‘);
}

عَقد الزَّواج

إنّ عقد الزواج من العقود التي حضيت بعناية الشريعة الإسلاميّة واهتمامها، وذلك لما له من آثارٍ اجتماعيّة تتمثّل بلُحمة عائلتين ربما تكونان بعديتين نَسَباً عن بعضهما، فإذا حصل الزاوج بين فردين منهما أصبحت العائلتان أقرب إلى بعضهما علاقةً، وأُزيلت الحواجز بينهما، ناهيك أنّ الزواج هو اقتران شابٍ بفتاةٍ مُحرَّمٌ عليه مساسها في الأصل، فإذا ما تمَّ عقد الزواج أصبح جائزاً بينهما ما يجوز بين أي زوجين فعله.

في العادة يتقدَّم عقد الزواج الخِطبة أو يُعرف بقراءة الفاتحة، والخِطبةُ في حقيقتها وعدٌ بالزّواج، حيث في هذه المرحلة وبعد أن يتقدّم شابٌ من خِطبة فتاة فإنّ أهلها يَعِدُونه بتزويجها له، فالخطبة هي مرحلة ما قبل إجراء العقد، وبهذه الفترة تكون المخطوبة أجنَبيَّةً عن خاطِبها، فلا يحلِّ لهما الخلوة ببعضهما، كما لا يحلّ للخاطب الجلوس مع مخطوبته إلا بوجود محرمٍ من أهلها، ولا يحلُّ لها أن تتزيّن له وتظهر مفاتنها، فإذا ما أُجري العقد أصبحت زوجةً له وجاز لهما كلُّ ذلك.