انتشرت مؤخرا الكثير من الأمراض التي لم تكن منتشرة في الماضي ومن ضمن هذه الأمراض مرض التوحد، فللأسف نجد إن عدد المصابين به في تزايد مستمر، والكثير منا يتسائل ما هي أسباب هذا المرض؟ وما هي أعراضه؟ وهل له علاج؟
ماهو مرض التوحد؟
هو أحد الأمراض الناتجة عن الاضطرابات التي تحدث للأطفال خاصة في مراحل النمو، ودائما ما يطلق الأطباء عليها لقب (اضطرابات الطيف الذاتوي)، ويعرف التوحد بضعف في عملية التواصل الاجتماعي، وهذا يكون ناتج عن بعض الاضطرابات الخاصة بالنمو العصبي، وفي أغلب الأحيان تبدأ هذه الاضطرابات بالظهور في عمر الأطفال الرُضع، أي الأطفال تحت سن السنتين، وتوجد عدة أنواع من مرض التوحد وتكون مختلفة عن بعضها تماما.
تختلف أعراض مرض التوحد من طفل إلى طفل أخر، وإلى الآن لم يتم اكتشاف أي علاج لهذا المرض، والطفل المصاب بهذا المرض للأسف يعيش حياته كلها معه، ولكن سرعة اكتشاف هذا المرض في بدايته قد تعطي فرصة أو مؤشر جيد، وذلك من أجل إيجاد علاج مناسب مع الأشخاص الذين يعانون من التوحد ويتعايشون معه، ومن ثم فقد نجد هناك نوعين من المصابين بالتوحد أحدهم يكون قادر على إعانة نفسه ومزاولة العمل والأخر يكون بحاجة للمساعدة، وذلك نتيجة الخلل في العمليات الذهنية وأيضا الخلل العقلي، وقد تتطور الأمور إلى أن تصل إلى فقدان القدرة على الحديث والتواصل بالكلام.
وقد بحث بعض العلماء بشكل أكثر دقة عن أسباب هذا المرض ولكن – كما ذكرنا سابقا – لم يتم التوصل إلى أي نتيجة فعلية مؤكدة، لكن على الرغم من هذا فقد أجمعوا على أن مرض التوحد يكون ناتج عن خلل خاص بالبنية ووظيفة العقل والدماغ.
وقد أثبتت بعض الأبحاث بأن الأطفال المصابين بالتوحد يعانون دائما من الإضطرابات الجينية، حيث وجدوا إن 1 بالمائة من هؤلاء المصابين به يعانون من متلازمة الكروموسوم، ولكن في المقابل، نجد أن نسبة 2% من الأطفال المصابين بمرض التوحد، أكثر عُرضة لمرض التصلب.
حيث أكدت بعض المعلومات الطبية بأن هناك نسبة كبيرة من الأطفال الذين يعانون من مرض التوحد مصابين بالتخلف العقلي، وهذا ما يسمي بالعوامل البيولوجية أو “الصرع”، وقد إتضح خلال الأبحاث والدراسات بأن العامل البيولوجي يلعب دورا مهما في إصابة الطفل الصغير بهذا المرض، وعندما تم إجراء عدة أبحاث ودراسات إتضح من النتائج أن هناك نحو 2/3 من الأطفال المصابين بمرض التوحد – أي تقريبا 69% – مصابين أيضا بالتخلف العقلي.
تأثير مرض التوحد على نشأة الطفل:
التوحد يأثر على الطفل في مراحل نشأته وتطوره وذلك من ثلاثة نواحي وهي:
- الطريقة السلوكية وكيفية رد فعله في بعض المواقف التي تواجهه.
- طريقة الاستجابة للذين يتعاملوا معه.
- طريقة التواصل الاجتماعي ولغة الحوار وأيضا كيفية التحدث.
ما هي أعراض مرض التوحد؟
مرض التوحد له بعض الأعراض وأيضا له أثار على الطفل المصاب به، وهؤلاء المصابين بالتوحد يعانون دائما من صعوبات في 3 مجالات أساسية:
- اللغة
- السلوك
- التواصل الاجتماعي
وبسبب الإختلاف الموجود بين الأطفال المصابين بالتوحد فإن تصرفاتهم تختلف بحسب طبيعة المرض وأعراضه، حتى المهارات التي يقومون بها تختلف من طفل لأخر، ولكن علينا أن ندرك جيدا إن من يعانون من هذا المرض يمكن تصنيفهم ضمن الذين يعانون مرض شديد الخطورة، وذلك لأن هذا المرض يجعل الشخص غير قادر على التأقلم مع المجتمع أو التعامل معه بصورة طبيعية، كما أن مرض التوحد أيضا يمنع صاحبه من إقامة علاقات سوية مع بعض الأشخاص أو المجتمع من حوله.
ومن الجدير بالذكر إن أعراض هذا المرض تظهر في سن الرضاعة، بينما يوجد أطفال مصابين بالمرض أيضا ولا تظهر عليهم الأعراض على الإطلاق، ويعيشون سنواتهم الأولي بصورة عادية وطبيعية، ولكن يبدأ المرض بالظهور عليهم بصورة مفاجئة، فنجد الطفل يبدأ في العزلة والإنغلاق والإبتعاد التام عن العالم الخارجي، وأيضا يبدأ في تكوين شخصيته العدوانية بصورة كبيرة، وبعدها يبدأ في فقدان الكثير من المهارات الخاصة باللغة التي إكتسبها، ويبدأ الطفل أيضا في رفض العناق لوالديه وأقرب الناس إليه، ولا يستجيب لأحد إذا ما تم النداء عليه، وأيضا نجده يلعب بمفرده، كما أننا نجد الطفل المريض بالتوحد ينطق في سن متأخر بالمقارنة بالأطفال الذين في نفس المرحلة العمرية، وإذا أرد الطفل شيء فإنه لا ينظر إليه بصورة مباشرة، كما أن الطفل أيضا لا يستطيع تكوين الجمل أو نطق بعض الكلمات في الغالب، نجد الطفل أيضا يتحدث دائما بصوت يبدو غريبا أو تكون نبرة صوته مائلة إلى الغناء، والغريب أنه من الممكن أن يصدر صوتا مثل الإنسان الألي أو “الروبوت”، ونجده أيضا شديد الحساسية بصورة كبيرة تصل إلى حد المُبالغة في حالة رؤيته إلى الضوء أو لمس أي شيء أو سماع أي صوت غريب عليه.
وفي النهاية نتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه النصائح التربوية والصحية وللمزيد تابعونا في قسم تربية الأبناء، وقسم الصحة كما نتمنى أن تشركونا بتعليقاتكم وأسئلتكم وأيضا تجاربكم.