استكمالا للمقال الذي بعنوان: “هل أنتم والدين إيجابيين حقا؟ الجزء الأول“، نتابع حديثنا عن الأبوة الإيجابية والطرق التربوية السليمة التي يجب أن تستخدم في التعامل مع الأطفال لتقلل من المشكلات النفسية والعصبية لهم وتسهل أيضا التربية على الوالدين.
حيل فعالة لتعليم الأطفال الإنضباط:
لا تجعلوا الإنضباط في حد ذاته عقاب لكن الهدف هو أن تعلموا أطفالكم سلوكيات سليمة مفيدة يتعاملوا بها في أي موقف يقابلوه فليس من المنطقي أن تجبروا الطفل على الإنضباط وتضربوه وتعاقبوه في حين أنكم يمكن أن تستخدموا بعض الحيل لتعديل سلوكه وتعليمه الإنضباط وهذه الحيل منها:
1)المهلة:
و هي فترة زمنية يعطيها الوالدين للطفل إذا اخطأ وفعل تصرف غير لائق وتحدد بدقيقة لكل سنة من عمر الطفل بحيث نترك له وقت للتفكير وإعادة تقييم الأمور والبعض يسميها مهلة أو فترة التفكير ثم بعد إنقضاء المهلة المحددة للطفل يأتي لنتحدث معه بهدوء وحزم عما فعله وهل هو لائق ولماذا فعل هذا ثم بعد ان نتأكد من إنه تعلم تماما الخطأ نأخذ منه اتفاق بعدم فعله للخطأ مرة أخرى ثم يعتذر عما بدر منه وإن كان أخذ شيء من طفل آخر أو تسبب في حزنه عليه أن يذهب ويعتذر.
2)التمسك بالروتين:
إن بعض الأسر تجد في النظام الروتيني حلول سهلة لبعض المشكلات التي قد تحدث على شيء يفعلوه يوميا وبنفس الطريقة مثل أوقات الطعام والنوم فتحديد ميعاد محدد للنوم والإلتزام بالروتين اليومي من غسل الأسنان وقراءة قصة وإغلاق النور في الميعاد المحدد يحد أو يمنع المشكلات التي قد تحدث في مثل هذا الموقف مع بعض الأسر الآخرى مثل الجري وراء الأطفال ليناموا أو ليغسلوا أسنانهم، ففكرة وضع روتين يومي شيء مهم.
3)توفير البدائل:
توجيه الأطفال للبديل قد يكون حل لتوجيه سلوكهم السيئ لسلوك أفضل فمثلا لو كانوا يقفزون على الأريكة على الأم أو الأب التوجه إليهم وبكل هدوء وحزم يخبروهم أن هذا شيء غير مقبول لكن يمكنهم القفز على الأرض.
4)الإعداد:
بحيث نهيئهم لما سيحدث ولا نفاجئهم بقرارات قد يرفضوها مثلا نخبرهم أننا سنترك الحديقة خلال 5 دقائق أو نخبرهم أنهم ما زال لديهم فرصة لأربع دقائق أخرى لينهوا عشائهم وهكذا.
5)تشتيت الإنتباه:
و هذا ينفع مع الأطفال الصغار الذين يصروا على شيء معين فيمكن صرف إنتباههم لشئ أخر حتى ينسوا الذي يريدوه.
6)فرصة للإختيار:
أحيانا يكون إعطاءهم فرصة للإختيار حل لبعض المشكلات فلو كان وقت الطعام مشكلة يمكن أن يكون إختيارهم لنوعية الطعام أو حتى الأطباق التي سيأكلوا فيها حل مناسب.
المشاكل السلوكية الثابتة:
إذا وجدتم صعوبات في توجيه وتحسين سلوك أطفالكم بالطرق التربوية العادية وبإستخدام بعض الحيل السابقة أو غيرها من الممكن أن يحتاج الأمر لإستشارة الطبيب المختص.
الأطفال الأكبر سنا والمراهقين:
إن مشكلات السلوك لا تقابلنا فقط مع سن ما قبل المدرسة بل تمتد لما بعد ذلك وحتى مرحلة المراهقة، فإن شعر الطفل في مثل هذا العمر بنوبة غضب يمكن الجلوس ومناقشة الأسباب التي أدت لهذا الغضب بشئ من الهدوء وإيجاد حلول حتى لا تتكرر نفس المشكلة وتسبب نفس نوبة الغضب وأيضا إيجاد أساليب للعقاب مثل الحرمان من المصروف أو عدم الجلوس على الإنترنت، ومن الجدير بالذكر إن أطفال ذلك العمر ربما تكون أسبابهم مختلفة للشعور بالضيق والغضب فمثلا عدم القدرة على الإندماج مع مجموعة أصدقاء أو الإنتقال للعيش في بلد أخرى أو حتى الخوف من المدرسة تعتبر أسباب منتشرة لمشكلات هذا العمر وكما ذكرنا إن زاد الأمر وخرج عن السيطرة يجب الذهاب للطبيب النفسي المختص.
و في النهاية عليكم أن تعرفوا أنه لا يوجد أب أو أم مثاليين جدا بل يوجد من يسعى للأفضل دائما وهذا ما عليكم فعله ولا تتعجلوا النتائج فلا يوجد أداة سحرية يمكنها تغيير سلوكيات أطفالكم للأفضل بل الأمور تحتاج للمزيد من الصبر.
تابعونا في قسم تربية الأبناء للمزيد من النصائح التربوية ولا تنسوا أن تشركونا بتجاربكم وتعليقاتكم وأيضا أسئلتكم.