كثير ما نجد شكاوى من الأسر بوجود مشكلة لدى أحد أطفالها بشأن نموه الإجتماعي وعدم إندماجه مع الأطفال الأخرين، أو إنه يسئ التصرف وليس لديه الحس الإجتماعي المطلوب، لذلك سنذكر نظرية التعلم الإجتماعي حتى يتعرف عليها كل من يريد لأطفاله أن ينمو إجتماعيا بشكل سوى أو لمن لديه بعض المشكلات في الجوانب الإجتماعية.
نظرية التعلم الإجتماعي:
نظرية التعلم الإجتماعي هي نظرية تقول بأن الناس يتعلمون سلوكيات جديدة عن طريق التعزيز أو العقاب الصريحين، أو عن طريق التعلم بملاحظة المجتمع من حولهم، فحين يرى الناس نتائج إيجابية ومرغوبة للسلوك الذي يلاحظونه (من قبل غيرهم)، تزداد إحتمالية تقليدهم، ومحاكاتهم، وتبنيهم لهذا السلوك.
النظرية:
أول من تحدث عن نظرية التعلم الإجتماعي هو جابريل تارد (1843-1904)، رأى تارد أن التعلم الإجتماعي يحصل على أربعة مراحل:
1- الإحتكاك الشديد
2- تقليد المشرفين
3- فهم المبادئ
4- سلوك المثل الأسمى
كما يتكون التعلم الإجتماعي من ثلاثة أجزاء: “الملاحظة، والتقليد، والتعزيز”.
إقترح جوليان روتر في كتابه التعلم الإجتماعي وعلم النفس السريري (1954) أن تأثير السلوك يلعب دورا في دفع المرء إلى إتخاذ إجراء تجاه هذا السلوك، فالناس تنفر من النتائج السلبية، بينما ترغب بالإيجابية، فإن توقع المرء أن يعود سلوك معين بنتائج إيجابية، أو رأى إحتمالية كبيرة في ذلك، تزداد قابلية مشاركتهم الآخرين في هذا السلوك، ووفقا للموسوعة الحرة فإن تعزيز السلوك بالنتائج الإيجابية يقود المرء إلى تكرار إنتهاجه، ولذلك ترى نظرية التعلم الإجتماعي أن التأثير على السلوك لا ينحصر فقط بالعوامل النفسية، وإنما تلعب المحفزات والعوامل البيئية دورا في ذلك.
توسع ألبرت بندورا (1977) في فكرة روتر وأفكار من سبقوه، فنظريته تشمل التعلم السلوكي والإدراكي، حيث يفترض التعلم السلوكي أن بيئة الشخص المحيطة تدفعه للتصرف بطريقة معينة، أما نظرية التعلم الإدراكي فتقول بأن العوامل النفسية مهمة في التأثير على سلوك المرء، أما نظرية التعلم الإجتماعي فتجمع بين العوامل البيئة والعوامل النفسية، ويتطلب تعلم وتقليد سلوك معين ثلاثة أمور: التذكر (تذكر ما لاحظه الشخص)، الإنتاج (القدرة على القيام بسلوك معين)، والدافع (السبب الكافي الذي يرغبك في تبني سلوك معين).
مكونات النظرية:
- القوة السلوكية
- التوقع
- قيمة التعزيز
- الحالة النفسية
القوة السلوكية:
وتعرف على أنها إحتمالية المشاركة في سلوك معين في ظرف معين، أي ما هي إحتمالية أن يتصرف الإنسان بطريقة معينة في ظرف من الظروف؟ يتوفر للإنسان عدة خيارات سلوكية عندما يوضع تحت ظرف من الظروف، لكل خيار من هذه السلوكيات طاقة كامنة تجعل الإنسان يخلص إلى تلك التي تحوى أكبر طاقة منها.
التوقع:
هي ما يتوقعه الإنسان من نتائج يحتمل أن يعود بها سلوك معين، السؤال المطروح هنا هو: ما هي إحتمالية أن ينتج عن هذا السلوك نتائج إيجابية؟ تعتمد ثقة الإنسان في إنتهاج سلوك معين على مقدار إحتمالية ظهور نتائج إيجابية عنه، فإن كان هذا الإحتمال عاليا، زادت التوقعات بحصول التعزيز بناء على هذا السلوك، أما عن مصدر التنبؤ بحصول التعزيز، فهو خبرات الإنسان السابقة، ولهذا نراه يختلف من شخص لآخر لدرجة يفتقر بها أحيانا إلى المنطق.
قيمة التعزيز:
التعزيز هو الناتج الذي يعود به سلوك معين، أما قيمة التعزيز فتشير إلى مقدار رغبة الإنسان في هذه النتائج، فالأشياء التي نحبها ونرغب فيها تحظى بقيمة تعزيز عالية، لذلك علينا أن نعلي من قيمة التعزيز لدى أطفالنا عند قيامهم بسلوك جيد ونقوم بالعكس عند قيامهم بسلوك سئ أو غير مرغوب.
الحالة النفسية:
يعتقد روتر أن الموقف ذاته قد يعني أشياء مختلفة لكل شخص، فالحالة النفسية أيضا تختلف من شخص لآخر، فتؤثر على سلوك البشر جميعا، وأحيانا بسبب حالة نفسية معينة يعيشها الشخص يرى كل المواقف من حوله بنظره قد تختلف في يوم أخر بسبب إختلاف حالته النفسية فالمطر مثلا لو كنت سعيدا ستراه رزق وخير أما لو كنت حزينا فستراه غير ذلك.
نتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه المعلومات والنصائح التربوية وللمزيد تابعونا في قسم تربية الأبناء، وأنصحكم بقراءة هذا المقال بعنوان:”على من تقع المسئولية“، ولا تنسوا أن تشركونا بتعليقاتكم وأسئلتكم وأيضا تجاربكم.