‘);
}

متى يتم ذبح الأُضحية

أول وقت الأضحية

اتّفق الفقهاء على أنّ أوّل وقتٍ لِذبح الأضحية يجب أن يكون بعد شروق شمس يوم النّحر، وهو اليوم العاشر من ذي الحجّة بعد صلاة العيد،[١] وهناك العديد من الأحاديث النبويّة الدّالّة على ذلك، منها قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ أوَّلَ ما نَبْدَأُ به في يَومِنَا هذا أنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ، فَنَنْحَرَ فمَن فَعَلَ ذلكَ فقَدْ أصَابَ سُنَّتَنَا، ومَن ذَبَحَ قَبْلَ أنْ يُصَلِّيَ، فإنَّما هو لَحْمٌ عَجَّلَهُ لأهْلِهِ ليسَ مِنَ النُّسُكِ في شيءٍ)،[٢] وقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لا يُضَحِّيَنَّ أَحَدٌ حتَّى يُصَلِّيَ)،[٣][٤][٥] إلّا أنّهم تعدّدت أقوالهم في جواز الذّبح قبل الخُطبة على ثلاثة آراء، وهي كالآتي:[١]

  • الحنفيّة والحنابلة: قالوا بجواز الذبح قبل الخُطبة وإن كان من الأفضل تأخيره إلى ما بعد الخُطبة، كما لا يُشترط في صحة الذبح انتهاء صلاة العيد في جميع المواضع التي تُقام فيها، وإنّما يصحّ في ذلك الانتهاء والفراغ من أدائها في أحد المواضع.
  • المالكيّة: قالوا بعدم جواز الذبح قبل الخُطبة للإمام وغيره، بحيث لا يصحّ ذبح الإمام إلّا بعد الانتهاء من صلاته وخطبته، وأمّا غير الإمام فلا يصحّ ذبحه كذلك إلّا بعد الانتهاء من صلاة العيد والخُطبة وفراغ الإمام من ذبح أضحيّته، ولا بأس في البدء بالذبح بعد أن يبدأ الإمام والانتهاء مع الإمام أو بعده، وأمّا في حال تواني وتأخّر الإمام في ذبح أضحيته لغير عذرٍ، أو كان لا يريد الذبح، فعلى الناس ذبح أضاحيهم بعد مضيّ وقتٍ يكفي في العادة لِإنهاء الذبح، وأمّا إن كان تأخّر الإمام لِعذرٍ ما كالإغماء أو الجنون أو ملاقاة عدوٍّ فيُستحبّ للناس إذا لم يقرب وقت زوال الشمس انتظار الإمام حتى يفرغ من ذبح أضحيته أولاً.
  • الشافعيّة: قالوا بعدم جواز الذبح قبل الخُطبة، بل لا بدّ أن يكون بعد شروق الشمس بمقدارٍ يكفي لصلاة ركعتين خفيفتين وخطبتين كذلك، دون اشتراط فراغ الإمام من صلاته وخطبته، وذلك لأنّ الأئمة متفاوتين في مقدار الوقت الذي يحتاجونه للفراغ من صلاة ركعتين وخطبتين، ولأنّ مقدار الوقت السابق ذِكره بعد شروق الشمس أكثر ضبطاً لِأول وقتٍ تُذبَح فيه الأضحية، وهذا مَدعاةٌ لِأن يكون ملائماً لجميع الناس على اختلاف أماكنهم من أمصار وقرى وبوادي.