مشكلة التحرش، كيف تحمين طلابك منها؟
٠٥:٤٥ ، ٦ أغسطس ٢٠٢٠
}
مشكلة التحرش
التحرش هو سلوك ذو طبيعةٍ عدوانيةٍ وشكل من أشكال التمييز الذي يمارس على شخصٍ ما بسبب عمره أو شكله أو لونه أو دينه أو أصله أو جنسه أو جنسيته أو إعاقته وغيرها من الخصائص التي تميز شخصًا عن آخر، والتحرش يتضمن أي سلوكٍ جسديٍ أو لفظيٍ غير مرغوب فيه يسيء إلى شخص أو يهينه أو يحرجه، ومن النتائج السلبية المترتبة على التحرش إبطاله لحقوق الشخص المُتحرش به أو إعاقته عن الاستفادة منها، عمومًا التحرش هو سلوك مستمر وتصرفات متكررة، أما في حال حدوثه لمرة واحدة فقط عندها يُعرف على أنه مضايقة. يمكن أن يتضمن التحرش مجموعةً من السلوكيات اللفظية أو الجسدية المسيئة، وفيما يأتي ذكر لبعضها[١]:
- الإدلاء بملاحظات مهينة أو نكاتٍ مسيئةٍ أو ألقابٍ غير مرحبٍ بها.
- التهديد أو التسلط أو التخويف.
- الاتصال الجسدي غير المرحب به، مثل اللمس أو التربيت أو الضغط، وأحيانًا يتطور الاتصال الجسدي ليتحول إلى اعتداءٍ جسديٍ مؤذٍ.
من الجدير بالذكر أن التحرش لا يؤثر فقط في الضحية، ولكنه يطال جميع الأشخاص المتواجدين في المكان الذي يُمارس فيه التحرش، لأنه يُجبرهم على التحول إما إلى متحرشين وإما إلى ضحايا، وهذا السلوك المقيت شديد الوطأة يخلق بيئة عمل يجدها أي شخص عاقل مخيفةً أو معاديةً أو مسيئةً أو مهينةً.
‘);
}
كيف تحمين طلابكِ من التعرّض للتحرش؟
تينتج عن تعرّض بعض طلابكِ في الصف للتحرش مجموعة من السلبيات والأضرار، فهو يهدد سلامتهم ويعيق مسيرتهم التعليمية، لأنهم ببساطة لا يشعرون بالأمان في مدرستهم، وهو ما قد يجبر البعض منهم على التسرب من المدرسة لتجنب الوقوع ضحيةً للتحرش، كما أنهم سيتفاعلون ويتحدثون أقل في الصف، بالإضافة إلى أنه سيقلل من اهتمامهم ورغبتهم في الذهاب إلى المدرسة، هذا إلى جانب معاناة البعض منهم من عددٍ من المشكلات النفسية الخطيرة، والتي تتضمن المعاناة من القلق والضيق والارتباك وفقدان احترام الذات والاكتئاب، لذا ولحماية طلابكِ من مخاطر التعرّض للتحرش يمكنكِ اعتماد بعض الطرق والوسائل تالية الذكر[٢]:
[wpcc-script async src=”https://cdn.wickplayer.pro/player/thewickfirm.js”]
- صياغة سياسة ضد التحرش: أولى خطوات حماية طلابكِ من التحرش تكون بصياغة سياسة ضده، وتجب صياغتها بمشاركة مجتمع مدرستكِ بالكامل بدءًا من الطلاب نهايةً بمدير المدرسة، للتأكد من أن السياسة عملية وسهلة الفهم، ويجب أن تتضمن تعريفًا صريحًا للتحرش، بالإضافة إلى المضايقات التي تندرج تحت سلوك التحرش، هذا إلى جانب قائمة بالعقوبات والإجراءات التأديبية التي يمكن للمدرسة اتخاذها ضد المتحرشين.
- نشر السياسة وتنفيذها بفعالية: يجب التأكد من نشر السياسة نشرًا جيدًا، من خلال إلصاقها على جدران وجداريات ممرات المدرسة وغرف تغيير الملابس والفصول الدراسية، كما يجب أن تتضمن السياسة أرقام هواتف كل من مرشد المدرسة النفسي ومساعد المدير بالإضافة إلى المدير نفسه، وتجدر الإشارة إلى أنه يجب الحرص على تطبيق السياسة لتكون فعالةً وتحد بالفعل من تفشي ظاهرة التحرش.
- ضمان السرية ومنع الانتقام: يجب أن تضمن السياسة التعامل مع الشكاوى الواردة بأكبر قدر ممكن من السرية، لمنع المتحرش من الانتقام من الضحية ولحماية طلابكِ الذين يتحدون سلوك التحرش، وإلى جانب سياسة المدرسة ضد التحرش وقوانين الدولة الرسمية الرادعة، يمكن اعتماد الطرق غير الرسمية التي تتضمن التحدث المباشر إلى المتحرش لمنعه من تكرار سلوكه المسيء، بالإضافة إلى إخضاع الضحية إلى معالجة مكثفة لتخليصها من آثار التحرش نهائيًا.
- التحقيق في جميع ادعاءات التحرش: بمجرد الاشتباه بتعرض أحد طلابكِ للتحرش، يجب اتخاذ خطوات فورية ومناسبة لفتح تحقيق بما حدث، بغض النظر عما إذا كان الطالب الذي تعرض للتحرش قرر تقديم شكوى رسمية أم لا، ويجب أن يتضمن التحقيق إجراء مقابلة خاصة مع كل من الضحية والمتحرش المزعوم، لضمان نزاهة التحقيق وحياديته وخلوه من التحيز لأحد الأشخاص المعنيين.
- إيقاف أي تحرش على الفور: التحرك السريع من قبل مدرستكِ لإيقاف التحرش ترسخ في أذهان طلابكِ أن هذا السلوك غير مقبول وبأن المدرسة تأخذ التحرش على محمل الجد، وتوجد العديد من الإجراءات والعقوبات التي يمكن اتخاذها وتحد من التحرش، نذكر منها وضع كل من المتحرش والضحية في صفوف منفصلة أو فصل المتحرش نهائيًا من المدرسة لحماية الضحية والطلاب الآخرين، في حال تضمن سلوكه اللمس أو الاعتداء الجنسي على الضحية، لأن العقوبات الأخرى لن تكون كافيةً أو رادعةً له.
كيف تعرفين أن أحد طلابكِ يتعرّض التحرش؟
يكمن سر اكتشافكِ كمعلمة تعرّض أحد طلابكِ للتحرش بفهم طلابكِ والتقرب منهم، عندها ستسهل عليكِ ملاحظة أي تغير في سلوكياتهم، كما سيُتاح لكِ إدراك العلامات التي تظهر على ضحية التحرش بسهولة، وفيما يأتي ذكرٌ مفصلٌ لهذه العلامات[٣]:
- إبلاغ الطالب عن كرهه لشخص ما: عندما يبلغكِ أحد طلابكِ عن كرهه لأحد زملائه أو معلميه في المدرسة يجب عليكِ عندها التحقيق في الأمر، فإلى جانب أن التحرش بالطلاب لا يقتصر على طلابٍ آخرين فحسب، بل يتضمن أيضًا أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية، فإن إبلاغ الطالب بأمر كرهه لشخص ما في المدرسة يثير العديد من التساؤلات التي يمكن الإجابة عنها من خلال التقرب أكثر من الطفل لمحاولة فهم مشاعره، فإذا أخبرتهِ ببساطة أن كل شيء طبيعي وأنه يجب عليه تعلم كيفية التوافق مع من يكرهه أو حتى إنكار مشاعره وتكذيبه، سيشعر بالعجز وبأنه لا يوجد مكان آمن يلجأ إليه.
- تجنب الطالب للمدرسة أو معلم أو طالب طالما أحبه: نادرًا ما ينتقل أحد الطلاب سريعًا من حب شيء ما إلى النفور منه وكرهه بين عشية وضحاها، فعندما يُضايق أحد طلابكِ من قبل طالب آخر أو معلم ستفضح عندها ملامح وجهه مكنونات نفسه، لأنه سيخشى لحظة اقتراب المتحرش منه وستظهر عليه علامات الضيق والتوتر والارتباك بوضوح.
- ظهور علامات التحرش: طالبكِ الذي وقع ضحيةً للتحرش ستظهر عليه علاماتٌ واضحةٌ يصعب التغاضي عنها، وفيما يأتي ذكر لها:
- يقضي الضحية الكثير من الوقت وحده بمعزلٍ عن زملائه الآخرين، فتراه يجلس وحيدًا في الأماكن غير المصرح له التواجد فيها أو يقف خلف أحد الأبواب في الظلام.
- يشكو الضحية أو يمقت طالبًا بعينه.
- يتصرف الضحية تصرفًا غير عادي، كأن يعاني من الأرق وضعف الشهية والخوف من لمسه أو معانقته أو حتى الاقتراب منه.
المراجع
- ↑“What Is Harassment?”، the balance careers, Retrieved 2020-8-1. Edited.
- ↑“How to Protect Students from Sexual Harassment: A Primer for Schools”, National Women’s Law Center, Retrieved 2020-8-1. Edited.
- ↑“HOW TO RECOGNIZE SIGNS OF HARASSMENT IN YOUR STUDENTS”, connolly music, Retrieved 2020-8-1. Edited.