يتساءل العديد من الأشخاص ما هي قرينة الحمل ؟ ، قال تعالى في سورة فصلت “وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ”، ومن المتعارف عليه أن الله عز وجل قيد لكل إنسان قرين من الملائكة وكذلك آخر من الشياطين، فمن أعانه الله تغلب على شيطانه، ومن سار في طريق الضلال تمكن منه وغلبه في الدنيا وله في الآخرة عذاب عظيم. وعلى الرغم من ذلك إلا أن قرينة الحمل أو ما يُطلق عليها “أم الصبيان” هي خرافة من الخرافات التي أبتدعها البعض على اعتبار أنها السبب في إسقاط الجنين، وليس لها أي أساس من الصحة. فما هو السر في الاعتقاد بها هذا ما سنتعرف عليه من خلال مقال اليوم على موسوعة.
ما هي قرينة الحمل
خرافة من الخرافات التي انتهجها البعض قديمًا وصدقتها النساء، وعملن بها، فمن تتعرض للإجهاض أو تفقد حملها سرعان ما تُردد أنها مصابة بقرينة الحمل أو “أم الصبيان”، وعلى الرغم من أن هناك سحر يمنع الحمل أو يضر بالجنين وينتج عنه التعرض للإجهاض إلا أن قرينة الحمل لم يكن لها أي أساس في الدين أو السنة.
فالسحر قادر على أن يُصيب المرأة الحامل، أو جنينها، ورُبما يمنع حملها من الأساس، ولكن ما يُطلق عليه القرينة، وما يزعمه البعض من أعراضها التي تتمثل في الحلم بجماع المحارم، والضرب على البطن وغيرها كلها أمور لا تُجدي ولا يُمكن اعتبارها أنها حقيقة ثابتة، أما إن أرجعنا الأمر إلى السحر فرُبما يكون واحد من بين الأسباب فعلاً.
أما ما يذكره البعض بأن تلاوة الآذان في أذن الرضيع فور ولادته، والإقامة في الأذن الأخرى بأنها لها علاقة بالتخلص من قرينة الحمل فهو أمر غير صحيح، حيث أن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن “مَنْ وُلِدَ لَهُ فَأَذَّنَ فِي أُذُنِهِ الْيُمْنَى وَأَقَامَ فِي أُذُنِهِ الْيُسْرَى لَمْ تَضُرَّهُ أُمُّ الصِّبْيَانِ” فهو حديث موضوع لا يُمكن نسبه إلى رسولنا الكريم.
وعن هذا الأمر أفاد بن باز بأن قرينة الحمل لا أساس لها من الصحة، وما هي إلا خرافة سار وراءها الكثير من الأشخاص، وصدقوها وآمنوا بها لجهل منهم. وبالنسبة للروايات المنسوبة إلى نبي الله سليمان في هذا الأمر فهي غير صحيحة على الإطلاق، ولا يُمكن الاعتماد عليها.
والدليل على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “كل إنسان معه قرين ليس خاصّاً بزيد ولا بعمرو ، فمن أطاع الله واستقام على أمره؛ كفاه الله شر شيطانه. فقيل له “وأنت يا رسول الله معك شيطان ؟ قال”نعم ، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم”.
علاج القرينة مجرب
ولذا تُعتبر الرقية الشرعية خير علاج يمكن للمرأة أن تلجأ إليه إن كانت تتعرض للرؤى الخبيثة، أو تشعر بأعراض السحر أو الحسد الذي قد يكون أصابها أو أصاب جنينها، وعليها أن تستعين بالله عز وجل في ذلك. أما الرقى التي تحتوي على مجموعة من الكلمات غير المفهومة أو التي بها نصوص شرك بالله فلا يجوز قراءتها على الحامل أو الجنين، وكذلك التمائم التي نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن تعليقها فلا يجوز الاستعانة بها على الإطلاق “من تعلق تميمة فلا أتم الله ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له”.
وفي النهاية نؤكد على أن تلك الخرافات لا يُمكن التصدي لها من خلال الذبح، أو بالذهاب إلى الدجالين ونحوه، بينما قوة الإيمان والتوكل على الله عز وجل وكذلك تحصين الأم وجنينها بقراءة القرآن الكريم، والمداومة على ذكر الله عز وجل هي خير وسيلة للعلاج، فلا يتمكن الإنسان من التغلب على شيطان نفسه إلا بذكر الله. أما العقيقة التي يُجريها البعض فهي غير متعلقة بقرينة الحمل بينما هي سنة عن النبي ليحفظ الله تعالى الرضيع ويحميه من شرور النفس.
وحتى إن كان القرين هو من سلط المرأة وحبب إليها إسقاط الجنين، أو أفسد نموه داخل الرحم، مما تسبب في الإجهاض فلا يُمكن الانتصار عليه إلا بذكر الله وبالرقية الشرعية.