‘);
}

الصحابة رضي الله عنهم

إنّ حبّ أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام من الأمور الواجب الإيمان بها في عقيدة أهل السنة والجماعة، وقال الطحاوي رحمه الله في ذلك: (ونحبُّ أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا نفرِّط في حبّ واحدٍ منهم، ولا نتبرّأ من أحدٍ منهم، ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكُرهم، ولا نذكُرهم إلّا بخير، وحبُّهم دين وإيمان وإحسان، وبُغضهم كفرٌ ونفاق وطغيان)، فالصحابة من أفضل الناس بعد الأنبياء والرسل عليهم السلام، وتجدر الإشارة إلى أنّ تعظيم مكانة الصحابة ومحبّتهم من تعظيم ومحبّة الرسول عليه الصلاة والسلام، ومن الفضائل التي تخصّص الصحابة بمكانةٍ رفيعةٍ خيريتهم؛ حيث إنّهم خير القرون، وممّا يدل على ذلك ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (خيرُ هذه الأمةِ القرنُ الذين بعثتُ فيهم، ثمّ الذين يلونهم)،[١] كما أنّهم نقلوا الشريعة من الرسول إلى الأمّة من بعده، ونشروا بينهم العديد من الفضائل والأخلاق الكريمة من الصدق والنصح وغيرها، وقدّموا البطولات العظيمة في الفتوحات الإسلامية.[٢]

عبد الله بن مسعود

هو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب، يُكنّى بأبي عبد الرحمن الهذلي المكيّ المُهاجريّ البدريّ، كان حليفاً لبني زهرة، ومن الصفات الخًلقية التي اتصف بها أنّه لم يكن ذا طول، وكان وزنه خفيفً جداً، أما إسلامه فرُويَ أنّه كان من أوائل الذي أسلموا، وقيل إنه سادس من أسلم، وشارك في غزوة بدر، وأُحُد، والخندق، وبيعة الرضوان، وغيرها من الغزوات والمشاهد، وهاجر الهجرتين، وأمّه من بني زهرة وهي أمّ عبد بنت عبد ودّ بن سوي.[٣]