة التوبة تُبشّر بصفح الله -تعالى- وعفوه عن النبي والمهاجرين والأنصار الذين رافقوه في غزوة العسرة وانضمّوا لجيشها، ويُقصد بالعسرة الشدّة، حيث كانت على المجاهدين شِدّةٌ وعُسرةٌ في توفّر الأكل والشرب والدواب التي تُستخدم للركوب، فرُوي أن الرجلان كانا يقتسمان التمرة بينهما، وأنَّ المجاهدَيْن أو الثلاثة كانوا يتعاقبون على بعيرٍ واحدٍ.[٤]

قال قتادة: “خرجوا إلى الشام في تبوك في لهيب الحر على ما يعلم الله من الجهد”، وقال عمر -رضي الله عنه-: “أصابنا فيه عطش حتى ظننّا أن رقابنا ستتقطّع من شدّة الحر”، وكان من أحداث غزوة العسرة ما يأتي:[٥]