عندما يمن الله على الزوجين بطفل يرزقهما معه غريزة فطرية فيكون لديهما عطاء بلا حدود، ورغم أن الوالدين ربما يضعوا هذا الطفل من أولوياتهم حتى أنهم يجعلوا إحتياجاته تسبق إحتياجاتهم وأيضا يتمنون له كل الخير إلا أننا لو سألنا أحد الوالدين: هل فكرت أن تصنع من هذا الطفل عالم مبدع؟ قد تكون الإجابة بكلمه واحدة مثل مستحيل أو أتمني ……. كيف؟
أؤكد لكم أنه ليس مستحيل حيث إن الله سبحانه وتعالي يرزقكم بالطفل كالصفحة البيضاء تنقشون عليها، كالعجينة اللينة تشكلونها، كما أنه كائن ذكي جدا لديه قدرات وميول يجب أن تنموها بطريقة صحيحة حتى تحصلوا على طفل عبقري مبدع، وهذا ما يحتاجه الطفل داخل الأسرة التي هي بمثابة الرحم الثاني بعد رحم الأم.
تربية طفل عبقري مبدع:
كلنا يعلم أن التربية هي الوعاء الذي تنتقل فيه ثقافة المجتمع من جيل إلي جيل لذا نهتم بالتربية الدينية، التربية الرياضية، التربية ا لفنية وغيرها، لكننا – كما توضح ا. إيمان عمر جعفر – نغفل أهمية التربية الإبداعية، ونعتبرها شئ من الرفاهيات أو الكماليات الغير مهمة في حياة أطفالنا، وبعد ذلك نبدأ في البحث عن طرق سهلة لتنشئة طفل عبقري أو مبدع.
ما هو مفهوم التربية الإبداعية؟
من هو الطفل المبدع أو المبتكر؟ ماهي معوقات الإبتكار داخل الأسرة؟ وأسئلة كثيره تدور حول الإبتكار عند الأطفال تجيب عنها د.جيهان محمود جوده مدرس علم النفس التربوي.
أسئلة هامة حول صناعة طفل عبقري مبدع:
- ماهو مفهوم التربية الإبداعية؟
إن القدرات الإبداعية موجودة لدي كل فرد ولكن الفرق في كم الإمكانات المتاحة للفرد لظهور عمل إبداعي.
فالتربية الإبداعية ببساطة هي كيفية توفير مناخ ينمي مهارات الطفل وقدراته الإبداعية.
وتعتمد التربية الإبداعية علي إثارة العقل للتفكير بتسلسل غير مألوف والبحث عن حلول، فهذا النوع من التربية يركز علي تنمية مهارات التفكير التباعدى ولنعطي أمثلة:
توجه الأم سؤال للطفل:ماهي الإستخدامات المختلفة لهذه الورقة؟
ماذا تفعل لو أنك تطير مع العصافير وتغرد معها؟
ماذا لو إنتقل بنا المنزل إلي وسط النهر؟
تسرد للطفل قصه دون نهاية وعليه أن يضع النهاية.
نترك الطفل يقوم بحل مشكلة خاصة بألعابه لننمي عنده مهارة حل المشكلات.
حين يمشي في الشارع تتحدث معه الأم وتركز علي التفاصيل التي تدفعه للملاحظه والتأمل.
وتترك الأم المجال مفتوحا للطفل وتستقبل إجاباته العديدة بتقديم التعزيز الإيجابي الذي يدعم الثقه بالنفس.
- قد تتساءل الأم هل يقتصر الإبداع علي الطفل شديد الذكاء؟
وتبشر د.جيهان قائله: لقد أثبتت الدراسات بأن الإرتفاع في درجة الذكاء لايتبعه بالضرورة إرتفاع في القدرات الإبداعية، وإن المبدع يحتاج إلي قدر متوسط من الذكاء، لكن برأيي أننا نحتاج إلي أم شديدة الذكاء تهيئ المناخ المناسب لتنمية قدرات الطفل الإبداعية وخاصة في المرحلة العمرية من 3-5سنوات فهي مرحله هامة جدا.
- كيف توفر الأم المناخ الإبداعي الجيد للطفل؟
توفير المناخ الإبداعي المناسب له شقين: تهيئة المناخ الخارجي ويتمثل في الجو المحيط بالطفل وإحتياجه لأسره هادئة مستقرة، وتهيئة المناخ الداخلي وهو مرتبط ببعض السمات لدي الطفل مثل الفضول وحب الإستطلاع وروح المغامرة والتحدي فيجب علي الأم إستغلال سماته الشخصية لتنمية القدرات الإبداعية من خلال الأنشطة والألعاب.
- من هو الطفل المبدع؟
هو الطفل الذي لديه القدرة علي التعبير الحر الذي يمكنه من إكتشاف المشكلات والمواقف الغامضة وذلك من خلال تقديم أكبر عدد من الإستجابات غير المألوفة والتي تتميز بالمرونة والحداثة للطفل نفسه، تتنوع أشكال التعبير حركي – فني – قصصي….
لو قابل الوالدين أفكار الطفل الغير مألوفة بالإستنكار والإهمال فإن هذا يجعل أطفالنا يتمسكون بالطرق التقليدية في التفكير ويخافون من التعبير عنها.
- ما هي معوقات الإبتكار التي ينبغي أن تتجنبها الأسرة؟
الخلافات الأسرية لما لها من أثار سلبية علي الطفل، الإنشغال عن الطفل وتركه أمام التلفاز، الإتجاهات الوالديه الخاطئة تربويا ونفسيا مثل التفرقة بين الأبناء – والتدليل الزائد – الإهمال.
أيضا النقد المستمر الذي يجعل الطفل يخشي الفشل ويؤثر علي ثقته بنفسه، عدم التواصل بين الأسرة والروضة، نوعية الألعاب المقدمه للطفل فمثلا المسدس كيف ينمي الجانب الإبتكارى عند الطفل.
- هل التعليم في بلادنا يساعد علي تنمية الجانب الإبتكارى لأطفالنا؟
للأسف الطفل في الروضة غارق في تعلم القراءة والكتابة والحفظ وهذه المرحلة العمرية تحتاج إلي أنشطة وألعاب لتنمية المهارات والقدرات الإبداعية للطفل، هل نخرج بأطفالنا إلي معسكرات لنعطيهم فرصه للإستكشاف والتأمل والملاحظة؟
نحن نحتاج إلي تخطيط تربوي للتعامل مع هذه المرحلة العمرية حتى تجني مجتمعاتنا ثمارا طيبة فيما بعد وتستقبل كوادر تلبي إحتياجات هذه الأمة.
- هل من روشتة إبداعية نقدمها للأسرة؟
1- أؤكد مرارا وتكرارا علي الإحتياجات النفسية للطفل من الحب والحنان وتقدير الذات والشعور بالأمان ولنجعله يتمتع بقدر كاف من الثقه بالنفس.
2- ينبغي علي الأسرة عدم نسيان أو تجاهل الفروق الفردية بين الأطفال فلكل طفل إمكاناته وقدراته.
3- تقديم الألعاب التى تساعد الطفل علي التجريب والإكتشاف وتنمي مهارات التفكير مثل ألعاب الحل والتركيب(البازل)، القص واللصق وهكذا.
4- لا نقدم للطفل حلولا لمشكلته حتي ننمي عنده مهارة حل المشكلات فمثلا يريد اللعبة من مكان مرتفع بحجرته ندعه يفكر كيف يصل إليها بدلا من أن تحمله الأم للحصول عليها.
5- إعط للطفل فرصه لإختيار ملابسه عند الشراء أو إختيار مكان للتنزه فيه حتي ننمي عنده مهارة إتخاذ القرار.
6- إستغلال المواقف اليومية لننمي قدرة الطفل علي الملاحظة والإستكشاف مثلا (تمسك الأم بلعبه وتتركها وتسأله لماذا سقطت علي الأرض؟أين ذهب السكر الذي وضعناه في كوب الشاي؟).
7- الحوار مع الطفل والإستماع له والإستمتاع بخياله.
8- لنجعل للطفل مكتبة صغيرة في حجرته بها القصص حتى نغرس حب القراءة وإحترام الكتاب منذ الصغر.
9- وأخيرا أوصي كل أسرة بالتواصل مع الروضة حتى تتكامل الجهود المبذولة مع الطفل.
نتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه المعلومات والنصائح التربوية وللمزيد تابعونا في قسم تربية الأبناء، وأشركونا دائما بتعليقاتكم وأسئلتكم وكذلك تجاربكم.