روافد النهر
نهر الزرقاء
يعد نهر الزرقاء او سيل الزرقاء ثالث أكبر نهر بالمنطقة بالنسبة لمعدل التفريغ السنوي وتستخدم مياهه بكثافة في إمداد سكان المنطقة بالمياه والري والاحتياجات الصناعية ويشمل مجرى مياه النهر أكثر المناطق كثافة بالسكان والمنطقة الصناعية بالجانب الشرقي لنهر الأردن وتبلغ مساحة مجرى نهر الزرقا 3900 كيلومتر مربع ولديه فرعين رئيسيين : فرع عمان – زرقا وتشمل أعلى مناطق تصب عليها مياه الأمطار وهي المنحدر العمودي الشرقي للوادي المتصدع الأردني وأجزاء من مرتفعات الجبال الأردنية وتشمل أكثر المناطق جدباً لمرتفعات جبال الأردن والهضبة. الحد المتواضع لمياه الأمطار التي ترد للنهر تبلغ حوالي 273 مترا مكعبا وحد الذروة يبلغ حوالي 273 مترا مكعبا بينما تبلغ ذروة التدفق السنوي 36,3 مليون متر مكعب .
ويتحكم في مياه النهر سد الملك طلال والذي انتهى بناؤه في عام 1970 ليقدم سعة تخزينية تبلغ 55 MCM مليون متر مكعب والتي ارتفعت فيعام 1987 لتبلغ 86 مليون متر مكعب من خلال قناة وأنابيب إلى قناة الملك عبد الله.
والنهر يقدم المياه اللازمة للري لأكثر من 8400 هكتار من الأرض. والسحب الخاص لإمدادات المياه من خزانات المياه الجوفية الواقعة أعلى الحوض الجوفي عمان – الزرقاء أدى إلى تخفيض التدفق الجوفي الطبيعي لنهر زرقا. وقد تم مزيد من تعديل سمات التدفق عن طريق تفريغ مياه الصرف الصناعي والزراعي المعالجة إلى النهر والتي تشكل تقريباً كل التدفق الوارد خلال فصل الصيف الأمر الذي ينخفض معه بصفة أساسية نوعية المياه بالنهر
وتقاس سمات التدفق لنهر الزرقا أعلى سد الملك طلال عند جسر جرش حيث تبلغ طول منطقة المصب عند الفرعين 3100 كيلومتر مربع. ولا ينقطع تدفق نهر الزرقاء خلال العام ، متدفق سنوي نمطي يبلغ من 2 إلى 3 مليون متر مكعب خلال فصل الصيف ، ومن 5 إلى أكثر من 8 مليون متر مكعب خلال فصل الشتاء. وقد حدث أعلى فيضان بالنهر في 29 نوفمبر من عام 1979 1980( كان عام المياه) وأنتج معدل للمياه بلغ 2,5 مليون متر مكعب
يعد نهر اليرموك من اهم روافد نهر الاردن التي تزوده بكميات كبيرة من المياه. ويستقبل نهر اليرموك أمطار كثيفة نسبياً ولديه درجات حرارة معتدلة. ومعدل سقوط الأمطار على هذا الحوض في الفترة من عام 1961 إلى عام 1997 يبلغ 611 مم ، أو حوالي 1000 مليون متر مكعب على كل مجرى النهر وحوالي 582 مليون متر مكعب عند محطة القياس.
وادي الموجب
يصب في وادي الموجب العديد من الأودية التي تجري برفق على طول المنطقة الجبلية الأردنية والهضبة عند ارتفاع من 700 إلى 900 متر فوق سطح البحر وذلك قبل أن تغطس فيه في وصولها إلى المنحدر الشرقي للوادي المتصدع الأردني ثم تتدفق البحر الميت على ارتفاع 410 امتار تحت سطح البحر. ويعد وادي الموجب أكبر فرع على الجانب الشرقي للبحر الميت بمنطقة مصرف تبلغ مساحتها حوالي 6600 كيلومتر مربع ، شاملة وادي والا. والطقس هو من شبه قاحل إلى قاحل شتاءاً بارد ممطر وصيفاً حار جاف يتميز دائماً بجفاف طويل ويبلغ معدل المتوسط السنوي للترسيب 154 مم ويتراوح بين 300 مم وبالجزء الشمال الغربي للمجرى و 50 مم أو أقل بالركن الجنوبي الشرقي. وبتوزيع معظم الترسيب في الموسم الممطر من شهر أكتوبر إلى شهر أبريل. ويبلغ معدل المتوسط السنوي للتبخر حوالي 2200 مم .
قَدّسه المسيحيون
حسب الإنجيل تعمد به يسوع على يد يوحنا المعمدان في وادي الخرار على الضفة الشرقية.
النهر قديما
وقد عرف هذا النهر منذ القدم باسم نهر الأردن ومعنى الأردن هو المياه السريعة التدفق بحسب اللغة اليونانية القديمة. وقد اعتقد بعض المؤرخون أن مجموعات من المقدونيين والحثيين تعايشت حول هذا النهر بعد أن نزحت من الجنوب الغربي من آسيا الصغرى ومن تساليا وذلك قبل العصر الهليني وأطلقت على النهر اسمه الخالد. وقد قال المؤرخ الروماني “تاسيتوس” 55( – )120 أن “جبل الشيخ في الجولان ب سورية هو والد نهر الأردن والذي يغذيه” وفي القرن الرابع للميلاد كانت تقام في مغارة تقع على أحد جانبي جبل الشيخ عرفت باسم “مغارة رأس النبع” بالقرب من بلدة بانياس السورية تقام مراسم وثنية في يوم عيد معين كانت ترمى فيه ضحية مذبوحة وكانت هذه الضحية تختفي بطريقة عجيبة بقوة الشيطان. ويجتاز هذا النهر المستنقعات ويشكل بحيرة الحولة ثم يحيرة طبريا .
أما خريطة مادبا التي يعود تاريخها إلى القرن السادس فلم تهمل نهر الآردن الذي رسمته الفسيفساء كما رسمت معدتين لاجتياز هذا النهر أحدها عند مصب سيل الزرقاء .
الظاهر بيبرس
ويذكر التاريخ العربي أن بيبرس أمر سنة 1266 ببناء جسر له خمسة أقواس فوق نهر الأردن مقابل بيسان. ولم يكن ذلك البناء متيناً مما جعل المياه تجرف قسماً منه فغضب السلطان بيبرس وأمر بإعادة بناءه.
فرحان رويلي
أما الجغرافي العربي فرحان رويلي 1179( – )1229 فقد كتب ما يلي: “هما أردنان ، الأردن الكبير ، والأردن الصغير. فأما الكبير فهو نهر يصب إلى بحيرة طبريا ، وبينه وبين طبرية لمن عبر البحيرة في زورق اثنا عشر ميلاً. تجتمع فيه المياه من جبال وعيون. فيجري في هذا النهر فتسقى أكثر ضياع جند الأردن ، مما يلي ساحل الشام وطريق صور. ثم تنصب تلك المياه إلى البحيرة التي عند طبرية ، هذا النهر ، أعني الأردن الكبير ، بينه وبين طبرية ، البيحرة. وأما الأردن الصغير فهو نهر يأخذ من بحيرة طبرية ويمر عند الجنوب في وسط الغور فيسقي ضياع الغور ، وأكثر مستغلتهم ، السكر. وعلى هذا النهر قرب طبرية ، قنطرة عظيمة ذات طاقات كثيرة تزيد على العشرين ويجتمع هذا النهر ونهر اليرموك فيصيران نهراً واحداً فيسقي ضياع الغور وضياع البثينة ، ثم يمر حتى يصب في البحيرة المنتنة في طرف الغور الغربي“.
الدمشقي
أما الدمشقي الذي توفي عام 1327 فقد كتب ما يلي: “ثم نهر الأردن ، وهو الشريعة ، نهر غزير الماء ينبعث من بانياس ويمتد إلى الحولة فطبريا. . وينصب إلى تلك البحيرة أنهر وعيون. ثم يمتد في الخيطة إلى جسر يعقوب. ثم يخرج إلى الغور. وتخرج من حمامات طبرية مياه ساخنة مالحة هي من العجائب في سخونتها. ثم نهر يصب في بحيرة طبرية. ويخرج من الحمة إلى قرية يقال لها “جدر” وفي هذه العين منافع كثيرة لأمراض كثيرة في الناس. يخرج من الحمة السورية نهر كبير يلتقي هو والخارج من بحيرة طبرية إلى مكان يقال له المجامع في الغور ويصيران نهراً واحداً. وكلما امتد منحدراً غزر ماؤه وكثر. وينصب إليه من بيسان من أعين إلى هذا النهر. وتنصب فيه أعين أخرى. ونهر الشريعة كأنه في الاعتبار فلك دائرة يطلع من أول الغور من بحيرة “قدس” ويتوسط بحيرة طبرية ، ويغور في بحيرة زغر“.
أحداث حول النهر
وقد دارت في تلك المنطقة معارك كثيرة على ضفاف نهر الأردن مثل معركة اليرموك بين الروم والمسلمين والتي أنتصر فيها المسلمين. وحديثا في الثلث الأخير من القرن العشرين أحداث كمعركة الكرامة .
وقد روى البزار بسند حسن والطبراني وابن مندة في كتاب معرفة الصحابة ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (7 ـ )349 وقال: رجال البزار ثقات ، عن نُهَيْك بن صريم السكوني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لتقاتلن اليهود حتى يقاتل بقيتكم الدجال ، على نهر الأردن أنتم شرقيه وهم غربيه» سبحان الله، صدق الله ورسوله هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله ، يقول الراوي: «ولا أدري أين الأردن يومئذ» .
المصدر: مجلة المياه
Source: Annajah.net