لماذا يقلل الزوج من شأن زوجته؟ يبدو أن ذلك تساؤل ياتي في بال سيدات كثيرات يتعرضن يوميا للإهانة بشكل جسدي أو معنوى، متشككات أن يكون الأمر سببه خطا قمن بارتكابه، رغم أن الاختلافت والاخطاء مهما بدت فداحتها لا يمكن أن تعالجها الإهانة، والعلاقة الزوجية قائمة بالأساس على التفاهم والاحترام والقدرة على حل الخلافات بود، فلا يوجد مبرر للعنف، ولا مسامحة معه وتقبل له.
في العلاقة الزوجية، يمكن أن يكون هناك مشادات وخلافات، ولكن يبقى هناك ما يجعل علاقة ناجحة وأخرى سيئة، وهو القدرة على التعامل مع أي مشكلات دون تجاوز أو إفساد للمودة والحب، ودون وجود تصرفات من الزوج تدل على عدم احترامه لزوجته أو تعمد إهانتها، وإذا حدث ذلك، فهذا دليل على حاجتكما الضرورية للنقاش ووقف هذه العلاقة السامة.
لماذا الزوج لا يحترم زوجته
رغم أن الأمر لا يمكن أن يكون في حاجة إلى أسباب، يبقى عدم احترام الزوج لزوجته أمر لا يمكن تقبله، ومحاولة فهم دوافعه يمكنها أن تساعدنا على التعامل معه، فقد يلجأ الزوج إلى عدم احترام شريكته من خلال قيامه بتصرفات مختلفة، منها:
- أن يتعمد إهانتها أو التقليل من رأيها أمام الآخرين، سواء كانوا أفراد من العائلة الوى الاصدقاء، وحتى الغرباء.
- السخرية من اهتماماتها، واعتبارها دوما أمورا لا فائدة منها.
- الإهانة اللفظية المباشرة أو الجسدية، والتي تعد عنف اسري لا يمكن التهاون معه.
- من الممكن أن يتعمد الإساءة إلى أسرتها، وعدم احترامهم بما يجب.
- الشك الدائم هو شكل من أشكال عدم احترام الزوجة.
- لا يشاركها في أموره الشخصية أو أمور المنزل.
- يعتبرها محدودة الفكر ويقلل من أهميتها، ويصر على أن يوهمها أن لا وظيفة لها سوى عمل المنزل.
- لا يدعم اختياراتها أو يشاركها السعادة بنجاحها وعملها.
ولكن لماذا كل هذا، ما الذي يدور في ذهنه ويجعله يقوم بهذه التصرفات، وهل الأمر له علاقة بنشأته أو طبيعة شخصيته؟ وهل من الممكن أن تكونين أنتِ السبب؟ يمكن أن تتعدد الأسباب، وهذا ما حاولنا استكشافه:
عندما تتسامحين
أي شخص يرى الطرف الآخر يتهاون في حقه، يتمادى في سوء معاملته، ومغفرتك للمرة الأولى التي أساء لكِ فيها لأنه كان يعاني ضغطا في العمل، والمرة الثانية التي لم يهتم بالإنصات لكِ فيها لأنه مرهق، تؤدي إلى حياة زوجية تعيسة سامة قائمة على الإهانة وعدم الاهتمام بمشاعرك، لأنك تسامحتِ وتقبلت في كل مرة، باحثة عن الأعذار
يعتقد أن العالم يدور حوله
في كثير من الأحيان، تربي الأمهات أبناءها- خاصة في مجتمعاتنا العربية- بالطريقة التي تجعلهم يعتقدون أن العالم مصمم ليلبي لهم رغباتهم، فتلاحظين أنه يضع نفسه دوما قبل أي شخص آخر، يريد أن يحصل على كل شيء دون أن يقدم في المقابل، ويعتقد أن من حقه أن يغضب ومن واجبك أن تصمتي وتنصاعي، لا يتعاطف سوى مع شئونه ومشكلاته ولا يعيرك أي اهتمام، ولا يفهم ان الحياة الزوجية مشاركة، بل أنت موجودة لسعادته فقط. ولن يقتصر الأمر عليكِ وحدك، فهذه النوعية من الأشخاص يميلون إلى معاملة الجميع دون اكتراث وعدم احترام.
الغضب وعدم الرضا
من الممكن أن الزوج يعاني من مشكلات متعلقة بطفولته واختياراته في الحياة، ويشعر بعد الرضا ومشكلات نفسية أخرى، وهو ما يجعله يلجأ للغضب والانفعال من كل شيء للتخفي من هذه المشكلات وعدم الاعتراف بها، وغالبا ما نتصب ذلك على زوجته، فينفعل من أقل تصرف ويتحجج بأي أمر من أجل أن ينفث عن هذا الغضب في وجهها.
لا يحصل على الاهتمام
لا نبحث هنا عن سبب أو نوجد مبرر لقيام الزوج بتصرف يقلل من شأن زوجته، ولكننا نحاول أن نستكشف الامر ونفهمه معا، ولذلك من الممكن أن الزوج يتبع هذه الطريقة المؤذية من أجل أن يخبر زوجته بطريقة غير مباشرة أنها لاتعيره الاهتمام الكافي، فقد تكون الزوجة منشغلة عن زوجها بالأطفال أو العمل، ولا تقدم له الحب والمودة، وهو ما يعني ضرورة النقاش والحديث لا اللجوء إلى الإساءة.
يغار من زوجته
إذا كانت الزوجة لها مكانة جيدة في عملها، وبدأت تشعر بقيمة ما تقوم به، فمن الممكن أن يثير ذلك غضب الزوج وحنقه، ويبدأ في تعمد إهانتها والتقليل منها، معتقدا أن نجاح زوجته يعني أنه لم يعد هناك قيمة له ولا يمكنه السيطرة على العلاقة بينهما، خاصة، مع ترسخ مفاهيم خاطئة تصور داخل عقول بعض الرجال أن العلاقة الزوجية معركة تحكم وسيطرة وعليه أن يحرص على ألا تفلت منه زمام الأمور.
صفات شخصية سيئة
من الممكن أن تكون أذية الزوج وإهانته نابعة من حمله لصفات شخصية سيئة لا يمكن تحمله، فقد يكون متلاعب يريد دوما أن يجعلك تشعرين بالذنب ومخطئة، أو أنه أناني ولا يرغب في تحمل المسئولية، وقد يكون نرجسي ولا يمتلك القدرة على التعاطف مع الآخرين أو إظهار الاحترام.
دعم مجتمعي
في كثير من الأحيان، يبدو الرجل الذي يقلل من شان زوجته وكأنه متحكم وقادر على السيطرة على العلاقة الزوجية، وهي تصرفات تلقى قبولا وتقديرا لدى بعض المجتمعات، وهو ما يعني أن عدم احترامه لزوجته يتم مقابلته بدعم مجتمعي، وهو ما يجعله يتمادى به، ويجعل الزوجات أمام ضغوط قاسية دون دعم من أحد.
أيا كانت مسببات الزوج أو الأمور التي تجعله يقوم بتصرفات مؤذية تجاه زوجته، عليك عدم الخضوع وتقبل الأمر على أنه عادي، بل يجب أن ترفضي وتعلني عدم ارتياحك لأي من هذه التصرفات، وأنه يجب أن يكون هناك حدود عليه ألا يتخطاها، تناقشي معه وغذا لم يكن هناك حل، فأنت تعلمين ما يجب عليك فعله لوقف هذه الإهانة.