‘);
}

مدينة وليلي

تُدعى أيضاً مدينة فولوبيليس، وهي واحدة من أفضل الآثار الرومانية المغربية، والتي تأسست قبل العصر المسيحي؛ حيثُ كانت جزءاً من الأراضي الموريتانية، وكانت المركز الإداري لمملكة موريتانيا في ذلك الوقت، ونمت المدينة وتطوّرت في القرنين الثاني والثالث الميلادي حتى امتدت إلى 42 هكتاراً، وسكنها نحو 20,000 نسمة، وبُنيَت فيها المساكن الكبيرة، والحمامات العامة، وتميّزت بوجود أقواس النصر، كما تميّزت بالفسيفساء والتي لا تزال آثارها ماثلة حتى اليوم، واشتهرت بإنتاجها للزيتون الذي كان يمثّل الثروة الطبيعية فيها.[١]

وقد كان أقصى توسُّع للمدينة هو 42 هكتاراً في الفترة 168-169م، وحينها تمت إحاطتها بسور كبير يشتمل على أبراج شبه دائرية وسبعة أبواب من أهمها باب الكوى الثلاث، وفي عهد الإمبراطورية الرومانية بُنِيَت في المدينة صروحاً شامخة، مثل: مبنى البازيليك، ومقرّ الحاكم، وقوس النصر، وازدانت بالفسيفساء والنقوش،[٢] ولم تكن المدينة خالية من حدوث التوترات السياسية على المدى الطويل، ففي عام 40م بدأ سكانها بالثورة على الإمبراطورية الرومانية؛ الأمر الذي أدّى إلى إصدار قرار بإعفائهم من الضرائب لمدة عشر سنوات لتهدئة الأوضاع؛ إلّا أنّ شعب الأمازيغ عاد للثورة، ونتيجة الضغط على الإمبراطورية الرومانية من قِبَلهم انسحب الرومان من المدينة في عام 285م.[١]

وقد وصل الإسلام إلى المنطقة في القرن الثالث الميلادي مع بقاء سكان المدينة المحليين الذين واصلوا احتلالهم لها حتى القرن الحادي عشر، وبقيت مأهولة بالسكان، كما حافظت على مكانتها كعاصمة لعدة قرون حتى بعد انسحاب الرومان منها؛ إلّا أنّذها فقدت مكانتها ومركزها الإداري عندما تم إنشاء مدينة فاس، وعندها انتقل السكان للعيش في قرية مولاي إدريس الجبلية، وفي القرن التاسع عشر ضرب زلزال المنطقة ودمر أغلب المباني فيها، إلّا أنها صُنفت في عام 1997م على أنّها تراثاً عالمياً إنسانياً؛ حيث أصبحت ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، وهي اليوم من أهم المواقع الأثرية المغربية التي يزورها آلاف السياح سنوياً سواء من داخل المغرب أو خارجها،[١][٢] ومع دمار المدينة إلّا أنها لا تزال تدل على حضارة عريقة بين الأنقاض والتي بدأت قيل الميلاد واستمرت حتى دخول الإسلام إليها، وتتجلى حضارتها في الأقواس والممرات فيها.[٣]