هل يجوز اخراج زكاة الفطر تمر

هل يجوز اخراج زكاة الفطر تمر

أمرنا الله عز وجل بإخراج زكاة الفطر منذ بداية شهر رمضان المبارك حتى قبل بدء صلاة العيد، فإن لتلك الزكاة أهمية عظيمة إذ أنها تطهر النفس والقلب من الوساوس والشرور وتدخل السرور والقلب على الفقراء والمحتاجين حتى يحتفل جميع المسلمين بقدوم العيد ببهجة وفرح، وهي فريضة على جميع المسلمين وقد تساءل البعض عن حكم إخراج الزكاة في صورة طعام بدلاً من المال وقد وضح الفقهاء تلك الجزئية لمنع الفهم الخاطئ ونذكرها لكم في الآتي.

• قال الصحابي أبي سعيد الخدري عن النبي” كنَّا نُخرِجُ إذ كان فينا رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم زكاةَ الفِطرِ عَن كلِّ صغيرٍ وكبيرٍ، حرٍّ أو مملوكٍ، صاعًا من طعامٍ، أو صاعًا من أقِطٍ، أو صاعًا من شَعير، أو صاعًا من تَمرٍ، أو صاعًا مِن زَبيبٍ ، وفي حديث آخر، كنَّا نُخرِجُ في عهدِ رَسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم يومَ الفِطرِ صاعًا مِن طَعامٍ. وقال أبو سعيدٍ: وكان طعامُنا الشَّعيرَ والزَّبيبَ، والأقِطَ والتَّمر”.
• يجوز أن يخرج المسلم زكاة الفطر في صورة تمر أو شعير أو قط أو زبيب كما ورد عن رسول الله ويكون بمقدار صاغ.
• إن زكاة الفطر واجبة على المسلمين ويجب الالتزام بها وإخراجها في أي وقت طوال شهر رمضان المبارك.
• أما بالنسبة إلى رأي المذاهب الأربعة، فقد أشار المذهب الحنيفي إلى إخراج زكاة عيد الفطر تقدر بنصف صاغ من القمح واستدلوا على الحكم من خطبة النبي قبل يوم العيد.
• أشار المذهب الحنبلي والمالكية وكذلك الشافعية إلى أن قيمة زكاة الفطر تكون صاغ من القمح واستنتجوا الحكم من الحديث النبوي.

ما هي زكاة الفطر

وضح العلماء فرض الزكاة بالاستشهاد بآيات من القرآن الكريم مع تفسير الحكم حتى يدرك المسلم أهمية الزكاة على المزكي والمحتاج.

• يقول الله سبحانه وتعالى عن الزكاة في الآية رقم 110 من سورة البقرة” وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ”.
• تفسر الآية بإن الزكاة أمر وفريضة مثل الصلاة اذ أنها الركن الثالت من أركان الإسلام وعلى المسلمين تطبيق جميع أحكام الدين.
• تعرف زكاة عيد الفطر بإنها الخراج الواجب دفعه سواء في صورة أموال أو حبوب وتعطى للفقراء من أهل المسلمين.
• أشار رجال الدين إلى أن حكم إخراج زكاة الفطر من دولة إلى أخرى فهي تجوز فإذا كان الشخص مغترب يمكنه دفع زكاة عيد الفطر في نفس الدولة أو إرسالها إلى دولته لأن الغرض م الخراج هو سد احتياجات الفقراء والمحتاجين من المسلمين.

متى فرضت زكاة الفطر

نزلت الفرائض على المسلمين واحدة تلو الأخرى فكانت البداية من الصلاة ثم القرآن والزكاة وعلى العباد الألتزام بجميع أركان الإسلام وأتخاذ السنة النبوية والقرآن الكريم مرجع للسير على نهج الرسل والأنبياء.

• قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن زكاة عيد الفطر” فَرَضَ رسولُ اللهِ صدقةَ الفطرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ والرَّفثِ ، طُعْمَةً لِلْمَساكِينِ ، فمَنْ أَدَّاها قبلَ الصَّلاةِ ؛ فهيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ ، ومَنْ أَدَّاها بعدَ الصَّلاةِ ؛ فهيَ صدقةٌ مِنَ الصدقةِ”.
• إن فرض الزكاة جاء ليطهر المسلم من الآثام والذنوب ويطعم المحتاجين ويلبي احتياجاتهم وعلى هذا يعم العدل بين المسلمين.
• فرضت الزكاة في السنة الثانية من هجرة الرسول، وقد أجمع العلماء إن توقيت نزول الفرض في نهاية شهر رمضان.

آراء الفقهاء في وقت إخراج زكاة الفطر

يخرج بعض المسلمين زكاة عيد الفطر في أوقات مختلفة من شهر رمضان وبعد تفاوت الآراء حول التوقيت الأصوب للخراج تناول الفقهاء حكم هذا السؤال وسوف نعرضه لكم في الفقرة التالية.

• المذهب الشافعي والحنابلة: أشار فقهاء المذهب الحنبلي والشافعي إلى أن وقت إخراج زكاة الفطر تكون في فجر العيد واستند المذهبين إلى كلام النبي محمد حول دفع الزكاة وقت ذهاب المسلمين للصلاة.
• أما بالنسبة إلى تقديمها فقد اتجه المذهب الحنبلي إلى جواز تقديمها وإخراج الزكاة طوال شهر رمضان، أما المذهب الشافعي يرى الأفضلية في إخراجها يوم العيد وغير مستحب التأجيل عن هذا.
• المذهب المالكي والحنيفي: ذكر المذهب الحنيفي والمالكية إلى آخر وقت لدفع الزكاة يوافق غروب شمس نهاية شهر رمضان واتخذوا من حديث الرسول حجة لهم.
• أشار المذهبين إلى جواز إخراج زكاة الفطر في آخر يومين من شهر رمضان، واتخذوا ما جاء عن الصحابة رضي الله عنهم.

شروط وجوب زكاة عيد الفطر

ذكر المذاهب الأربعة شروط وجوب زكاة الفطر على المسلمين وقد اتفقوا على الكثير من الأحكام واختلفوا في البعض الآخر وعلى هذا نتناول الشروط في الآتي.

• أجمعت المذاهب الأربعة على أن الزكاة فرضت على المسلم القادر وتفسر المقدرة هو استطاعت العبد في امتلاك رزقه اليومي ووجود دخل ثابت، على أن يكون حر وغير مملوك.
• أشار المذهب المالكي إن المسلم في حالة قدرته على الدفع وتوفير دخله فمن الممكن أن يستلف لإخراج الزكاة ثم يعيد السداد ما دام يمتلك مصدر دخل وما غير ذلك يسقط من عليه حكم الزكاة.
• أما بالنسبة إلى وجوبها فقد تباينت الآراء ما بين إخراجها مع نهاية شهر رمضان أو في فجر يوم العيد.

على من لا تجب زكاة الفطر

إن زكاة عيد الفطر فرضت على المسلمين جميعاً ومن تركها فقد وقع في ذنب عظيم، هناك بعض الحالات المستثناة من دفع زكاة الفطر فإن الله رحيم لا يشقى على عباده.

• الفقير: لا تفرض زكاة الفطر على الفقير الذي لا يمتلك دخل يومي ثابت فهو لا يستطيع أن يطبق الفريضة بل يخرج له من الواجب عليهم دفع الزكاة.
• المتوفى: إن المتوفين لا يخرج عليهم زكاة وكذلك الذين توفوا في نهاية شهر رمضان فلا يقع عليهم ذنب الخراج.
• الجنين: من اللازم أن يخرج رب الأسرة زكاة عيد الفطر على جميع أفراد العائلة لكن الجنين لا يخرج له زكاة إلا في حالة ولادته قبل العيد.
• الغير بالغ: لا يفرض على الصغار الغير بالغين دفع زكاة وذلك لأنهم لم يستقلوا مادياً عن الأسرة، لكن مطالبين بإخراج الزكاة عليهم وهذا الفرض يقع على ولي الأمر حتى يبلغ الطفل ويصبح قادر مادياً.

حكم عدم إخراج زكاة الفطر

هل يقع إثم على المسلم عند تأخير زكاة عيد الفطر؟ قام كبار الفقهاء بالرد عن السؤال الوارد من قبل الكثيرين مع الإستدلال بأحكام الشريعة.

• يقول العالم الجليل ابن باز رحمه الله عليه بأن تأخير دفع زكاة عيد الفطر عن عمد فقد أذنب وعليه التوبة، أما من نسي وغفل فلا إثم عليه ويجب الاستغفار وفي كلا الحالين يلزم إخراج الزكاة.
• نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن تأخير زكاة عيد الفطر، فإن المستحب أن تعطى قبل بزوغ شمس العيد حتى يستطيع المحتاجين شراء الطعام والملبس مثل باقي المسلمين.
• قد جعل الله من زكاة العيد نفع على المزكي وعلى المحتاج فإن الأول سوف ينال الثواب والأجر ويطهر نفسه وبدنه وحياته من الذنوب والثاني سوف ينعم الله عليه بالخير والرزق.

المراجع

• 1