نتناول في هذا المقال الإجابة عن سؤال هل يجوز الصلاة بعد الاستحمام بدون وضوء من خلال موقع موسوعة ، وهو من الأسئلة الشائعة التي يريد كل مسلم معرفة الإجابة الشافية لها، ومن خلال هذا المقال تتمكن من معرفة الإجابة، بالإضافة إلى طرق الوضوء الصحيحة التي لابد أن يلتزم بها كل مسلم، ونطلعك كذلك على مبطلات الوضوء السبعة.
هل يجوز الصلاة بعد الاستحمام بدون وضوء
قد يتساءل البعض هل الاغتسال يغني عن الوضوء، أم لابد منه؟، قد اختلف العلماء في الإجابة عن هذا السؤال، فمنهم من قال أن الاغتسال يغني عن الوضوء، ومنهم من اعترض على ذلك، وأوجب الوضوء بعد الاغتسال، ومن هنا نعرض لكم بشكل مفصل آراء العلماء، ورجال الدين في تلك القضية:
- رأى الشيخ أحمد وسام الذي يشغل منصب أمين الفتوى بدار الإفتاء أن الغسل (الاستحمام) يتضمن الوضوء، وأكد على جواز الصلاة بعد الغسل بدون وضوء.
- أقر الشيخ علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق بضرورة استحضار نية الوضوء قبل الغسل، فإذا استحضر نية الوضوء، فلا مشكلة في ذلك، أما إذا نسي فلابد له من الوضوء بعد الاغتسال.
- أوضح الدكتور أحمد ممدوح أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية أنه في حالة تعميم الجسد بالمياه مع استحضار نية الطهارة، فهو جائز، ولا حرج فيه حتى إذا لم يتبع المسلم الترتيب في غسل الأعضاء.
- الرأي الغالب في جواز الصلاة بعد الاستحمام بدون وضوء هو أنه إذا استحضر المسلم نية الوضوء، والاغتسال من الجنابة معًا، فهو جائز.
- وعلل العلماء ذلك بأن الحدث الأصغر يدخل ضمن الحدث الأكبر، ولكن المستحب، والأفضل أن يقتدي المسلم برسول الله – صلَّ الله عليه وسلم – بالوضوء في البداية، ثم يقوم بغسل ذكره، وما يحيط به ثم يتوضأ مرة أخرى للصلاة.
- بعد ذلك يقوم بصب الماء على رأسه مكررًا ذلك ثلاث مرات، ثم على شقه الأيمن يليه الشق الأيسر، ثم بعد ذلك باقي جسده، أما عن غسل قدمه فعليه أن يفعل كما فعل النبي، ويغسلها في مكان آخر.
كيفية الوضوء الصحيحة
يهتم الإسلام بطهار المرء، ويعلي من قيمة النظافة، فالنظافة من الإيمان، والمؤمن الحق هو الذي يحرص على طهارته، ولنا في رسول الله خبر أسوة في ذلك، فقد وصف الصحابي أنس – رضي الله عنه – النبي محمد – صلَّ الله عليه وسلم – بأن له رائحة أطيب من المسك، والعنبر.
قد جعل الإسلام الوضوء شرطًا أساسيًا لقبول الصلاة، فإذا قام المسلم بالصلاة من دون وضوء ما صحت صلاته، وفي هذا الإطار أخبرنا النبي – صلَّ الله عليه وسلم – بقوله: “لا تُقبَلُ صلاةُ أحدِكم إذا أحْدَثَ حتى يَتَوَضَّأَ” ، وقد حدد لنا الإسلام الطريقة الصحيحة للوضوء، وألزمنا بمراعاة الترتيب في الوضوء، وهي كالتالي:
عفد نية الوضوء، والبسملة
- يهتم الإسلام باستحضار النية في قيامنا بأي عمل، أو عبادة، وعلينا أن ننوّه على أن النية محلها القلب، ولا يستحب أن ننطق بها، ونقول مثلًا نويت الوضوء، فهذا الأمر شائع، ولكنه من الأمور الخاطئة.
- نكتفي باستحضار نية الوضوء، والشروع في الوضوء، وعلينا أن نبدأ الوضوء بالبسملة بقولنا “بسم الله الرحمن الرحيم”، ولكن سرًا.
غسل الكفين
- بعد عقد النية، والبسملة يبدأ المسلم بغسل الكفين ثلاث مرات، ولكن غسل الكفين ليس من الأمور الواجبة في خطوات الوضوء استنادًا على قوله – تعالى – :
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ”.
- وبالتالي نجد في الآية السابقة أن الله – سبحانه وتعالى – ذكر غسل الوجه، ولم يذكر غسل الكفين، ولذلك يعد غسل الكفين من السنن النبوية.
المضمضة
- يلي غسل الكفين المضمضة بمعنى أن يأخذ بعض الماء، ويقوم بتحريكه داخل فمه دون بلع الماء، ويكرر ذلك ثلاث مرات.
- ثم بعد ذلك يقوم المسلم بالاستنشاق بإدخال الماء داخل أنفه، ثم الاستنثار بمعنى إخراج الماء من الأنف التي أدخلها في الاستنشاق، ويكرر ذلك ثلاث مرات.
غسيل الوجه
- يقوم المسلم بعد المضمضة، والاستنشاق، والاستنثار بغسل وجهه، وهو من الأمو الواجبة في أركان الوضوء، ويكرر ذلك ثلاث مرات.
- على أن يبدأ بغسل الوجه من أعلى إلى أسفل بداية من منبت الشعر وصولًا إلى الذقن، وفي حالة كان المسلم لديه لحية يجعل الماء يتخللها.
غسل اليدين إلى المرفقين
-
يقول الله – تعالى – في هذا الصدد: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ”.
-
فبعد غسل الوجه يقوم المسلم بغسل يديه من أطراف الأصابع متجهًا إلى أعلى حتى المرفق، ويكرر ذلك ثلاث مرات.
مسح الرأس
- يعد مسح الرأس من الأمور اللازمة، والواجبة في أركان الضوء، ولا يجوز إسقاطها يقول الله – تعالى- : ” .. فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ”.
- والطريقة الصحيحة لمسح الرأس تكون بالبدء بمقدمة الرأس وصولًا إلى مؤخرة الرأس ثم من مؤخرة الرأس إلى مقدمة الرأس.
- وأجاز العلماء أن نمسح الرأس من بدايته إلى نهايته فقط، سواء للرجل، أو للمرأة، ومن الممكن للمرأة عد المسح على ضفائرها.
مسح الأذنين
- أجمع جمهور العلماء بأن مسح الأذنين سنة نبوية، وليس واجبًا، أما عن المذهب الحنبلي، وبعضًا من المذهب المالكي رأوا أن مسح الأذنين واجب من واجبات الوضوء، حيث اعتمدوا في رأيهم على أن الأذنين جزء من الرأس، وبالتالي فإن مسح الأذنين واجب.
غسل القدمين إلى الكعبين
-
يلي مسح الأذنين غسل القدمين إلى الكعبين يقول الله – تعالى – : ” .. وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ”.
- يعد مسح الكعبين من الأمور الواجبة في أركان الوضوء، ولا يجوز الوضوء دون إتمام هذا الركن، وقد حذرنا النبي – صلَّ الله عليه وسلم – من إغفال غسل القدمين إلى الكعبين.
- قال رسول الله – صلَّ الله عليه وسلم – : “ويلٌ للأعقابِ وبطونِ الأقدامِ من النارِ”، فلابد لنا أن نغسل أقدامنا، وأن يتخللها الماء وصولًا إلى الكعبين حتى لا نكون من أهل النار الذين تحدث عنهم الرسول.
مبطلات الوضوء السبعة
حدد لنا الإسلام أمور إذا وجدناها فأنها تبطل الوضوء، وعلينا في تلك الحالات إعادة الوضوء مرة أخرى، وهي:
- الحدث: ويشمل البول، والغائط، وكل ما يخرج من السبيلين، وهما القبل، والدبر.
- خروج الدم السائل الكثير، أو القيح أو القيء، فإذا خرج من الإنسان دم غزير، أو تقيء، أو خرج صديد من جسده عليه إعادة الوضوء مرة أخرى.
- غياب العقل: هو من الأمور التي تبطل الصلاة، وبالتالي تبطل الوضوء، لأن أساس الصلاة أن يدرك الإنسان ما يفعله.
- أما من يعاني من غياب العقل، أو الوعي نتيجة شرب الخمر، أو تعرض للإغماء، أو أنه مصاب بالجنون، أو حالات الصرع فينقض وضوءه.
- مس القبل، أو الدبر باليد: إذا مس الإنسان قبله، أو دبره بدون حائل أي ملابس، فعليه أن يتوضأ مرة أخرى.
- تغسيل الميت: على من يساهم في تغسيل الميت أن يتوضأ للقيام بالصلاة.
- الارتداد عن الإسلام: المرتد عن الإسلام هو في حكم الكافر، فإذا أراد أن يرجع للإسلام عليه أن يغتسل كما يغتسل الجنب، ثم بعد ذلك يتوضأ لأداء الصلاة.
وفي نهاية المقال هل يجوز الصلاة بعد الاستحمام بدون وضوء نود أن يكون قد نال إعجابكم من خلال موقع الموسوعة العربية الشاملة.
لمزيد من الموضوعات المشابهة يمكنك الاطلاع على الروابط التالية:
- طريقة الغسل من الجنابة
- طريقة الاغتسال من الدورة
- خطوات في كيفية الاغتسال من الجنابة