وذكر موقع نورديك مونـيتور، السويدي المتخصص في الشأن التركي أنه حصل على وثائق تثبت أن شركة “سادات” التركية العسكرية استطاعت الحصول على تأييد القيادي في حزب الإصلاح الإخواني، عبد المجيد الزنداني.
وقال الموقع إن أردوغان يسثمر كثيرا في تنظيم الإخوان الإرهابي سعيا لتحقيق المزيد من النفوذ في اليمن، مشيرا إلى أنه أرسل كبير مستشاريه العسكريين إلى صنعاء عام 2014.
وفي ذلك العام، التقى الضابط السابق والمستشار عدنان تانريفردي القيادي الإخواني اليمني، تحت غطاء المنظمات غير الحكومية، وهي الوسيلة التي تعتمدها أنقرة لتمرير مخططاتها التوسعية في المنطقة.
وذكر “نورديك مونـيتور” أنه حصل على سجلات داخلية من شركة “سادات” التي يعتقد أنها في الحقيقة قوة شبه عسكرية موالية لأردوغان.
وأصبحت هذه القوة، التي يقودها تانريفردي، أداة أنقرة في التدريب والدعم اللوجستي للإرهابيين في تركيا وسوريا وليبيا.
ويأتي هذا الكشف بعد مرور أسابيع على وصول الزنداني إلى تركيا، حيث التحق بأفراد أسرته هناك، التي تعمل على الترويج للإخوان وغيرهم من عناصر التنظيمات الإرهابية.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد نشر في عام 2020 أن تركيا تعمل على قدم وساق لنقل مرتزقة سوريين إلى اليمن عبر قطر.
وقال إن عناصر الاستخبارات التركية في عفرين السورية شكلوا غرفة عمليات بغية تنظيم نقل مرتزقة سوريين للمشاركة حرب اليمن.
مد النفوذ
ويبدو أن تركيا التي بدأت بالفعل في التغلغل في اليمن بذرائع مختلفة، تريد مدّ أطماعها ونفوذها إلى منطقة باب المندب وخليج عدن، حيث تقيم أكبر قاعدة عسكرية لها في الصومال المجاورة.
وجرى اللقاء بين ممثلين عن المجموعة التركية والزنداني في مكان ما بالعاصمة اليمنية بين 19-20 فبراير 2014.
ونقل محضر الاجتماع، الذي حضره 10 أشخاص من الجانبين، قول الزنداني “إن تركيا بقيادة أردوغان ستقود العالم الإسلامي قريبا”.
وأضاف الزنداني أن أردوغان حاليا “يقوم بتطهير ساحة المعركة، مشيرا إلى أن الرئيس التركي يعد لعملية كبرى ستحدث في المستقبل.
ولم يشمل المحضر جميع تفاصيل الاجتماع، لكنه أشار إلى أن بعض الملاحظات لم تكتب وجرى نقلها شفاهة لأنها شديدة الحساسية، وخشية تسريبها إلى وسائل الإعلام.
تفاصيل غريبة
واستقال عدنان تانريفردي من منصبه (كبير المستشارين العسكريين لأردوغان) في يناير 2020، لكنه واظب على تقديم المشورة له، واعترف في وقت لاحق بأنه التقى الزنداني.
ولكن الأمر الغريب الذي صرح به المسؤول التركي هو أنه ناقش مع القيادي الإخواني مسألة “المهدي المنتظر”.
وتابع: “سألته (عبد المجيد) هل يكون هناك اتحاد بين الدول الإسلامية؟ فقال سيكون هناك اتحاد. سألته: “متى سيحدث ذلك؟” فأجاب: “عندما يأتي المهدي”.
لكن بعيدا عن هذا الحديث الخارج عن المألوف، يقول موقع “نورديك مونـيتور” إن عبد المجيد الزنداني أقام صلات قوية مع متشددين في تركيا منذ سنوات طويلة، وتحديدا منذ عهد الرئيس الأسبق نجم الدين أربكان، حتى أن الأخير ساعده في تأسيس جامعة “الإيمان” في صنعاء.
موال لأردوغان
وكشفت صحيفة “نيويورك تايمز “عن الروابط المالية لعبد المجيد بالمتشددين الأتراك، ووصفت جماعته بأنها “مصنع لإنتاج المتطرفين”.
وظهر الزنداني بشكل متكرر في وسائل الإعلام الموالية لأردوغان، حتى أنه قال في مقابلة إنه كان “يصلي من أجل أردوغان”.
وخلال الاحتجاجات التي شهدها العالم العربي في 2011، دعا الزنداني إلى “الجهاد في سوريا” بغية إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، وهو الهدف الذي كانت تسعى إليه تركيا حينها. وكان الطرفان: الإخوان وتركيا يعتبرون أن الفوضى فرصة لتحقيق أجندتهم، بحسب التقرير.
وعلى الرغم من انتقال الزنداني إلى تركيا في 20 نوفمبر 2020 ، إلا أن أفراد عائلته وأتباعه المخلصين سبقوه منذ فترة طويلة وعملوا عن كثب مع حكومة أردوغان للترويج للإخوان وغيرها من الجماعات الإرهابية.
وبين الحين والآخر، ظهر نجل القيادي الإخواني عبد الله الزنداني على وسائل الإعلام التركية مرارا.
وشوهد ياسين أكتاي، مستشار أردوغان لعلاقات تركيا مع الدول العربية والإسلامية بجانب عبد الله الزنداني عندما تزوج حفيد عبد المجيد في تركيا في فبراير 2016.