‘);
}

صفات الرسول قبل الإسلام

اتّصف النبي -عليه الصلاة والسلام- مُنذ نشأته بالصفات الحميدة، وكان أبعد الناس عن الصفات الذميمة، وعُرِف بالصدق، والأمانة، والعفّة، والحياء، وكان حريصاً على بذل النّصح والخير للناس،[١] كما أن صفاته كانت موجودةً في الكُتُب السماويّة السابقة، وينبغي على المُسلم معرفة أخلاقه؛ لأنها تدلّ على صدقه -عليه الصلاة والسلام-، وبها يقتدي المسلم ويتأسّى بنبيّه الكريم، لقوله -تعالى-: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)،[٢][٣] ومن أهم الصفات التي اتّصف بها النبي -عليه الصلاة والسلام- قبل بعثته ما يأتي:

وفور ورجاحة عقل الرسول

كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يتمتّعُ بِعقلٍ راجحٍ، وكان ذلك كافيّاً لأن يُقيم مُجتمعاً ودولةً من غير وحيّ، ولكن من تمام نعمة الله -تعالى- عليه أنْ جعله نبيّاً، فجمع بين عالم الشهادة بعقله وعالم الغيب بالوحي من ربّه، فُجُمع له الكمال البشريّ، وقد ظهر ذلك جليّاً منذ صغره، وعند اهتمام جَدِّهِ به، وتعويده على الجُلوس بين الرِجال، واهتمام عمّه أبو طالب به بعد وفاة جدّه، وكان يتميّز برجاحة عقله عن بقيه الأبناء والأقران، وقد أخَذه عمّه معه في تجارته وترحاله وهو في الثانيّة عشرة من عُمُره، فاجتمعت فيه الخبرة منذ الصِّغر، والتقى بالراهب وأخبره بكراهية اللّات والعُزّى، لأنّه قائمٌ في عقله أنّها لا تملك الضرّ والنفع، ومما يؤكد صفة رجاحة العقل عند النبي -عليه الصلاة والسلام-؛ رُجوع قُريشِ إليه عند النِزاع؛ لما يرون فيه الحِكمة،[٤] مما ساعد على محبة الناس له، وكان جدّه عبد المُطلب يُجلسه إلى جانبه على الفراش، ويقول لأعمامه عندما يُحاولون انتزاعه عن فراشه: “دعوا ابني، فوالله إن له لشأناً”.[٥]