‘);
}

الأحزاب في غزوة الخندق

يعود سبب غزوة الخندق إلى أنّ اليهود وبالإضافة إلى كرههم وحقدهم لرسول الله وصحابته، ازداد ذلك الحقد لمّا أبعدهم رسول الله عن المدينة المنورة، فتوجّهوا إلى خيبر وبدأوا بتحريض قريش وقبائل الأحزاب ضدّ رسول الله وصحابته، وأقنعوهم أنّهم يداً بيد، وواقفون معهم وفي صفّهم، فاجتمعوا مكوّنين اثني عشر ألف مقاتلٍ، وتوجّهوا إلى المدينة المنورة، وقاموا بحصارها خمسة عشر يوماً، ولم يمنعهم من الدخول إليها إلا ما حفره رسول الله من الخندق حولها، ثم أرسل الله عليهم الملائكة والريح، فانصرفوا عائدين دون قتال،[١] وقد كان هؤلاء الأحزاب مجتمعين من خمسة أصناف، وهم: المشركون من أهل مكة، والمشركون من القبائل العربية، واليهود من خارج المدينة، وبنو قريظة، والمنافقون، أمّا المسلمون فقد بلغ عددهم ثلاثة آلاف مُجاهد.[٢]

المشركون من العرب

شكّل اليهود في خيبر مجموعةً ليقوموا بالطواف على القبائل وإخبارهم بإرادة غزو المسلمين، وتكوّنت هذه المجموعة من حيي بن أخطب رئيساً، والأعضاء هم: سلام بن مشكم، وكنانة بن أبي الحقيق، وهوذة بن قيس الواثلي، وأبو عامر، وتوجّهت هذه المجموعة إلى زعماء مكة بعد أربعة أشهرٍ من إجلائهم من المدينة، فعرضوا عليهم مخطّطاتهم لغزو المسلمين، فما كان من الزعماء إلّا الفرح والسرور والموافقة على ما رأوه من الجهود المبذولة في سبيل القضاء على الإسلام والمسلمين،[٣] ثم توجّه هذا الوفد بعد انتهائه من قبائل قريش إلى قبائل غطفان في نجد؛ لكي يعرضوا عليهم ما وافق عليه يهود المدينة، فبدأوا بالرعية ثم الزعماء، حيث تحدّثوا إلى عيينة بن حصن؛ وهو أكثر رجلٍ مُطاع بين قبائل غطفان آنذاك، وعرضوا مخطّطاتهم على الحارث بن عوف قائد بني مرّة، وأبي مسعود بن رخيلة قائد بني أشجع، وسفيان بن عبد شمس قائد بني سليم، وطليحة بن خويلد قائد بني أسد، فوافقوا جميعهم، وتمّ الاتّفاق على تنفيذ هذه المخطّطات بتفاصيلها.[٤]