مرض فقدان الشهية
}
مرض فقد الشهية
يُعدّ فقدان الشهية أو ما يُعرَف باسم فقد الشهية العصبي واحدًا من الاضطرابات الهضمية التي تتضمن تدني وزن الجسم بشدة، والتخوف الكبير من زيادته، وامتلاك صورة مُشَوَّهة عن وزن الجسم، ويركّز المصابون في السيطرة على أوزانهم وأشكال أجسامهم، ويدفعهم ذلك إلى بذل بعض الجهود التي تؤثر كثيرًا في مجرى حياتهم.
وعادةً ما يلجؤون إلى تناول الطعام بكميات محدودة ومُقيّدة بشدة، أو يحاولون التقيؤ بعد تناول الطعام، أو استخدام الأدوية المُسهّلة، ومُدرّات البول، والحقن الشرجية للسيطرة على كمية السعرات الحرارية التي تدخل أجسامهم، أو ممارسة التمارين الرياضية القاسية والمفرطة بهدف إنقاص الوزن، وبالرغم من فقدهم جزءًا من أوزانهم يستمر لديهم هاجس زيادة الوزن.
وهي وسيلة غير صحية يلجأ إليها بعضهم للتحكم بالمشاكل العاطفية، وتسبب في بعض الحالات تعريض الحياة للخطر، ويُسيطَر على مجرى حياة المصاب به شأنه شأن اضطرابات الأكل الأخرى، مع عدم القدرة على التخلص منه، ويساعد تلقّي العلاج المناسب في اتباع عادات الأكل الصحية، وتكوين نظرة جيدة إلى النفس، ومنع الإصابة ببعض المضاعفات الخطيرة المرتبطة به.[١]
‘);
}
أسباب مرض فقد الشهية
لم يُكشَف عن العامل العصبي الذي يتسبب في الإصابة بهذا الاضطراب، وغالبًا ما يمتلك المصابون تصورًا سلبيًا عن أجسامهم، ويسعون إلى الحصول على جسم متكامل، ويتبعون بعض الطرق التي تساعدهم في التحكم بحياتهم، وتحدث الإصابة بسبب عدد من العوامل؛ وهي:[٢]
- العوامل الوراثية، إذ تلعب دورًا في تطوير هذا الاضطراب، والكشف عن بعض الأدلة التي تربط بين السيروتونين، وهو أحد الهرمونات المفرزة في الدماغ.
- العوامل البيئة، تسبب الضغوط المفروضة من المجتمع لامتلاك جسم رشيق في تطوير الإصابة بفقد الشهية العصبي، وتلعب الصور غير الواقعية المنشورة من الإعلام -كالمجلات والتلفزيون- دورًا كبيرًا في رغبة الشباب في امتلاك جسم نحيف.
- العوامل النفسية، يرتفع احتمال اتّباع المصابين باضطراب الوسواس القهري لنظام غذائي شديد، والإفراط في ممارسة التمارين الرياضية، كما هو الحال لدى المصابين بفقد الشهية؛ ذلك بسبب تعرّض المصابين بالوسواس القهري للكثير من الهواجس والأفكار.
أعراض مرض فقد الشهية
لا يُعدّ الجوع العلامة الوحيدة للإصابة بهذا الاضطراب، ويسبب أيضًا التعرض لعدد آخر من الأعراض، وتجب مراجعة الطبيب فورًا حال ملاحظة ظهور أيّ من العلامات تالية الذكر:[٣]
- عدم تناول كميات كافية من الطعام؛ مما يتسبب في فقد الوزن.
- تساقط الشعر.
- بناء الاحترام الذاتي للنفس في ما يتعلق بشكل الجسم وهيئته.
- غياب الدورة الشهرية.
- الشعور بالهوس من زيادة وزن الجسم.
- الإمساك.
- صعوبة في النوم طوال ساعات الليل.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- الدوخة، وفقد الوعي.
- الجفاف.
- تورم الذراعين والساقين.
تسبق ظهور الأعراض علامات تحذير تنبئ باحتمال الإصابة بفقد الشهية، ومنها:[٣]
- القلق المستمر بشأن الوزن، والسعرات الحرارية، واتباع نظام غذائي محدد.
- النظر في المرآة لعدد كبير من المرات.
- الشعور المستمر بالسمنة.
- الامتناع عن الأكل في الأماكن العامة.
- تجنب تناول أحد المجموعات الغذائية -مثل الكربوهيدات-.
- ارتداء عدة قطع من الملابس لإخفاء الوزن الحقيقي للجسم.
- عدم الاعتراف بالشعور بالجوع عند الشعور بذلك.
- عدم قول الحقيقة بشأن كمية الطعام التي يتناولها الشخص.
- اتباع نظام رياضي قاسٍ.
- تجنب رؤية الأصدقاء، أو ممارسة الأنشطة اليومية المعتادة.
علاج فقد الشهية
يعاني بعض الأشخاص من صعوبة في الاعتراف بالإصابة بهذا الاضطراب، وصعوبة في اتباع العلاجات اللازمة؛ بسبب مشكلة في التخلص من مقاومتهم المتكررة لتناول الطعام، ويهدف العلاج إلى تصميم خطة تلبّي احتياجات المصاب كافة؛ وهي:[٤]
- رفع وزن الجسم إلى مستويات طبيعية.
- علاج المشاكل العاطفية؛ مثل: انخفاض احترام الذات.
- التخلص من الأفكار الخاطئة والمُشوّهة.
- بناء المهارات السلوكية التي يحتاجها المصاب على المدى الطويل.
يمتاز علاج فقدان الشهيه بأنّه علاج طويل الأجل، مع احتمال حدوث انتكاس، خاصة عند الشعور بالتوتر، ويقع على عاتق الأصدقاء والعائلة دعم المصاب، وفهم طبيعة الحالة وأعراضها؛ لمساعدته في النجاح في العلاج، ومنع حدوث انتكاس، ويشتمل الهلاج على:[٤]
- العلاج النفسي، يُستخدم العلاج السلوكي المعرفي في التعامل مع الإصابة، ويهدف إلى تغيير أفكار المصاب وسلوكياته، بالتحديد تغيير أفكاره عن الطعام ووزن الجسم، ومنحه استجابات فعّالة تجاه المواقف الصعبة والسيئة، وتُستخدم الاستشارات الغذائية في تعليم المصاب كيفية اكتساب عادات طعام صحية، وأهمية النظام الغذائي المتوازن للمحافظة على صحة الجسم.
- أدوية، لا يتوفر أيّ عقار أو دواء للعلاج، ومع ذلك، تُستخدَم المُكمّلات الغذائية في بعض الحالات، بالإضافة إلى الأدوية المساعدة في السيطرة على القلق والاكتئاب والوسواس القهري، ويكثر استعمال مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية في علاج الاكتئاب، وتُستخدم فقط في الحالات التي يبلغ فيها وزن المصاب 95% من الوزن الطبيعي بحسب طول الجسم والعمر، وتشير الدراسات إلى قدرة مضادات الذهان -مثل الأولانزابين- على زيادة وزن الجسم.
- العلاج في المستشفيات، تحتاج الحالات التي تعاني من سوء التغذية، أو التدني الشديد في وزن الجسم، أو الامتناع المستمر عن تناول الطعام إلى تلقي العلاج في المستشفى، بالإضافة إلى الاضطرابات النفسيلة المفاجئة، ويشتمل العلاج على زيادة تدريجية في كمية الطعام لرفع الوزن بأمان.
المضاعفات المرضيّة لفقد الشهية
تسبب الإصابة بهذا الاضطراب على المدى الطويل حدوث العديد من المشاكل المرضيّة الشديدة؛ ذلك بسبب سوء التغذية، وعدم حصول الجسم على كفايته من العناصر الغذائية، إلّا أنّها تعود صحة المصاب تعود للتّحسن فور البدء باتباع نظام غذائي صحي، وتتضمن المضاعفات ما يلي:[٥]
- مشاكل في العظام والعضلات؛ مثل: هشاشة العظام، والشعور بالتعب والضعف، وتأخر في النمو البدني عند الأطفال والشباب.
- مشكلات في الخصوبة.
- مشكلات في الدماغ والأعصاب؛ مثل: النوبات، وتدني التركيز والقدرة على التذكر.
- تراجع الدافع الجنسي.
- مشاكل في الكلى والأمعاء.
- مشاكل في القلب والأوعية الدموية؛ مثل: اضطراب ضربات القلب، ومرض صمام القلب، وتورم الوجه والقدم، وضعف الدورة الدموية، وانخفاض ضغط الدم، والفشل القلبي.
- فقر الدم.
- ضعف في الجهاز المناعي.
يهدد فقد الشهية أحيانًا حياة المصاب، ويُعدّ من العوامل الرئيسة للوفاة الناجمة عن المشاكل العقلية، وتحدث الوفاة نتيجة المضاعفات المرتبطة به، أو الإقدام على الانتحار.[٥]
المراجع
- ↑“Anorexia nervosa”, www.mayoclinic.org, Retrieved 19-11-2019. Edited.
- ↑“Anorexia Nervosa”, www.healthline.com, Retrieved 19-11-2019. Edited.
- ^أب“What Are the Symptoms of Anorexia?”, www.webmd.com, Retrieved 19-11-2017. Edited.
- ^أب“Anorexia nervosa: What you need to know”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved 20-11-2019. Edited.
- ^أب“Anorexia nervosa”, www.nhs.uk, Retrieved 20-10-2019. Edited.