هل البخار يفطر في رمضان
لا أحد يمكن أن ينكر حقيقة أن بخار الماء هو بنفسه الماء لكن على الصورة الغازية وبالتالي فإن استنشاق البخار يعني دخول الماء للجسم لكن أكد العلماء على أن:
- استنشاق الماء في نهار رمضان أثناء الصيام دون قصد لا يوجد فيه أي إفساد للصوم ويكون المسلم صومه صحيح بإذن الله.
- ويمكن للإنسان أن يواجه استنشاق بخار الماء من غير قصد عندما يدخل للاستحمام بالماء الساخن والذي لابد أن يكون له بخار ماء.
- وأحيانًا يكون عمل المرء خصوصًا في المصانع والجهات المنتجة قد يتطلع عليه بالضرورة التواجد في أماكن يصدر فيها كميات كبيرة من بخار الماء ويضطر إلى استنشاقها وبالتالي لا حرج في ذلك.
- لكن أكد العلماء أيضًا أن استنشاق بخار الماء ومروره من الحلق بقصد كأن يكون المسلم عند الحلاق فيقوم باستخدام أدوات أخراج البخار لترطيب البشرة وخلافه وهو ما يتطلب منك استنشاق البخار عن عمد وهو أمر ليس ضروريًا ويمكن أن تقوم به بعد الإفطار فإن استنشاقه في نهار رمضان قد يفسد الصيام وعليك القضاء لأنه أمر عند عمد ولا حاجة لك ضرورية في ذلك.
هل استنشاق البخار للعلاج يفطر الصائم
يعتبر البخار واحد من العلاجات الموسعة للشعب الهوائية للإنسان وإن استنشاقه يعتبر علاجًا فعالًا في ضيق التنفس الحاد الذي قد يصيب الإنسان بدون أي ميعاد أو سابق إنذار وقد قال العلماء في هذا أن:
- هناك اتجاهين حول استنشاق البخار لتوسيع الشعب الهوائية فالأول والذي يرجحه ابن الباز وغيره من العلماء أن هذا البخار لا يفطر وذلك لأن الإنسان بدونه سيعرض حياته للخطر وربما قد يصل إلى الموت بسبب الاختناق.
- ويقول هذا الاتجاه أن استنشاق الهواء الذي يحتوي على رذاذ الأكسجين والأدوية الموسعة للشعب هو أمر لا يوجد له أي علاقة بالطعام ولا الشراب وبل ويحصل عليه الإنسان لحالة ضرورية بالتالي لا يفطر بل على الإنسان التعجيل فيه حتى يصبح في صحة جيدة.
- وينطبق هذا الكلام أيضًا على بخاخ الربو والذي يعمل على نفس ما يقوم به البخار داخل جسم الإنسان حيث يعمل على تخلصه من ضيق التنفس لكن يجب ألا يتم استخدامه ألا للضرورة وقد اعتمد العلماء في هذا الاتجاه أن الاستنشاق أو بخاخ الربو عند دخولهم الجسم لا يتعدوا منطقة الرئتين أي لا يصلون إلى المعدة وبالتالي لا حرج في ذلك.
- لكن يرجح الاتجاه الثاني من العلماء أن البخاخ قد يفطر لأن أدوية المريض في نهار رمضان في الأساس تفطر وبالتالي طالما يحتوي الرذاذ على الأكسجين والعلاج فهذا إفطار ولكن لا يكون الإنسان أثم على ذلك لأن الله سبحانه وتعالى أعطى رخصة الإفطار للمريض على أن يقوم بالقضاء في أيام أخر.
هل التبخيرة تفطر
التبخير أو السعوط هو استخدام بعض الأدوية والأعشاب في بخار مائي حتى يقوم المريض باستنشاقها وبالتالي يبدأ جهازه التنفسي في الأداء بصورة أفضل:
- وقد قال العلماء عن التبخير أنه يفطر في نهار رمضان ومن قام به وهو صائم فعليه القضاء.
- ويقول العلماء ذلك لأن استنشاق الأكسجين وحده لا يوجد فيه شيء بل أنه أمر ضروري حتى يستطيع أن يعيش الإنسان، لكن عندما يختلط الأكسجين مع الأدوية التي تدخل الجسم من خلال الأنف أو الحلق هو ما يؤدي للإفطار خصوصًا أن عند التبخيرة يضع المريض كمية كبيرة من الدواء والتي تدخل جسمه وتستطيع أن تصل إلى المعدة.
- وهذا عكس ما يحدث في جلسات الاستنشاق وبخاخ الربو الذين يتكونون من كمية كبيرة من الأكسجين وكمية ضئيلة جدًا من الدواء فبسبب تلك الكمية الصغيرة جدًا لا يستطيع الدواء أن يتعدى الرئتين وبالتالي أجاز بعض العلماء استخدامهم في نهار رمضان.
ما هي مبطلات الصوم الطبية
قال لنا المولى عز وجلل في كتابه العزيز أن الإنسان المريض لدديه رخصة الإفطار على أن يقوم بقضاء أيامه من بعد استرداد صحته ويحب الله سبحانه وتعالى أن يأخذ المسلم بالرخص التي أمر بها الله ليسهل عليه الدين لذلك فإن المفطرات من الأمراض والأدوية هي:
- ذهاب الإنسان إلى طبيب الأسنان في نهار رمضان ليقوم بخلع أحد الضروس أو حشوها وما إلى أخره هو أمر لا يفسد الصيام في حد ذاته طالما لم يدخل أي شيء من تلك المواد إلى باطن الإنسان.
- في حال إن أصاب المريض نزيفًا في الفم أو اللثة فهذا لا يفسد الصيام وعليه أن يقوم بالمضمضة حتى يتخلص من الدم حتى يتم تنظيف ريقه.
- إذا كان المرض في الأنف أو الأذن فإن استخدام بخاخ الأنف أو بخاخ الأذن في نهار رمضان من مفسدات الصيام وذلك لأن تلك الأدوية تدخل للجسم وتصل إلى جوفه وبالتالي إن اضطر الإنسان أن يحصل عليهم فعليه القضاء لكن لا إثم عليه بسبب المرض.
- إذا استخدم المسلم قطرة العين في نهار رمضان فهذا لا يفطر ولا يبطل الصيام وذلك لأن العين ليست من مدخلات الطعام والشراب المتعارف عليها وبالتالي لا حرج في ذلك حتى لو شعر بأن طعم الدواء قد وصل إلى فمه.
- من كان مريضًا بواحد من الأمراض المزمنة الصعبة كالقلب والسكري أو المرض بالضغط فقد أحل الله للمريض الإفطار لو رأى الطبيب خطورة صحية عليه من الصوم وإذا كان غير قادر على قضاء تلك الأيام عند تحسن صحته فعليه أن يقوم بإطعام المساكين بدلًا من ذلك.
- يعتبر الغسيل الكلوي مفطر في نهار رمضان لأن أثناء عملية الغسيل يتم إدخال سائل داخل الجسم وبالتالي هو إفساد واضح للصيام لذلك في يوم الغسيل الكلوي ليس على المريض أن يصوم بل يأخذ أدويته وإن استطاع فأمسك على نفسه وذلك لاحترام حرمة الشهر.
- في حالة قيام المريض بعملية المنظار في نهار رمضان فهي مفطرة ويجب أن يتم القضاء وذلك لدخول الجهاز داخل الجسم عن طريق الفم أو الأنف أو غيرها من الأماكن.
- في حالة الأمراض الجلدية التي تطلب دهان المراهم والكريمات أثناء الصيام فهي لا تفطر ولا تفسد الصوم وذلك لأن لا يدخل شيء منها إلى باطن الإنسان.
مفسدات الصوم المتفق عليها
المراد من الصيام هو أن يتعلم الإنسان التقوى لذلك يمتنع عن شهواته وكل ما يحب لابتغاء مرضاة الله لذلك فإن من مفسدات الصيام المتفق عليها:
- تناول الطعام أو الشراب أثناء نهار رمضان وإن قام المسلم بذلك عن قصد فهو أثم فيجب عليه القضاء ويجب عليه التوبة والاستغفار للمولى عز وجل عما فعل من إثم.
- الاستجابة لشهوات الفرج في نهار رمضان وهي من الأمور التي تم منعها على المسلم في نهار رمضان فإن قام بها فقد أفطر وأثم وعليه أن يقضي هذا اليوم وأن يتوب إلى الله ويدعوه أن يقبل توبته بل وعليه أن يمسك باقي اليوم احترام للشهر الكريم.
- أن يصيب المرأة الحيض أو تدخل في حالة الولادة أو تكون في حالة نفاس، وقد منع الله عز وجل المرأة من الصوم في تلك الأيام رأفة بها وما تكون حالتها الصحية من وهن، وإن صامت المرأة في تلك الأيام فهي أثمة لأنها لا يجوز لها الصوم فيها وقد منعها الله عن ذلك بأمرًا صريحًا فلو قامت به فهي تأثم وفي الأساس عليها قضاء تلك الأيام مرة أخرى.