جبل موسى من الجبال التي لها شهرة كبيرة في شبه جزيرة سيناء ، وهو مُلقب بجبل سيناء أيضًا ، ويقع خلف دير سانت كاترين الذي يعود تاريخه إلى القرن الرابع ، والذي يعتبر أقدم دير مسيحي في المنطقة ، وجبل موسى من الأماكن التي لها قدسية حيث يُعتقد أن جبل موسى هو نفس المكان الذي تلقى فيه النبي موسى الوصايا العشر من الله عز وجل ، وبجانب قدسيته يعتبر واحد من أعلى الجبال في مصر . [1]
بداية طريق الجِمال
طريق الجِمال هو الطريق الأكثر شيوعًا وهو الذي بناه نائب الملك المصري ، عباس حلمي باشا الأول في القرن التاسع عشر ، وقد سمي بطريق عباس باشا ايضًا تيمنًا باسمه ، ويمكن للزائر أن يقوم بالوصول لقمة جبل موسى عن طريق ركوب الجِمال ، ويقع هذا الطريق في الجهة الشرقية من دير سانت كاترين ، ويجب عند زيارة جب موسى أن يكون معك دليل لكي تتمكن من رؤية المزيد من المعالم السياحية مع تجنب أي حشود . [1]
تسلق جبل موسى
من قمة جبل موسى هناك العديد من مناظر الجبال والوديان المحيطة والتي تعتبر رائعة ، وتجعل من التسلق تجربة تستحق الجهد والعناء ، ومن الأوقات التي لا يوجد بها زحام شديد هو أثناء شروق وغروب الشمس ، وجبل موسى مصنوع من الجرانيت ، ويبلغ ارتفاع قمة جبل موسى 2،285 متر .
للصعود للقمة يمكن أن تأخذ مسارين مختلفين ، ومنهما مسار طريق الجِمال والصعود من هذا المسار يستغرق من 2.5-3 ساعات ، وهناك مسار آخر يستغرق 3700 خطوة والصعود من خلال هذا المسار يستغرق من 1.5-2 ساعة ، والنزول منه يستغرق ساعة واحدة ، ويتم التوصية بهذا المسار كثيرًا فبجانب أنه أجمل نجد أنه أسرع وقد سلكه الحجاج من قبل ، وبغض النظر عن المسار الذي ستختاره يجب إحضار سترة لأن الرياح تهب حقًا في الأعلى . [2]
مميزات جبل موسى
- تم تشبيه جبل موسى بـ ” محيط من الأمواج المتحجرة ” حيث أنه في بعض الأحيان يمكن للزائر رؤية البلوز الضبابي .
- أما عن الحدود الشمالية والشرقية فهي منطقة جبلية مرصوفة بالحواجز الدائرية البركانية المظلمة .
- اعتبر المسيحيون والمسلمون قمة جبل موسى قمة مقدسة ، وحتى يومنا هذا يحترم البدو هذا الجبل المقدس ، ويقال ان مذبح كنيسة الثالوث المقدس مبني فوق الصخرة التي قيل ان الخلق بها ألواح الشريعة .
- في نهاية القرن الرابع كانوا يقومون بالعبادة في كنيسة أعلى جبل موسى .
- في القرن السادس تحت إشراف الإمبراطور جستنيان ، تم بناء كنيسة جديدة من البازيليكا ، وكان بها ممرين مصنوعين من الجرانيت المقطوع وكانت هذه الكنيسة أكبر بكثير من الكنيسة الموجودة حاليًا .
- لكن مع الأسف تم تدميرها في القرن الحادي عشر ، وبجوار الكنيسة يوجد مسجد يضم أيضًا بعض الكتل من الكنيسة السابقة .
- تحت المسجد يوجد مغارة صغيرة بها مكان للصلاة ، وكان هذا المكان سرداب للكنيسة الاصلية . [3]
مناطق الجذب في جبل موسى
حوض إيليا
هذا الحوض عبارة عن مسطح رملي يقع بين الامتداد الشمالي للجبل وجبل صفصافة وقمة الجبل، ويوجد به شجرة سرو والتي يبلغ عمرها أكبر من آلاف السنين، ويوجد بجانب هذه الشجرة ستة أشجار سرو أصغر وشجرة زيتون يحيط بها بئر قديم، ويوجد أسفل البئر سد بيزنطي، وشُيد هذ السد في المقام الأول لمنع أضرار الفيضانات للدير، كما أنه يعمل على إعادة شحن الينابيع.
سلم التوبة وبوابة إيليا
امتدت ” سلالم التوبة ” إلى أعلى الجبل في القرن الرابع ، وتؤكد سجلات الدير أن السلم قد اكتمل بواسطة راهب مجهول تحت رعاية الإمبراطور جستنيان في القرن السادس ، ويُسمي البدو هذا الطريق ” سكة سيدنا موسى ” ، وعلى مساحة مائة متر أسفل السلم يوجد بوابة إيليا والتي هي عبارة عن نقش باهت حول الجزء العلوي من القوس ، ويعتقد أنها تعود إلى القرن السادس .
بوابة شريف (باب الغفران)
في الماضي كان يعترف الحجاج بكل خطاياهم عند هذه البوابة ، وكانوا يصعدوا إلى القمة لكي ينالوا البركة من الرب والخلاص من الإله ، وظلت هذه الممارسة يقوم بها الحجاج حتى ثمانينيات القرن التاسع عشر .
نابض سمعان
يقع نابض سمعان بين صخرتين كبيرتين من الجرانيت ويتميز بشجرة حور صغيرة وهو عبارة عن مقعد حجري يطل على نابض صغير يقطر محاطًا بحصائر من الطحلب والسرخس البكر، ويُقال ان هذا النابض هو المكان الذي عمد فيه القديس ستيفن اليهودي ، ووقتها عبروا بوابة شريفت وصعدوا إلى الجبل المقدس ، والآن نابض سمعان يعتبر ملوثًا ، وهناك عدة محاولات لتنظيفه واستعادته .
جبل لوزا ورأس صفصافة
جبل لوزا وجبل رأس صفصافة يشكلان كتلة صخرية واحدة مع جبل موسى ، وفي الأعلى هناك عدد من الأحواض المترابطة مع الوديان ، وهناك يوجد العديد من الكنائس والحدائق والسدود ، والآبار التي ترجع إلى العصور البيزنطية ، وأسهل طريقة للوصول إلى هذه الأماكن من خلال حوض إيليا . [3]
دير سانت كاترين
يقع دير سانت كاترين في قاعدة جبل موسى ، وأهم ما يميز هذا الدير هو حفاظه على التقاليد التي ترجع إلى العصر البيزنطي ، وكما نرى يحمل دير سانت كاترين اسم قديس اسُتشهد في مصر عام 307 بعد الميلاد ، ويضم هذا الدير العريق مكتبة بها ثاني أفضل مجموعة من المخطوطات في العالم بعد الفاتيكان مباشرة ، حيث يوجد بها 3500 مخطوطة و2000 مخطوطة أخرى هامة ، ومعظم هذه المخطوطات باللغة اليونانية ، وتم نسخها من قبل رهبان هذا الدير، وفي عام 1844 ، اكتشف العالم الألماني فريدريش فون تيشندورف مجلد خاص ، وتم اكتشاف أنه واحد من أقدم نسخ الكتاب المقدس.
سهل الراحة
يرتبط كل من جبل موسى وسهل الراحة عن طريق وادي يدُعي وادي الدير ، وسهل الراحة هو المنطقة التي خيم فيها الإسرائيليون ، وتم صُنع العجل الذهبي وفي الجوار من سهل الراحة يوجد قبر الشيخ هارون وكنيسة العجل الذهبي . [4]
القمة
في قمة جبل موسى توجد كنيسة الثالوث الأقدس ، وأعيد بناء هذه الكنيسة في عام 1934 على أنقاض كنيسة من القرن الرابع إلى الخامس ، وتم تزيين الجزء الداخلي من الكنيسة بلوحات جدارية من حياة موسى ، وإلى الغرب من الكنيسة يوجد مسجد صغير بني في القرن الثاني عشر ، وتحت هذا المسجد يوجد الكهف التقليدي حيث قضى موسى 40 يومًا وظهر فيه الرب لإيليا .
شروق الشمس من الأعلى
إذا قمت بزيارة جبل موسى في أي وقت ، فبالتأكيد سيشمل البرنامج صعود الساعة 2 صباحًا فوق الجبل لمشاهدة شروق الشمس ، وإحدى الطرق لتجنب ذلك هي حمل خيمة وقضاء الليل على الجبل ، وسيكون النوم صعب بسبب الرياح والبرد ويصبح مستحيلاً عندما يبدأ السياح الصاخبون في الوصول قبل فترة طويلة من الفجر .