‘);
}

مراحل تدوين السيرة النبوية

امتاز تدوين السيرة النبوية بسنده المتّصل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بواسطة الصحابة الذين شاركوا رسول الله تفاصيل أيّامه ومواقفه، ثمّ بعد وفاة رسول الله عاش الكثير من الصحابة، فسمع التابعون منهم هذه التفاصيل، ومن الصحابة مَن امتدّت حياته إلى عام المئة بعد الهجرة أو بعده، فقد تُوفّي أبو الطفيل عامر بن واثلة بعد المئة بعام، ومحمود بن الربيع قبل المئة بعام، وقد بدأ رسمياً تدوين السُّنة النبويّة في عهد عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه- الذي تُوفّي عام المئة وواحد بعد الهجرة، ولم ينقطع هذا التدوين والتتابع في تلقّي السُّنة.[١]

بدايات الاهتمام بالسيرة النبوية

اهتمّ الصحابة برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- اهتماماً كبيراً، ابتداءً من كونه الرسول الذي بعثه الله تعالى ليتمّم مكارم الأخلاق، وبالإضافة إلى كونه الرسول القائد في الغزوات والمعارك، والرسول الأب والزّوج، فقاموا بنقل كل ما ورد عنه من الأقوال والأفعال في جميع شؤون حياته، فنقلوا أفعاله في مأكله، وملبسه، ومنامه، وعباداته، ونظافته، وكلّ أُمور حياته، والدافع في ذلك هو محبّتهم ومشاركتهم له، ورغبةً منهم في الاقتداء به، وقد اشتُهر عددٌ من الصحابة باهتمامهم برواية الأحداث عن رسول الله، فمثلاً عبد الله عباس كان يروي الأحداث المتعلّقة بغزوات الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، كما اشتهر عبد الله بن عمرو بن العاص بحرصه على كتابة كل ما يسمعه من رسول الله، وغيرهم الكثير من الصحابة، وقد نقلوا أحداث السيرة إلى تلاميذهم، وكانوا يسعون إلى نشرها بين النّاس.[٢]