‘);
}

من الذي ربّى الرسول

ولِد النبي يتيماً فتربي عند أمه آمنة بنت وهب وتولت رضاعته عدداَ من المرضعات، وبعد بلوغه سن السادسة توفيت أمه فعكف جده عبد المطلب على تربيته، وبعد وفاة جده، رباه عمه أبو طالب إلى جانب أولاده إلى أن كبر واشتد عوده[١]. وفيما يأتي تفصيل لكل من ساهم في تربية النبي وتنشئته في صغره:

مرضعات الرسول

كانت ثويبه مولاةُ أبي لهب المُرضعة الأولى للنبي -عليه الصلاة والسلام-، وأرضعت معه عمه حمزة وأبا سلمة، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أرْضَعَتْنِي وأَبَا سَلَمَةَ ثُوَيْبَةُ)،[٢] ثُمّ أخذته حليمة السعديّة لترضعه، حيث جاءت مع بني قومها؛ لأخذِ بعض الأطفال الرُضّع من أجل المال، وكان أهل مكّة يذهبون بأطفالهم للمُرضعات في البادية؛ لتعلّم الفصاحة، ونقاء الهواء فيها، فأخذت حليمة النبي -عليه الصلاة والسلام-، ومكث عندها خمس سنين، وكان ذلك سبباً لظهور البركة والرزق عندها، فقد عُرِض النبي -عليه الصلاة والسلام- على جميع المرضعات؛ فأبوا أن يأخذوه لأنه يتيم، فلمّا قدِمت حليمة متأخّرة؛ وذلك لبُطْء إبلها من شدّة الجوع والتعب، لمْ تجِد إلا محمّداً، وكانت جميع النساء قد أخذن نصيبهنّ من الأطفال للرضاعة، فأخذته حليمة حتى لا ترجع إلى البادية خالية الوِفاض، وعندما أرضعته درّ الحليب ببركة، فشرب هو وأخوه ضمرة من الرّضاع، فارْتَوَيا وناما.[٣]