‘);
}

التناسل بين البشر

جعل الله سبحانه وتعالى التزاوج من سنن الحياة وكانت الغاية الأولى من الزواج التناسل والتوالد والتكاثر لتدوم البشرية وتعمُر الدنيا، وكلّ ذلك بقصد توحيد الله عز وجل وإفراده بالعبادة، والسير وفق ما أمر الله سبحانه وتعالى به، قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ).[١] إنّ أمرَ الله بالتناسل عن طريق الزواج الشرعي إنما يعود لحكمة عند الله جل جلاله من الخلق والإيجاد، كما أنّ التناسل بين الناس مقصدٌ من مقاصد الشريعة الإسلامية التي ينبغي حفظها وعدم المساس بها أو انتهاك ذلك المقصد إلا لضرورة، كما أنَّ التناسل والتزاوج لا يقتصر على البشر فحسب؛ إنّما يشترك به جميع المخلوقات التي على وجه الأرض؛ كالحيوانات والطيور والزواحف والحشرات الصغيرة والميكروبات وغير ذلك من خلق الله، بغض النظر عن الطريقة التي تتكاثر من خلالها تلك المخلوقات، وكل ذلك لحكمةٍ عند الله عز وجل لا يدركها أحدٌ من خلقه إلا بطريق الاستنتاج القائم على البراهين والنصوص، وربما يُصدّق ذلك الاستنتاج أو لا يُصدّق،[٢] أما موضوع بحث هذه المقالة فهو حول التعدي على مقصد التناسل والتكاثر عند البشر من خلال أخذ ما يُسمى بحبوب منع الحمل، فهل ذلك مشروعٌ في الإسلام؟ وإن كان مشروعاً فهل لمشروعيته ضوابط ينبغي التقيُّد بها أم أنّه مشروعٌ على الإطلاق؟ هذه المسائل وغيرها ستبحثها هذه المقالة حسب ما يتيسّر لها من البراهين والأدلة المأخوذة من النصوص الشرعية.

التعريف بحبوب منع الحمل وأنواعها وطريقة عملها

تُعتبَر حبوب منع الحمل من الوسائل الأكثر شيوعاً بين النساء بشكلٍ عام؛ إلّا أنّ لحبوب منع الحمل بعض المضاعفات التي ربما تُصيب المرأة تتمثّل بزيادة الوزن أو الإصابة ببعض أنواع السرطانات، ويُعتبَر ذلك الأمر من سلبيات حبوب منع الحمل، وهو على سبيل الاحتمال لا الترجيح.[٣]