‘);
}

أمير المؤمنين

يعدّ عمر بن الخطاب من أبرز الشخصيات في التاريخ الإنساني على مرّ العصور، والذي كانت سياسته في الحكم مستوحاة وتابعة لسياسة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك أنّه منع تولي غير المسلمين لأمور المسلمين، وهو من أبرّ الناس قلوباً وأحسنهم خُلقاً، وأقلهم تكلفاً، وواحدٌ من خيرة رجال المسلمين، وعلم من أعلام الأمة الإسلاميّة، وبطل مغوار من مجاهديها، كما انّه عُرف بكثرة صيامه، وقيامه، وجهاده في سبيل الله، وزهده في الدنيا، حيث رُويت عنه قصص كثيرة في زهده ومنها أنّه في يوم ما كان يقسم شيئاً من بيت المال حين دخلت عليه ابنته عندما كانت صغيرة فأخذت من المال درهماً، فقام عمر وراءها حتى سقطت عنه ملحفته، ودخلت ابنته البيت تبكي ووضعت الدرهم في فمها، فأدخل عمر إصبعه داخل فمها حتى أخرج الدرهم ووضعه مع مال المسلمين.[١]

عند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم استلم تواضع أبو بكر الصديقأبو بكر رضي الله عنه الخلافة من بعده، وبعد وفاة أبي بكر الصدّيق عهد الخلافة إلى عمر بن خطاب رضي الله عنه، ويرجع سبب تسميته بهذا اللقب إلى ما ذكره ابن سعد في طبقاته: (لما مات أبو بكر رضي الله تعالى عنه وكان يُدْعَى خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل لعمر: خليفة خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال المسلمون: من جاء بعد عمر قيل له: خليفة خليفة خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيطول هذا، ولكن اجتمعوا على اسم تدعون به الخليفة، يدعى به من بعده من الخلفاء، قال بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: نحن المؤمنون وعمر أميرنا، فدعي عمر (أمير المؤمنين) فهو أول من سُمي بذلك)، وقد كانت كلمة الأمير كلفظ مستعملة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم لكن لم تكن تعني الخليفة ولم يقصد بها ذلك، بينما كان يسمى بها أمراء الجيوش والمدن والأقاليم وغيرهم.[٢]