كثيرا ما يسأل الأطفال الوالدين أسئلة محرجة جدا و من أشهرها هذا السؤال: “أنا جيت الدنيا إزاي؟” فبعد سماع هذا السؤال من الطفل يصيب الوالدين نوع من الذهول و الإرتباك و الإندهاش مخلوطا بنوع من الحيرة و و العجز , فبعض الأسر تجيب على الطفل إجابات خاطئة جدا و بعضهم لا يجيبه و البعض الآخر يقول للطفل أشياء لا يجب أن يعرفها في هذا السن . إذا فما الإجابة المناسبة لمثل هذا السؤال الذي لا يكاد يخلو منه أي بيت؟
أول خطأ:
أول خطأ يقع فيه الوالدين عند سماعهم لمثل هذا السؤال هو: إتهام الطفل بقلة الأدب و محاولة معرفة أشياء قليلة الأدب , فهذا غير صحيح أبدا فالطفل كما يسأل والديه “كيف يكبر الزرع” أو “ما هو الجمبري” أو أي سؤال خطر على ذهنه , فبكل عفوية يسأل والديه هذا السؤال , و هو لا يعرف الإجابة أو علاقتها بأي شئ حساس و محرج , فبمنتهى البساطة خطر على ذهنه سؤال فسأله , و بعد هذا التصرف الغير سليم من أحد الوالدين أو كلاهما , يوجهون تفكير الطفل بطريق غير مباشر إلى وجود أشياء قليلة الأدب , و أن إنجاب الطفل يعتبر شئ من هذه الأشياء , فيضطر للجوء لأي أحد يسأله ليعرف أكثر عن هذه الأشياء و يرضي فضوله و هذا يحدث أيضا إذا رفض الوالدين الإجابة أو قالوا له عندما تكبر ستفهم , فكل هذه ردود خاطئة جدا و مضرة للطفل و تجعله يلجأ أكثر للأصدقاء و يسألهم و يأخذ الإجابة منهم و ربما يدفعوه لفعل شئ أو تجريب شئ غير لائق فهم كلهم بالنهاية صغار والفضول يدفعهم للقيام بأي شئ.
الإجابة التفصيلية:
في مثل هذه الأسئلة تكون الإجابة التفصيلية الوافية غير مستحبة , فبدلا من إفادة الطفل ستضره و ستدفعه للسؤال أكثر لمعرفة المزيد و المزيد عن كيفية حدوث الحمل أو الولادة , فلا تندفعوا بالرد و تفكروا أن تشرحوا للطفل أكثر مما يجب بشأن الزواج أو الحمل أو الولادة فأنتم بهذا تضروه بشكل غير مباشر , فمثل هذه الأسئلة يجب أن نفكر بها جيدا و ننتقي الإجابة و الكلمات التي سنجيب بها , لأن الإجابة الخاطئة مضرة و الإجابة التفصيلية التي تعرف الطفل أكثر مما يجب أيضا مضرة.
أفضل إجابة:
ولعل أفضل إجابة هي التي تكون صحيحة من الناحية العلمية و ليست مضللة , كالأم التي تقول للطفل أحضرناك من عند الطبيبة أو اشتريناك من محل المولودين , بل يجب أن يعرف الطفل أنه كان داخل بطن أمه و أنه تغذى من غذائها و نمي ببطنها ثم ولد , فإن سأل كيف ولد و خرج من بطن الأم تخبره بأن هناك فتحه أسفل بطن الأمهات تخرج الطبيبة الأطفال منها , و ربما يتطور الأمر أكثر و يسأل لماذا لم تولديني قبل أن تتزوجي أبي ؟ أو لماذا لا تلد الخالة فلانه و هي ليست متزوجة؟ فالأجابة أيضا لابد أن تكون صحيحة و لا تحمل أي معاني الكذب حتى لا يشعر أنكي خدعتيه عندما يكبر قليلا و يفهم أكثر , بل قولي له : إن الله يعطي الأب حبة صغيرة وهو يعطيها للأم ثم يتكون الطفل الصغير من هذه الحبة داخل بطن الأم , و لهذا لا تلد البنت الغير متزوجة لأن زوجها سيعطيها هذه الحبة عندما يتزوجوا. و هكذا إذا عرفتم الإجابة الصحيحة و المقنعة للطفل سيلجأ دائما إليكم ليستفسر و يعرف لكن إن خدعتموه أو عنفتموه أو حتى تركتوه دون إجابة سيبحث عن غيركم و سيعطي ثقته لغيركم و سيلجأ دائما لأي أحد خارج الأسرة , و هذا ما تشتكي منه بعض الأسرة لاحقا في مراحل الطفل المتقدمة كالمراهقة و ما بعدها فكونوا أنتم الملجأ الأول لأطفالكم.