كل إنسان يسعى دائما لتحقيق كل مل يريده بسهولة و يطمح للوصول للكمال في كل شئ ولكن نحن بشر لا يمكن أن نصل للكمال , وما علينا سوى السعي و الأخذ بالأسباب لتحقيق ما نريد أو ما يجب أن نفعله , وتنظيم الوقت شئ مهم جدا جدا لمن يريد القيام بأكثر من شئ ولكن أحيانا تجد الشخص لا يعرف من أين يبدأ؟ أو كيف؟ أو متى؟ و تساؤلات شتى سنحاول الإجابة عنها في هذا المقال بإذن الله.
أولا: الورقة و القلم:
لابد لمن يريد أن ينظم وقته و ينجز مهامه أن يحددها بشكل واضح و يبدأ بكتابتها محددة صريحة وأمام عينيه و هذه أول خطوة صحيحة في طريق تنظيم الوقت , ولا نلزم كل شخص بالورقة والقلم فقط بل يمكن استخدام أي شئ للتدوين كالسبورة مثلا أو لوحة أو حتى الموبيل و التابلت , أهم شئ تحديد ما يجب أن يقوم به الشخص بوضوح و تحديد , ولعل الورقة و القلم سر من أسرار نجاح الغرب في تنظيم وقتهم و إنجازهم لمهامهم.
ثانيا: ترتيب المهام حسب الأولويات:
فكل شخص يختلف في أولوياته عن غيره , فيجب على كل شخص تحديد الأولويات و البدأ بها في جدوله اليومي مثلا: ربة المنزل ستحدد أول أولوياتها” تحضير الإفطار ثم إيقاظ الأطفال ثم غسيل الصحون ثم وضع الملابس في الغسالة …….” وهكذا لكن الأب سيضع أولوياته بشكل مختلف فسيبدأ مثلا” بالإستيقاظ و الإفطار و توصيل الأبناء للمدرسة ثم الذهاب للعمل ثم مقابلة صديق بعد العمل و العودة للمنزل و …..” وهكذا فكل شخص يختلف حسب ظروفة و أولوياته في ترتيب ما سيقوم به.
ثالثا: المرونة:
لابد من تقبل أي تغيير طارئ يجد على الجدول اليومي و لا نشعر بضيق و حزن لوجود شئ طارئ يعطل أو يلغي شئ في الجدول , فهذا شئ لابد أن نستعد له نفسيا و نكون مهيئين لحدوث أي شئ , لأن أي شخص يكتب جدول و يحدد مهامه يعتقد أنه بذلك نظم كل شئ و أن الامور كلها ستسير على هذا الجدول , وإذا حدث له أي شئ طارئ يسبب ذلك له إحباط و ضيق و قلق و هذا شئ مضر جدا لنفسيه الشخص فالجدول ليس مقدس ولا يجب دائما تنفيذه كما هو فالمرونه مطلوبه فنحن كما قلنا بشر لا نعلم الغيب و القلق و الضيق لن يغيروا من الواقع فما حدث حدث و كان مقدرا له أن يحدث فالغضب و الضيق سيضر الشخص أكثر من المطلوب , فالمطلوب المرونة في الجدول و توقع أي شئ طارئ و التعامل معه بحسب القدرة بدون الشعور بالتقصير و الضيق.
رابعا: لا تجدول كل الوقت:
لابد من ترك بعض الوقت الغير مجدول حتى لو وقت بسيط للأشياء البسيطة التى من الممكن أن تتخلل الجدول أو للراحة البسيطة بين المهام أو إذا جد شئ غير متوقع و هذا شئ مهم جدا للمبتدئين في الجدول فربما لم يحسنوا تحديد الوقت المناسب لكل مهمة , فوجود بعض الوقت الغير مجدول يعطي بعض الحرية للتحرك أثناء تنفيذ المهام.
خامسا: خصص وقت لنفسك:
من أهم الأشياء لأنجاح الجدول و تنفيذ المهام تحديد وقت لنفسك حتى لو وقت بسيط تشرب فيه مشروب مثلا حتى لا تشعر أنك كالألة التى يجب أن تنجز المهام ولا يوجد راحة لها أو وقت للإستجمام -حتى لو قليل- فهذا مهم جدا لتصفية الذهن و استجماع النشاط لإستكمال باقي المهام .
سادسا: طلب العون:
بالتأكيد يوجد خلال اليوم بعض المهام البسيطة والتي يمكن غيرك القيام يها فلا تتردد أبدا من طلب العون ممن حولك كالزوج أو الزوجة أو الأخ أو الجار أو الأب أو الأم أو الصديق أو غيرهم فهذا من شأنه توثيق العلاقات بالآخرين و كذلك عدم الشعور بالوحدة و الضغط فطلب العون شئ سيسهل عليك الأمر و كذلك سيشعرك بعدم الوحدة.
وفي النهاية أود ذكر بعض الأشياء الهامة بشأن تنظيم الوقت:
كتابة الأشياء أو المهام التي يجب القيام بها في اليوم قد يكون شاق و مجهد في البداية لكنه مفيد و مع التعود سيصبح روتين يومي نقوم به و نستخدمه بسهولة و يسر وهو فعال جدا و يستحق بذل الجهد فيه و لو حتى بذلنا بعض الجهد في يوم سنلاحظ أن نفس الجدول قد ينفع لأيام أخرى و لن يستغرق الأمر نفس الوقت في كل مرة و كذلك سيساعدنا كتابة الأشياء على عدم نسيان أي أمر أو مهمة كان لابد القيام بها , و عند الإنتهاء من بعض المهام أثناء اليوم وعند و ضع علامة صح أمام ما تم إنجازه سنشعر بالفخر و الرضا وهذا سيعطينا دافع لإستكمال باقي المهام , وكذلك إذا استمرينا على هذا سنلاحظ توفير بعض الوقت الذي كان يضيع في الحيرة أو التفكير في ما يجب القيام به مثل:” هل هذا قبل هذا؟ أم لابد أن أقوم بماذا هنا ؟أو ما هو الذي نسيت القيام به؟” و هكذا.
ففكرة تنظيم و تقسيم الوقت حسب ما يجب القيام به و المهام الضرورية ثم التي تليها سيساعدنا كثيرا في النجاح و التقدم و عدم هدر الوقت الذي يعتبر رأس مالنا ما دمنا على قيد الحياة و أود لفت انتباه الأبوين خصيصا إلى أن تنظيم وقتهم سينشأ أطفال منظمين و مرتبين يعرفوا هدفهم و يرتبوا وقتهم للوصول إليه وسيقلدون الوالدين في الترتيب والتنظيم, جربوا هذه النصائح الذهبية و شاركونا أرئكم و تجاربكم و نسعد دائما بتعليقاتكم و أسئلتكم .