كثيرا ما يتعرض أحد أفراد الأسرة للإصابة بفيروس الإنفلوانزا و من ثم تنتقل العدوى لباقي أفراد الأسرة , و لا شك إن الجو المتقلب هو سبب أساسي في الإصابة بالبرد أو الإنفلونزا , فما هو فيروس الإنفلوانزا ؟ , و كيف ينتقل؟ , و ما هي طرق الوقاية و العلاج من هذا الفيروس العنيد؟
ما هي الإنفلوانزا؟
مرض معدي تسببه مجموعة من الفيروسات تحت مجموعة أورثوميكسوفيريداي والتي تصيب الثديات والطيور , وعادة ما تسبب أمراض الجهاز التنفسي وخاصة الإلتهاب الرئوي , وقد يكون بالشدة التي تفضي للموت , كما تسبب هذه الفيروسات أعراض أخرى كالسعال وألآم في العضلات والإرهاق وصداع وإحتقان البلعوم , ينتقل فيروس الأنفلونزا بالهواء عن طريق السعال و العطس ، وبإمكان الفيروس دخول الجسم البشري عن طريق الأغشية المخاطية للأنف والفم أو العين أيضا , كما من الممكن أن ينتقل عن طريق فضلات الطيور المصابة , والفيروس شديد العدوى وسريع الإنتشار , ومن الممكن قتل الفيروس عن طريق المنظفات أو التعرض لضوء الشمس , فلهذا ينصح بغسل اليدين دورياً للحد من إنتشار العدوى.
ما هي أعراضها؟
الحمى المرتفعة والرعشة وألآم في العظام والكحة , والمعروف إن المرض يستمر من 3 –7 أيام و البعض قد يعانون من المضاعفات لدرجة الدخول للمستشفي , و الفيروس المسبب للإنفلونزا يتغير بسرعة , ولهذا يتطور المصل المضاد كل سنة حسب نوع الإنفلونزا الجديد للوقاية من المرض , و يحدث الإنتشار الوبائي لفيروس الإنفلونزا بسبب قدرته السريعة على التغير , الإنفلونزا التقليدية تصيب الأنف والحلق والرئتين وتظهر فجأة قشعريرة وحمي مرتفعة (درجة الحرارة 38-41 درجة) وترتفع الحرارة بسرعة خلال الـ 24 ساعة الأولى وقد تستمر يوما أو يومين وحتي أسبوع , و يظهر العطس و الرشح و احتقان في الأنف وقصر التنفس والقيء و زغللة بالعين و الصداع و الآلام العضلية بجميع عضلات الجسم و لاسيما في الرجلين و أسفل الظهر وآلام شديدة في المفاصل و الشعور بألم و حرقان في العينين عند النظر للضوء , وتزول هذه الأعراض المرضية الحادة بعد 5 أيام , و عند انحسارها تبدأ أعراض الجهاز التنفسي كألم الحلق و السعال الجاف الذي يستمر أسبوعين , و يتعافى معظم المرضى خلال أسبوع أو أسبوعين لكن بعض المصابين تستمر أعراض الإرهاق الشديد و الكسل أو التراخي لعدة أسابيع مسببة صعوبة في العودة لممارسة الحياة الطبيعية و العمل.
و في الأطفال أقل من 5 سنوات تتركز الأعراض عادة في المعدة بالإضافة للجهاز التنفسي مع وجود قيئ و إسهال ، و ألم في البطن , و ربما تصيبهم تشنجات بسبب الإرتفاع الشديد في درجة الحرارة , وخلال يومين أو 4 أيام تبدأ الأعراض التنفسية تزداد حيث يقيم الفيروس في القناة التنفسية محدثا أعراض البرد و إلتهاب الحلق و الشعب الهوائية و عدوي بالأذن و الإلتهاب الرئوي , و تظهر الكحة الجافة , و قد تعاود المريض حمي ثانية خلال هذه الفترة , و أحيانا يخطيء الأشخاص في التفرقة بين الإنفلونزا و الزكام التي تتشابه أعراضهما وي حدثان في موسم الشتاء , فالمرضان مختلفان لأن كثيرين يصابون بالزكام عدة مرات في السنة لكن يصابون بالإنفلونزا مرة كل عدة سنوات , و من الخطأ القول أنفلونزا بالمعدة , لأن الإنفلونزا تصيب الجهاز التنفسي.
كيف تنتقل العدوى؟
إن الفترة التي يكون فيها الشخص المصاب بفيروس الإنفلوانزا معدي لشخص آخر تبدأ قبل ظهور الأعراض بيوم واحد , و بعدها يبقى الفيروس لمدة تتراوح بين 5-7 أيام , و لكن بعض الناس قد يحتفظون بالفيروس لفترة أطول , إن الأشخاص الذين يصابون بالإنفلوانزا هم أكثر عرضة لنقل العدوى بين اليومين الثاني و الثالث بعد الإصابة , يمكن أن ينقل الإنفلوانزا بثلاث طرق: “الإنتقال المباشر , الإنتقال عبر الجوّ , الإنتقال من خلال اليد إلى العين ، اليد إلى الأنف ، اليد إلى الفم سواء من الأسطح الملوثة أو من الإتصال الشخصي المباشر مثل المصافحة”.
ما هو العلاج؟
ينصح الأشخاص الذين يعانون من الإنفلونزا الحصول على الكثير من الراحة ، شرب الكثير من السوائل ، وتجنب إستخدام الكحول والتبغ , و إذا لزم الأمر ، أخذ أدوية مثل أسيتامينوفين (باراسيتامول) لتخفيف الحمى والآلام في العضلات المرتبطة بالإنفلونزا , كما تم إكتشاف لقاحات تم تجربتها على الحيونات لعلاج الإنفلوانزا.