إن من أكثر الأمور التي تخيف كل زوجة جديدة التعامل مع أم الزوج “الحماة” , لأنها تسمع كثيرا عن المشكلات التي تحدث بين زوجة الإبن و الحماة , و للأسف الأفلام و المسلسلات ساعدت على ترسيخ هذه الصورة السيئة للحموات , و لكن توجد بعض الحيل و النصائح يمكن لكلى الزوجين إستخدامها للتعامل مع الحموات مما يقلل بنسبة كبيرة المشكلات التي تحدث بسبب قلة خبرة الزوجين في التعامل مع حمواتهم.
السبب المنطقي:
إن السبب المنطقي لحدوث مثل هذه المشكلات في بداية الزواج يمكن أن يكون قلة خبرة الزوجين في التعامل مع الحموات , فكما اعتبرنا في مقال سابق – بعنوان “نصائح للأسرة الجديدة (الإختلافات الطبيعية)” – الإختلافات التي تحدث بين الزوجين في بداية الزواج شئ طبيعي , نستطيع أن نعتبر الإختلاف مع الحماة شئ أيضا طبيعي , و مع مرور الأيام سيتعرف كل طرف على الأخر جيدا و ستزول بعض تلك الخلافات – الطبيعية – و ربما السبب المنطقي الآخر هو عدم تعود أو تقبل الطرفين للوضع الجديد فأم الزوج أو أم الزوجة كانت تعتاد طوال الوقت على وجود إبنها أو إبنتها بجوارها بالمنزل , لكن الإحساس الذي يستحوز على الحماة بعد زواج ابنها أو ابنتها أن كل منهم أصبح مهتم أكثر بشخص أخر و وقته كله ملك أسرته الجديدة لذا فعلينا أخذ هذا السبب بعين الإعتبار.
هكذا تعاملوا حمواتكم:
إن الأشخاص الكبار بالسن عموما و الحموات خصوصا بعد زواج أبناءهم يشعرون بأن دورهم بالحياة قارب على الإنتهاء , و أن سنواتهم أصبحت معدودة و لكن هناك طريقة مفيدة جدا في التعامل مع الحموات و الأشخاص الكبار بالسن تشعرهم بأن دورهم بالحياة مازال قائم , و هو إشعارهم بأن دورهم هو إعطاءنا الخبرات التي تعلموها و مروا بها , حتى و إن كنا لسنا بحاجة فعلية لهذه الخبرات الآن , لكن طلبنا مساعدتهم و خبراتهم سيشعرهم بذاتهم و يسعدهم مما يحسن العلاقات معهم.
مثال:
بعد الزواج بوقت قصير عزمت الحماة ابنها و زوجته و صنعت لهما طعام من ضمنه مثلا صينية بطاطس , لابد أن تشكر الزوجة في مذاق الطعام و تمدح في ترتيب السفرة و عليها أن تطلب من الحماة أن تعلمها طريقة صنع صينية البطاطس هذه لأن مذاقها لا يوصف و تطلب منها بالتفصيل أن تعطيها كل خبرتها في صنع صينية البطاطس بل و تطلب منها أيضا أن تستعين بها في معرفة بعض الأكلات التي تجيدها الحماة و الزوجة لا تعرف أن تضبط المقادير.
بعد هذا الموقف أتوقع تحسن في العلاقة بين هذه الزوجة و أم زوجها , و حتى إن كانت الزوجة ليست بحاجة فعليه لمعرفة طريقة صينية البطاطس لكن طلبها و إلحاحها في التعلم من خبرة أم زوجها أعطاها شعور بالراحة تجاه زوجة ابنها و لن تنشب – إن شاء الله – بينهما خلافات كبيرة في الوقت القريب.
هل يوجد ملائكة على الأرض؟
علينا أن نكون واقعيين فنحن لسنا ملائكة و كذلك أهل الزوج أو الزوجة , فحدوث بعض المشكلات أو المواقف العابرة شئ من الطبيعي حدوثه , فكل شخص يمر خلال حياته بأوقات عصيبة و ضغط نفسي و ألم بسبب المرض و كذلك حزن أو ضيق , و بما أن الزوجة أو الزوج أصبحوا جزء من العائلة – بالنسبة للحماة – فمن الطبيعي أن يشتركوا في المواقف الجيدة و الصعبة أيضا , بل و دور الزوجين محاولة تهوين مثل هذه المواقف على أمهاتهم بالرد الطيب و الحنان و الحب و التأدب في التعامل .
فعلى كل زوج أو زوجة إعتبار مثل هذه المواقف مع أهل الطرف الآخر زوبعة في فنجان و لا يدعوها تؤثر على العلاقات الدائمة بينهم , ولا يجب بأي حال من الأحوال تفسير الأمور على محمل سوء الظن و تصيد الأخطاء بل حسن الظن هو أسلم طريق لعبور مثل هذه المواقف , فبالتأكيد لا توجد ملائكة على وجه الأرض.
مزيد من الخيال:
لو كل زوجة ابن اعتبرت أم زوجها هي أمها الثانية و تقبلت منها ما تتقبله من أمها الحقيقية في وقت الرخاء و الشدة لتلاشت خلافات عديدة , و كذلك لو اعتبرت كل حماة زوجة ابنها هي ابنتها أيضا و فسرت كل مواقفها كما تفسر كل مواقف ابنتها الحقيقية لانتهت كثير من المشكلات حتى قبل أن تبدأ.