ما هي الاسماك الغضروفية Cartilaginous Fish، هذا ما سنتعرف عليه من خلال مقالنا اليوم من موسوعة، فالأسماك بصفة عامة من الكائنات الحية التي خلقها الله عز وجل، وتعيش في المياه بكافة أشكالها سواء بحار، محيطات، أو أنهار، وهي تسبح بها من خلال زعانفها، أما الخياشيم فتساعدها في تنفس الأوكسجين بكل سهولة.
وتعتبر الأسماك الأكثر عدداً في الفقاريات، وهي تتضمن ما يقرب من 30 ألف نوع من السمك، وهناك أشكال وأنواع وأحجام مختلفة منه، ولكن حديثنا اليوم سيكون أكثر حول الأسماك الغضروفية وهي إحدى أنواع السمك الذي يقع ضمن الفئات التي ليس لديها أي عظام حقيقية، فيما عدا العمود الفقري، والأسنان.
ولكن يتضمن جسمها مجموعة من الهياكل العظيمة التي لم تُخلق من العظام، وإنما من الغضاريف، ومن ضمن هذه الأسماك هم أسماك الشفتين، السفن، والقروش.
لذلك دعنا نتحدث عنها بشئ من التفصيل خلال السطور التالية، فقط عليك متابعتنا.
ما هي الاسماك الغضروفية
- إذا تحدثنا عن بداية ظهور الأسماك الغضروفية سنجد أنها وُجدت على الأرض في المرة الأولى منذ حوالي 450 مليون سنة تقريباً.
- ويتنوع طول الأسماك الغضروفية فمنهم لا يتجاوز السنتيمتر الواحد، أما الأسماك الكبيرة فيصل طولها لأمتار عديدة.
- وهذه الطائفة تتضمن عدد كبير من الأسماك المختلفة، ومنها الأسماك المُخيفة والمؤذية، وأخرى من الأسمال التي لا تُسبب أي ضرر.
- وهناك مجموعة من الأسماك الغضروفية المختلفة التي يتم اصطيادها في الوقت الحالي سواء من أجل هدف تجاري، أو للرياضة ومن بينهم الشفانين، أو القروش.
- وبشكل عام نجد أن هذه الأسماك لا يتم الاحتفاظ بجسدها بشكل كامل، إلا في ظروف مُُحددة، ومن هنا يكون من الصعب أن يتحصل عليها الفرد.
- وتتم عملية التكاثر بالنسبة للشفانين أو القروش من خلال مرور مني الذكر إلى الأنثى، فيستعين الذكر بالزعانف لكي تُثبت نفسها على جسم الأنثى، ويُطلق على هذه العملية المُتشابك، فالأنثى تلتحق بالزعانف الحوضية الخاصة بها.
- فعملية التكاثر لدى الأسماك الغضروفية تختلف كثيراً عن الأسماك العادية، فهي تتم من خلال التخصيب الداخلي، فيحدث تطوير للبيوض المُخصبة، فإما يتم تغليفها بقشرة رقيقة، وتمكث بالجسم لمدة من الزمن حتى تقفس، أو يتم تُغلف بقشرة قوية، وبعد ذلك يتم وضعها في المياه.
- ولكن أسماك القرش تتكاثر من خلال الولادة، ولا يكون هناك أي رعاية بعد ذلك من جهة الأب.
- ويعيش السمك الغضروفي لفترة زمنية طولية إلى حد ما تتراوح بين 50 لـ 100 عام.
- يُطلق على هذه الأسماك ذوات الدم البادر، فدرجة حرارة جسمها تتغير، وفقاً للمكان الذي تتواجد بها.
أسنان الاسماك الغضروفية
- تتميز بمقاومتها الكبيرة ضد الانحلال، فعملية استبدالها تكون قليلة نوعاً ما خاصة لدى القروش القديمة.
- ولكن نُلاحظ أن القروش الحديثة يختلف الأمر لديها فأسنانها يُمكن أن تُبدل في غضون أيام، وليس هذا وفقط بل تنتج طوال حياتها المئات، بل الآلاف من الأسنان، وبعض الأنواع تتغير أسنانها جميعها.
- هذا المُعدل يجعل من القروش الحديثة نموذج من ضمن أحافير الفقاريات الموجودة بالترسبات البحرية، والتي تعود إلى العصور القديمة، وإلى العصر الطباشيري.
- هناك بعض أنواع الأسماك الغضروفية التي لديها أسنان حادة، وهي تُساعدها بعملية الافتراس.
تطور الأسماك الغضروفية
- يقول البعض أن الأسمال الغضروفية تعتبر من أقدم الفقاريات التي ظهرت، فالأسماك الشبيهة بالقروش ظهرت برواسب السلوري السفلي، والأردوفيسي المتأخر.
- ولكن أسماك السفن والشفانين لم تظهر حتى الوصول إلى العصر الجوراسي.
- ولم نجد تنوع وانتشار كبير للأحافير إلا مع حلول العصر الفحمي، والعصر الديفوني العلوي، ولكن بدأ يقل بشكل تدريجي، حتى عاد مرة أخرى بالعصر الثلاثي والطباشيري.
- وفي الوقت الحالي نجد أن أغنى الأسماك الحية، وأكثرها تنوعاً هم القروش وأقاربهم.
تشريح الاسماك الغضروفية
هي فقاريات فكية تمتلك فك قوي، وزوجين من الزعانف، ولديها حراشف بأعداد كبيرة، بالإضافة إلى امتلاكها لفتحتين بالأنف، وتتميز بقلبها المتواجد به أربعة حجرات، أما عينيها فتتواجد في الناحية العلوية.
وإذا نظرنا للناحية الفيسيولوجيا للأسماك الغضروفية سنجد أنها تمتلك بكل جانب من جسمها من 5 إلى 7 خياشيم طولية، وهي عبارة عن فتحات تُمكن الأسماك من امتصاص المياه المؤكسجة، والتنفس بكل سهولة، وهذه الخياشيم مفتوحة وليس لها أي حماية أو واقي مثل الأسماك العادية.
وبصورة عامة نجد أن الأسماك الغضروفية تتسم بوجود زعنفة ذيلية منشقة إلى اثنين من الأجزاء، ونجد أن الجزء الأسفل منها أقصر من الأعلى، إلا في حالة وجود حالة نادرة، وفيها يكون الجزأين متساويين، وذلك في حالة سمكة القرش الأبيض.
وتتسم أسماك الشفانين والسفن بأن لديها زعانف صدرية ممتدة إلى قرص، ويزداد الامتداد لدى بعضها حتى يصل إلى الخطم، ونجد أن جلد هذه الأسماك يتم تغطيته ببواقيات جلدية، أو قشور بلاكويدية.
تُحب أن تعيش هذه الأسماك بداخل بيئة بحرية على الأغلب، فيُحبون التواجد بالمحيطات المفتوحة العميقة، وداخل القاع الرملي الضحل.
ونظراً لعدم وجود عظم لديها، فهي تتسم بمرونتها في الحركة، وتتمكن من السباحة مثل باقي أنواع الأسماك، وأيضاً يُمكنها التكاثر والحركة في المياه بكل سهولة، ولكن دائماً لابد من استمرار حركتها حتى لا تغرق.
غذاء الأسماك الغضروفية
- هناك أنواع من الأسماك الغضروفية تُفضل أن تتغذى على العوالق الصغيرة.
- وبعض الأنواع الأخرى تتغذى على اللافقريات البحرية مثل الروبيان، المحار، سرطان البحر، ويُفضل بعضهم تناول الثدييات البحرية مثل الحيتان.
أنواع الأسماك الغضروفية
كما أشرنا أن هذه الأسماك لديها هيكل عظمي مكون من الغضاريف وليس عظام، وهذه الطائفة تضم عدد كبير من الكائنات البحرية المتنوعة، وبشكل عام نجد أنهم يتواجدون في أربعة أقسام أساسية وهم كالآتي:-
الأسماك الورنكية
- إحدى أنواع الغضروفيات المسطحة.
- تتميز بزعانفها الكبيرة الصدرية، وجسمها المسطح.
- نجد أن طول هذه الأسماك يتراوح بين خمسين سنتيمتر، إلى اثنين ونصف متر.
- تعيش في أغلب المسطحات المائية بالأماكن المختلفة حول العالم.
- تقع فتحات الخياشيم والفم بالناحية السفلية من الجسم، ونلاحظ ذلك بكافة أنواع الورنكيات.
- تتشابه في صفاتها نوعاً ما مع أسماك القرش.
أسماك القرش
- يعتبر من ضمن الأقسام الخاصة بالغضروفيات، ويتضمن هذا الجزء 400 نوع مختلف، ومنها سمك القرش الأبيض.
- تتميز بصلابة بشرتها، ولونها رمادي، ولديها أيضاً أسنان مثلثة تتسم بحدتها الشديدة، وتمتلك زعانف مدببة، بالإضافة إلى ذيل عضلي.
- تمتلك من 16 إلى 17 سن بالفك الأسفل، أما الفك الأعلى فيوجد به حوالي 17 سن، ويتميزوا بصغر حجمهم.
- ونجد أن الشكل المغزلي لجسم أسماك القرش يتشابه كثيراً مع الأسماك العادية، وليس هذا وفقط، وإنما يتشابهون أيضاً في الأماكن التي بها شقوق الخياشيم الظاهرة فوق الرأس.
- لديها جسم نحيل.
- تُحب أن تتغذى على الأخطبوط، وأسماك الشعاب.
- هناك خطم يتقدم عن فمه بنحو عشرة سم.
- يصل طوله إلى حوالي 170سم.
- يمتلك زعنفة ظهرية، وزعنفة ذيلية ينتهون بفص علوي لونه أبيض.
- يعيش في الناحية الشرقية من المحيط الهادي (الباسفيكي)، ويحب أن يعيش بالشعاب.
- يجلس في الكهوف خلال الفترة النهارية.
- يكون عدد أولاده من 13 إلى 42 مولود، ويتراوح طولهم من 50 لـ70سم.
بالإضافة إلى هذا النوع يوجد أيضاً سمك القرش النمر، سمك القرش الحوت، سمكة القرش سوداء الطرف.
أسماك الكايميرا
- يُطلق عليها لقب القرش الشبح، ونجد أن هناك صلة ارتباط بينها وبين أسماك القرش.
- يتراوح طولها بين 60 إلى 200سم.
- تتميز بزعانفها الصدرية، ونجد أنها أسماك مدببة.
- لديها عينين كبيرتين.
- هذا النوع يتسم بأنه كامل الرأس.
- يشتمل هذا القسم على 47 نوع مختلف.
- تتميز بألوانها فهناك أسماك باللون الفضي، وأخرى بالأسود.
أسماك الراي
- هذا النوع من الأسماك يرتبط بصلة نوعاً ما مع أسماك القرش، ولكن الاختلاف بينهم أن هذا النوع يتميز بجسمه المسطح الذي يتشابه مع القرص.
- تعيش بكافة المحيطات على مستوى العالم.
- لديها زعانف صدرية كبيرة.
- تقع فتحات الخياشيم وفم أسماك الراي في الناحية السفلية منه.
- ذيلها على الأغلب يكون نحيل وطويل.
وأيضاً يوجد أنواع أخرى منها سمكة شفنين مانتا، سمكة الشفتين سوداء البقعة، سمكة الشفتين زرقاء البقعة، وسمكة الشفتين الكهربائية.
الأسماك الغضروفية والعظمية
الأسماك الغضروفية
- تمتلك أسنان قوية.
- زعانفها زوجية فنجد أنها تتضمن حوضيتين وزعنفتين صدريتين.
- فمنها باطني الموضع.
- جلدها مُغطى بحراشف، فالقشور التي عليها تتشابه مع الأسنان، وبالتالي فهي يُطلق عليها الأسنان الجلدية.
- لديه كبد زيتي جداً يُساعدها في الطوف والعوم، ولا تمتلك مثانة سباحة.
- ليس لديها أي عظام فهيكلها غضروفي بالكامل.
- أمعائها صغيرة وقصيرة، ومعدتها على هيئة حرف J ولديها صمام لولبي يُساعدها على اتساع المساحة السطحية للأمعاء.
- الجنسين منفصلين، وبالتالي يحدث التكاثر عند بعضها بالبياضة، أما البعض الأخر فيتم التكاثر لديه من خلال الولادة.
- يتكون الجهاز العصبي من دماغ صغيرة، ونجد أن لديها من 8 إلى 10 أزواج من الأعصاب القحفية، بالإضافة لامتلاكها لأعصاب شوكية، ونخاع شوكي.
- بعض الأسماك الغضروفية تُحب الإقامة في المياه العذبة، أما الكثير من هذه الأسماك فيُحب العيش في مصبات الأنهار، وهناك أنواع أخرى تعيش بالمياه الضحلة إلى حد ما، خاصةً حول الجزر البحرية، أو ناحية الحواف القارية.
الأسماك العظيمة
تعتبر من ضمن الأسماك الشائعة، ومنها يعتبر غذاء هام للأفراد، وهناك من يعمل فيه كتجارة رابحة.
وهي تختلف كثيراً عن الأسماك الغضروفية فهي تتميز بالآتي:-
- نجد أن نسبتها حوالي 95% من الأسماك الموجودة بالوقت الحالي.
- لديها خيشومي واحد.
- يتواجد بها هيكل عظمي بالداخل، مع غضاريف قليلة.
- عملية الإخصاب بها تحدث بشكل خارجي، وأغلبها يكون بياضة.
- مزدوجة الزعانف، ويوجد منها الزعانف الفصية، أو الزعانف الشعاعية.
- تمتلك زعنفة ذيل مقسومة إلى جزأين مُتشابهين.
- تحتوي دماغ الأسماك الغضروفية على فصوص شمية ذات حجم صغير، وفصوص بصرية ذات حجم كبير، ومخيخ، وبالنسبة للأسماك التي لديها حاسة شم عالية القوة، فنجد أن فصوص الشم لديها تكون كبيرة إلى حد كبير.
- لديها مثانة سباحة.
- يحتوي جلدها على غدد مخاطية.
- ربما تمتلك قشور جلدية، وقد لا يتواجد بها.
- معظم أنواعها يمتلك أسنان وفكوك عديدة، ولكن بعض الأنواع منها تكون عديمة الأسنان.
- نجد أن قلبها يتضمن 4 أزواج من الأقواس الأورطية، بالإضافة إلى حجرتين.
وهناك أمثلة للأسماك العظمية المختلفة ومنها سمكة الموراي الصلورية، سمكة الموراي العملاقة، السمك السنجابي، سمكة السحلية الشائعة، سمكة الأنفليس، فرس البحر، الأسماك المزمارية.
وأسماك الكود، السالمون، البلطي، الهامور، وأيضاً يوجد الأسماك العقربية، أسماك الأخفس، أسماك عروسة البحر، سمكة السرجون، أسماك الكاردينال، الأسماك الببغائية، وأسمال الرأس (الكاب)، وغيرهم.
وإلى هنا ينتهي مقالنا، وقدمنا من خلاله المعلومات المختلفة الخاصة بالأسماك الغضروفية، مع توضيح الفرق بينها وبين الأسماك العظمية، فنتمنى أن نكون أفدناك، ونتركك الآن في أمان الله ورعايته.
المراجع
1
2