متى يصوم الطفل؟ وكيف نشجعه على الصيام والعبادات الرمضانية؟ متى يصلي الطفل التراويح؟ كل تلك تساؤلات تدور في ذهم كل الأباء الصالحين لإنشاء أبنائهم نشأة وترسيخ العادات الصحيحة في وجدانهم بالتفكير في الأوقات الدينية التي يمكن أن يشغل الطفل بها في رمضان، لذلك سنعرف من خلال موقع الموسوعة متى يصوم الطفل.
متى يصوم الطفل
إن مرحلة الطفولة من أخطر المرحل في حياة الإنسان ففيهغا يتشكل بنيانه ووعيه ونفسه، فإن نبت الطفل في أرض خصبة أعدها له والداه بالتربية السليمة بترسيخ القيم والخلق والدين في نفسه شاب فتى صالح يراعى والديه ويحفظهم ويصون نفسه ودينه.
- لذلك يراعي الآباء الصالحون أن ينشئوا الطفل نشأة صحيحة ويُزرعوا بداخله العبادات وقيمها فيسألون عن سن التكليف بالصيام، فتكون الإجابة: عند احتلام الطفل أي عند الوصول لسن البلوغ.
- فجاء ذلك في حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندما قال:
“رُفِعَ القلمُ عن الصبيّ حتى يبلغَ ، وعن النائمِ حتى يستيقظَ ، وعن المجنونِ حتى يُفيقَ”
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : النووي | المصدر : المجموع
سن الصيام للبنات
إن الأنثى تتساوى مع الصبي في حكم الصيام، فهو غير مفروض على الطفل حتى يبلغ سن البلوغ، فقد ذكر الدكتور عبدالغفار هلال -عميد كلية اللغة العربية السابقة وأستاذ الفقه في جامعة الأزهر- أن: الطفلة غير مفروض عليها الصيام حتى تأتيها الدورة الشهرية، لكن يفضل أن يتم تدريبها على الصيام تدريجيًا ما لم يؤثر ذلك على صحتها.
حكم صيام الطفل قبل البلوغ
لا يُحاسب الطفل على الصيام ما لم يبلغ أما بعد بلوغه فيحاصسب محاسبة البالغ، لكن الصيام قبل الوصول لسن البلوغ مُحبب على سبيل التدريب، فيكون صيامه قبل سن البلوغ هو اعتياد له للصيام بعد البلوغ، ويكون ذلك من صالح أعماله.
ما هو السن المناسب لتعويد الطفل على الصيام
لا يوجد سن محدد يجب أن يبدأ الأباء فيه تعويد الطفل على الصيام، فذلك يختلف من طفل لأخر والفيصل هنا هو الإطاقة، بمعنى العمر الذي يطيق فيه الطفل الصوم دون الإصابة بأي أذى صحي.
- يختلف عمر إطاقة الصوم باختلاف البينان الجسدي والحالة الصحية للطفل، فلا يوجد عمر محدد للبدء في تدريب الطفل على الصوم لكن أغلب الآراء إشارة أن العمر المناسب لتدريب الطفل على الصوم هو سن العاشرة.
رأي العلماء في تدريب الطفل على الصيام
جاءت آراء العلماء حول متى يصوم الطفل والعمر المناسب لتدريب الطفل على الصوم على النحو الآتي:
- قال الخرقي: إذا وصل الصبي لعمر العشر سنوات وأطاق الصيام فيبدأ بالصوم.
- قال إسحاق: مستحب أن يبدأ الطفل بالصوم عند بلوغ الثانية عشر لبناء عادة الصيام عنده.
- قال ابن قدامة: أن الطفل يلزم عليه الصيام بل ويؤمر به ويعاقب على تركه في حالة الإطاقة لتمرن على الصيام بعد بلوغه.
- قال الأوزعي: في حالة قدر الطفل أن يصوم ثلاثة أيام متتالية بدون أي يشتد عليه حمل الصيام أو يخور فيهم، فيجب أن يبدأ بالتمرن على صيام رمضان كاملًا.
- جاءت آراء العلماء حول الصيام قياسًا على أمر النبي بأن يؤمر الأبناء بالصيام في سن العشرة، لكن الخلاف كان في مشقة الصيام على جسد الطفل التي تفوق الصلاة، فكان رد الشيخ اب عثيمين:
” والصغير لا يلزمه الصوم حتى يبلغ ، ولكن يؤمر به متى أطاقه ليتمرن عليه ويعتاده ، فيسهل عليه بعد البلوغ ، وقد كان الصحابة رضي الله عنهم – وهم خير هذه الأمة – يصوِّمون أولادهم وهم صغار ” انتهى. ”
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين” ( 19 / 28 ، 29)
نصائح لتدريب الطفل على الصيام
كان حكم الدين واضح في توضيح متى يصوم الطفل وجاءت آراء العلماء لتكون أكثر بيانًا وتفسيرًا له حتى ال يختلط الأمر على أي أحد، أما الآن بعد سنتعرف على بعض النصائح لإعداد الطفل للصوم دون مشقة.
كيفية تحضير الطفل لصيام قبل رمضان
يبدأ تدريب الطفل على الصيام قبل الصيام ذاته، ليس بمفاجأة الطفل الغير واعي بعادات لم يعتدها خلال شهر رمضان بدون إعطائه فرصة للتأقلم معاها، فيمكن اتباع الأساليب الآتية قبل شهر رمضان:
- الوجبات الصغيرة: تكون بداية تدريب الطفل على الصيام بإعطائه وجبات صغيرة قبل شهر رمضان، وتقليل حجم الوجبة مع الاقتراب من الشهر الكريم، حتى ال يصطدم جهازه الهضمي بالامتناع المفاجئ عن الطعام.
- عدد وجبات أقل: لا يتناول الطفل في رمضان سوا وجبتين تقريبًا هما (الإفطار، السحور) فيجب تدريب الطفل على تقليل عدد الوجبات اليومية قبل شهر رمضان حتى يعتد على ذلك.
- تقليل الأملاح والسكريات: كلما قلت نسبة الأملاح والسكريات في جسد الطفل كلما زادت قدرته على تحمل العطش، لذلك فإعداد الطفل على الصيام يكون من خلال تقليل المأكولات الملحية والسكرية التي يتناولها.
كيف اعلم طفلي الصيام في رمضان
بعد أن قمنا بزراع العادات الصحية قبل شهر رمضان التي تمكن الطفل من الصيام في دون شقاء، نبدأ في دراسة كيفية تمرين الطفل على الصيام في شهر رمضان، ذلك بعد أن عرفنا متى يصوم الطفل، فتكون نصائح تدريبه هي:
- الصيام الجزئي: لا يجب أن يدفع الطفل على الصيام دفعة واحدة فيرفضه دفعة واحدة، بل يتم تدريبه على الصيام تدريجيًا، فيصوم جزء من اليوم من الفجر حتى الظهر مثلًا ثم من الفجر حتى العصر، حتى يصبح إكمال اليوم ليس بالمهمة الصعبة.
- وجبات السحور الصحية: كلما كانت وجبة السحور غنية بكل المكونات الصحية مثل (الفواكه، الخضروات، الألياف) التي تكفيه للصيام كلما زادت قدرة الطفل على تحمل الصيام. بالإضافة لمراعاة توفير نسبة المشروبات والعصائر الطازجة الكافية للحفاظ على رطوبة الطفل.
- الامتناع عن الأطعمة الحارة: كلما أفرط الطفل في تناول مأكولات حارة زادت نسبة حموضة معدته وقلت قدرته على تحمل الجوع والعطش، وعجز عن الصيام، فيجب مراعاة المتناع عن تلك المأكولات خلال شهر رمضان، بالإضافة لتنجب الأطعمة المقلية.
- مشاركة الطفل: كلما زادت قدرة الطفل على تحلم المسؤولية كلما زادت قدرته على الصيام، نستنتج مما سبق أن لتدريب الطفل على الصيام ليس عليك سوى زيادة ثقته في ذاته، ذلك سيحدث بمشاركة الطفل في تحضير وجبات السحور والإفطار، ومشاركته في العبادات والأعمال الروحية المتعلقة بشهر رمضان.
- البناء الفكر للطفل: كلما زاد الوعي المعرفي للطفل بخصوص شهر رمضان وأهيمته وفضله على العباد، كلما زادت دافعيته للصيام|، فسيحدث ذلك من خلال تثقيف الطفل والبناء المنهجي لفكره لما يتناسب مع عمره بسرد القصص حول شهر رمضان.
خطورة الصيام على الأطفال
إن للصيام العديد من الفوائد النفسية والجسدية للطفل فمنه يتعلم مجاهدة النفس والصبر على ما يحب وطاعة الله -عز وجل في كل أمر- ويكتسب المسئولية، لكن الصيام قد يكون له أضرار بالأخص على الأطفال دون سن السبع.
- قد أشار الدكتور طارق الشاذلي -استشاري التغذية العلاجية- على أضرار الصيام للأطفال اقل من سبع سنوات، فيما في ذلك من خطورة عليه مثل عدم قدرت أعضائه -التي ما زالت في مرحلة النمو- أن تعود احتياجته من الماء الذي يفقده خلال الصيام دون تعويضه.
- لذلك ينصح دكتور طارق بالصيا مالتدريبي للأطفال بما يتناسب مع قدراتهم وطاقتهم.
المراجع:-
- الدرر السُنية.
اقرأ أيضًا: اضرار الصيام من غير سحور