نقدم لكم اليوم مقالا حول الحضارة الاغريقية ، وهي إحدى حضارات العالم القديم التي استمرت لمئات الأعوام قبل التاريخ، وتعتبر من أعظم الحضارات التي عرفتها البشرية في تاريخها القديم مع الحضارة الرومانية والحضارة الفرعونية والفارسية، وقد تركت تلك الحضارات آثارًا تدل عليها حتى الآن. فتعالوا معنا عبر هذا المقال من موسوعة لنتعرف بشيء من التفصيل على حضارة اليونان القديمة.
الحضارة الاغريقية
الحضارة الإغريقية أو حضارة اليونان القديمة هي الحضارة التي امتدت منذ عام 1200 قبل الميلاد، وانتهت عام 323 قبل الميلاد بعد وفاة الإسكندر الأكبر
عوامل قيام الحضارة الاغريقية
هناك العديد من العوامل التي ساهمت بشكل أساسي في نشأة الحضارة الإغريقية ومن أبرزها:
- العامل التاريخي: بدأ اليونانيون في محاولات تشييد المعابد المختلفة لمواجهة قوات الفرس، وبعد الانتصار عليهم قاموا ببناء المعابد في عهد بركليز في القرن الخامس قبل الميلاد. كان الإسكندر الأكبر هو أهم جسر للتواصل بين اليونانيين ودول البحر المتوسط، عندما قام بالدخول إلى مصر وتأسيس مدينة الإسكندرية، وقام بضم المملكة المصرية إلى الإمبراطورية اليونانية القديمة.
- العامل المناخي: تميزت اليونان القديمة بمناخها المعتدل طوال العام، وهو ما ساهم في تحفيز الناس لممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي، دون التأثر بالظروف المناخية الصعبة من المطر الشديد أو الحرارة الشديدة مما أتاح الفرصة للإغريق لمواصلة بناء دولتهم.
- العامل الجيولوجي: اهتم اليونانيون القدماء بتزيين المعابد وزخرفتها بشكل يبعث السرور في النفوس عند زيارتها، فحرصوا على استخدام الأحجار الفخمة ذات الألوان الزاهية، فتميزت المعابد اليونانية القديمة بأنها مصنوعة من الرخام والعديد من الأحجار الثمينة الأخرى، مما يعطي طابعًا فخمًا لتلك المعابد، كما أنها اعتمدت على الأشكال الهندسية المنضبطة لكي تعطي مظهرًا مميزًا لها.
- العامل الديني: هو أحد العوامل الهامة في قيام الحضارة الإغريقية حيث اعتمدت اعتقادات اليونانيين القدماء على عبادة الأشخاص أو الظواهر الطبيعية، وكان الرهبان ورجال الدين يسيطرون على الشعوب بشكل كبير جدًا.
الأدب في الحضارة الاغريقية
يعد الأدب اليوناني القديم من أقدم الآداب التي عرفها العالم وأكثرها تأثيرًا في جميع دول العالم، وقد عرف اليونانيون القدماء العديد من الأنواع المختلفة من الآداب والفنون منها:
الشعر
عرفت الحضارة الإغريقية أنواعًا مختلفة من الشعر وكان الشعر هو أول الفنون الأدبية التي عرفها اليونانيون القدماء.
الشعر الملحمي: الملحمة هي قصيدة طويلة يحكي فيها الشاعر البطولات التي شهدها عصره سواء كانت لأشخاص عاديين أو بطولات الآلهة. وكان الشعر الملحمي واحدًا من أهم الأنواع الشعرية التي عرفها اليونانيون. ومن أبرز الملاحم الشعرية التي لا زالت موجودة حتى الآن ملحمتي الإلياذة والأوديسة، وكانتا من نظم الشاعر الإغريقي هومر في عام 800 قبل الميلاد تقريبًا.
الشعر الغنائي: عرف اليونانيون أنواعًا شعرية أقصر من الملحمة كانت تسمى القصائد الشعرية. وبعد أن كانت الملاحم تصف البطولات، أصبحت القصائد الغنائية تعتمد بشكل أساسي على وصف المشاعر. وكان الشاعر في الأغلب يقوم بإنشاد قصائده في جمع من الأصدقاء المقربين
الشعر الرثائي: كان عند الإغريقيين مرتبطًا بشكل كبير بالشعر الغنائي. وكانت قصائده في أغلبها عبارة مقاطع شعرية مكونة من بيتين، ومن أشهر شعراء الرثاء اليونانيين: كالينوس، ترتايوس، وثيوجنيس.
المسرح
بدأ اليونانيون في معرفة الشعر المسرحي في العصر الذهبي، والذي أصبحت فيه أثينا مركز الثقافة الإغريقية، وعرف اليونانيون وقتها ألوانًا جديدة من الأدب تمثلت في الأدب المسرحي الذي تنوع إلى:
المسرحيات الهزلية: أو مسرحيات الملهاة انتشرت بشكل كبير في خلال القرن الخامس قبل الميلاد، وكانت تلك المسرحيات تعكس الحياة الأثينية وما يعيشه الأفراد فيها والحريات والديمقراطية التي كانوا يتمتعون بها، ومن أبرز كُتّاب المسرحيات في هذا العصر: أريسطوفانيس. وفي نهايات القرن الخامس قبل الميلاد اندثر هذا النوع من المسرح حيث لم يُسمح له بالتواجد على خشبات المسارح في أثينا وحل محله ما عرف باسم الكوميديا الحديثة والتي كانت تناقش مشكلات الفرد في تلك الأيام.
المسرحيات المأساوية: كانت المسرحيات المأساوية هي أهم الأشكال الأدبية التي عرفها اليونانيون خلال العصر الذهبي، وكان أبرز كُتّاب المسرحية المأساوية: إيسخليوس، سوفوكليس، بوربيدس، وكان كل منهم ينفرد بميزات مختلفة عن الآخر تميز المسرحيات التي يكتبها على الرغم من أنها جميعًا تندرج تحت نوع واحد من أنواع المسرحيات وهي المأساة.
المراجع
1
