إستكمالا للمقال الذي بعنوان:”معتقدات خاطئة في التربية الجزء الأول” نكمل حديثنا عن المعتقدات الخاطئة التي يقتنع بها الكثير من الآباء والأمهات والتي تؤثر بشكل سلبي على عملية تربيتهم لأطفالهم، فعلى كل أسرة أن تعرف هذه المعتقدات الخاطئة حتى تتخلى عنها وتستبدلها بالمعلومات التربوية الصحيحة.
5- إستخدام الضرب في التربية:
من أكثر المعتقدات الخاطئة هي إستخدام الضرب الشديد لتربية الأطفال وتعديل سلوكهم فالكثير من الأباء والأمهات لأنهم تربوا على الضرب أو الشدة يلجأوا للتعامل بها دائما ولكن للأسف هذا لا يحل المشكلة ولا يربي الأطفال ولا يعدل سلوكهم بل يعلمهم القسوة والعنف ويدفعهم للكذب والمراوغة ليتخلصوا من ذلك العقاب المؤلم والشديد، فالضرب في حد ذاته ليس المشكلة بل أحيانا يمكن إستخدامه في التربية لكن بشروط وأولها ألا يكون مؤلم وعنيف ثانيها ألا يكون على الوجه وألا يكون وسيلة للوالدين لتفريغ شحنات غضبهم وضيقهم من الطفل أو من أي شئ أخر، فلو فعل الطفل شئ خطأ هذا لا يعني أنه تحول لعدو ويجب القضاء عليه بل يعني أنه على الوالدين إستخدام الطريقة المناسبة لتقويم سلوك طفلهم وعليهم التحلي بالصبر والحكمة.
6- إن الأطفال كلهم يخرجون من قالب واحد:
فالكثير يعتقد إن الأطفال الصغار كلهم متشابهين في الطباع والميول والصفات وبالتالي يقارن الأهل أطفالهم بغيرهم من أطفال الأصحاب أو الجيران أو حتى زملائهم في المدرسة، وهم بذلك يهزوا ثقة الطفل بنفسه ويجعلوه يشعر بالدونية والنقص لأنه سيعتقد أن الأطفال الأخرين الذين يقارنوه بهم هم أفضل منه، ولكنهم لا يدركون إن كل طفل مختلف عن الأخرين تماما مثل البالغين فالله خلقنا كلنا مختلفين والطفل هو مثل الكبير لكن جسمه لم يكتمل نموه بعد، فعلى الوالدين معاملة الطفل من هذا المنطلق على إنه شخص كبير بالغ ذو شخصية مستقلة وله حقوق ومشاعر ولديه إهتمامات ومميزات مختلفة عن غيره.
ولكن إذا إضطر الوالدين لمقارنة طفلهم حتى يشجعوه على فعل شئ عليهم مقارنته بنفسه هو في مواقف أخرى تصرف هو فيها بشكل جيد ومناسب فهذا سيشعره بثقة في نفسه ويدفعه للتقدم.
7- الطفل كثير الحركة يكون سئ السلوك:
فدائما ما يسموه الطفل الشقي الذي يخرب كل الأشياء ولا يبقي شئ في مكانه وهذا يدفع الطفل للتصرف بشكل أسوأ وأيضا يعاند ولا يطيع ففهم نمط شخصية الطفل سيساعد الوالدين كثيرا في عملية التربية، فالطفل الحركي طفل ذكي ولماح وعطوف وحساس لكن لديه الكثير من الطاقة فالأفضل أن يستوعب الوالدين ذلك ويتعلموا طرق التعامل مع شخصية طفلهم ويجعلوا بينهم وبينه جسر مودة وحب وليس العكس، لأن المنتشر في التعامل مع الطفل الحركي أن الكل يتضايق منه ومن حركته الزائدة وحبه للإستطلاع حتى أقرب الناس إليه وهم والديه وأسرته فيلجأ الطفل للخارج للأصحاب أو المعارف ليجد القبول بينهم ويصبح تابع لهم يتأثر بحديثهم ويقلدهم ولا يستمع إلى الأسرة ونصائحها لأنهم هم من قطع حبل الود بينهم وبينه من البداية.
في النهاية نتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه النصائح التربوية وللمزيد تابعونا في قسم تربية الأبناء، وأنصحكم بقراءة هذا المقال بعنوان: “فن التحدث مع الأطفال“،ولا تنسوا أن تشركونا بتجاربكم في عملية التربية وأسئلتكم وأيضا تعليقاتكم.