نستكمل حديثنا عن التربية والذي كنا قد بدأناه في الجزء الأول من المقالة بعنوان:“ما يجب أن تعرفوه عن التربية الجزء الأول”، وقد تحدثنا فيه عن بعض تعريفات التربية ثم وظائفها وأيضا ضرورتها، والأن سنكمل باقي الحديث عن كل ما يجب أن تعرفوه عن التربية.
تابع تعاريف التربية:
لقد ذكرنا بعض التعارف في الجزء الأول من المقالة وسنكمل باقي التعاريف فهناك تعاريف كثيرة للتربية إختلفت بإختلاف نظرة المربين وفلسفتهم في الحياة ومعتقداتهم التي يدينون بها وقد وجد منذ القدم وإلى أيامنا هذه أنه من الصعب الإتفاق على نوع واحد من التربية تكون صالحة لجميع البشر وفي جميع المجتمعات وتحت كل الأنظمة وأيضا في ظل كل المؤسسات السياسية والإقتصادية والإجتماعية، ورغم ذلك كان الحديث عن التربية ولا يزال يتناول معنى التطور والتقدم والترقي والزيادة والنمو والتنمية والتنشئة، فأفلاطون كان يقول:”إن التربية هي أن تضفي على الجسم والنفس كل جمال وكمال ممكن لها”، أما أبو حامد الغزالي يرى”إن صناعة التعليم هي أشرف الصناعات التي يستطيع الإنسان أن يحترفها وإن الغرض من التربية هي الفضيلة والتقرب إلى الله”، أما في نظر الفيلسوف الألماني أمانويل كنت فهي:”ترقية لجميع أوجه الكمال التي يمكن ترقيتها في الفرد”، أما جون ديوي كان يرى أنها هي الحياة وهي عملية تكيف بين الفرد وبيئته.
أما ساطع الحصري فيرى أنها هي تنشئة الفرد قوي البدن حسن الخلق صحيح التفكير محبا لوطنه معتزا بقوميته مدركا واجباته مزودا بالمعلومات التي يحتاج إليها في حياته، ويرى حسن البنا أنها تسعى إلى إيجاد إنسان فيه صفات عشرة أساسية وهي أن يكون :قوي الجسم، متين الخلق، مثقف الفكر، قادر على الكسب، سليم العقيدة، صحيح العبادة، مجاهدا لنفسه، منظما في شئونه، حريصا على وقته، نافعا لغيره، أما مقداد يالجن فيرى أنها إعداد النشء في جميع جوانبه الإيمانية والنفسية والعقلية والإجتماعية لإعداده للإعمار هذه الأرض والإستعداد للآخرة.
و رغم إختلاف هذه التعاريف إلا أنها جميعا تقتصر على الجنس البشري وتعتبر العملية التربوية فعلا يمارسه كائن حي في كائن حي آخر وغالبا ما يكون إنسانا راشدا في صغير أو جيلا بالغا في جيل ناشيء، وإنها جميعا تقر بأن التربية عملية موجهة نحو هدف ينبغي بلوغه علما بأن ذلك الهدف يحدد له غاية تهم المجموعة التي تقوم بالإشراف على العملية التربوية، أما أحدث التعاريف المتداولة في معظم الكتابات عنها فهي : “عملية التكيف أو التفاعل بين الفرد وبيئته التي يعيش فيها وعملية التكيف أو التفاعل هذه تعني تكيف مع البيئة الإجتماعية ومظاهرها وهي عملية طويلة الأمد ولا نهاية لها إلا بإنتهاء الحياة”
أهداف التربية:
تدعو الأهداف التربوية إلى الأفضل دوما، ولهذا يمكن القول أن هناك مواصفات لابد منها للأهداف التربوية كي تؤدي الغرض الذي وضعت من أجله، فوفقا للموسوعة الحرة وجد أنه من الواجب أن يكون الهدف التربوي:
1- عاما لكل الناس.
2- شاملا جوانب الحياة المختلفة.
3- مؤديا إلى التوازن والتوافق وعدم التعارض بين الجوانب المختلفة.
4- أن يكون مرنا مسايرا لإختلاف الظروف والأحوال والعصور والأقطار.
5- صالحا للبقاء والإستمرار ومناسب للكائن الإنساني، موافقا لفطرته وغير متعارض مع الحق.
6- متوافقا غير متصادم مع المصالح المختلفة وأن يكون واضحا في الفهم ويفهمه المربي والطالب.
7- أن يكون واقعيا ميسرا في التطبيق وأن يكون مؤثرا في سلوك المربي والطالب.
إن الأهداف التربوية متعددة بتعدد الأمم والشعوب وكذلك بتعدد الفلاسفة وما لديهم من أفكار، بل هي متغيرة لدى العلماء أو في الأمة الواحدة بتغير الزمان أو الظروف المحيطة بالأمة، وتختلف الأهداف التربوية حسب الموقف لذلك فهي كثيرة: فالأهداف منها وقت السلم مثلا تختلف عن تلك التي يتطلبها وقت الحرب.
نتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه المعلومات والنصائح التربوية وللمزيد تابعونا في قسم تربية الأبناء، كما نتمنى أن تشركونا بتعليقاتكم وأسئلتكم وأيضا تجاربكم.