هل يجوز دخول النساء الكعبة
يُعرف عن الكعبة أنها أحد أشرف الأماكن في المملكة العربية السعودية، فهي مكان مقدس شريف ذكرها الله تعالى في العديد من الآيات المختلفة في القرآن الكريم، وقد تكلم الرسول _ صلى الله عليه وسلام _ وذكرها في عدد من الأحاديث الشريفة كذلك، كما أنها قبلة المسلمين في الصلاة.
- ويُطلق على الكعبة بيت الله الحرام أو البيت العتيق أو البيت الشريف، وكافة تلك الأسماء للدلالة على عظمة مكانتها ورفعتها.
- ولأن الكعبة مكان عظيم يتمنى جميع المسلمين والمسلمات الدخول إلى داخلها سواء من أجل الصلاة فيها أو من أجل مشاهدة شكلها وتفاصيلها من الداخل.
- وتم التساؤل ” هل يجوز دخول النساء الكعبة ؟ ” لمعرفة الحكم الخاص بهذا الأمر.
- وتمت الإجابة على هذا السؤال بأنه يجوز دخول النساء إلى الكعبة حيث لم يرد أي حكم يمنع حدوث هذا، فإن الدخول للكعبة من الأمور المباحة من قبل الشرع أي أن أمر مسموح لكافة المسلمين والمسلمات دون استثناء أي منهم.
- ويتم التساؤل أيضًا عند عدد من الأحكام المختلفة التي تتعلق بالكعبة من قبل عدد كبير من الأشخاص مثل حكم دخولها بشكل عام وحكم الصلاة بداخلها أو فوقها على سبيل المثال.
- فإن التواجد حول الكعبة أو في أي مكان قريب منها أو محيط بها من الأمور التي تزرع بداخل النفس حالة من الفرحة والسرور والطمأنينة والراحة، فما شعور التواجد بداخلها أو الصلاة فيها ؟
حكم دخول الكعبة بشكل عام
- لم يرد في الشريعة الإسلامية أي دليل يُحرم الدخول إلى الكعبة أو التواجد فيها، فعلى الرغم من أن هذا الأمر ليس بفرض وليس بواجب وليس بسُنة إلا أنه من الأمور المستحبة.
- فلقد سمح الإسلام لكافة المسلمين والمسلمات بدخول الكعبة، كما يُعد هذا الأمر من الأعمال الحسنة التي يؤجر عليها الفرد لأنها بيت الله الحرام أي إنها بمثابة مسجد.
- لذلك يُمكن الدخول للكعبة ويفضل أيضًا حينها التكبير والصلاة كذلك وتم الاستدلال على هذا الأمر من خلال ورد في الشريعة الإسلامية سواء في القرآن الكريم أو في السنة النبوية.
حكم الصلاة بداخل الكعبة
- يتم التساؤل عن حكم الصلاة بداخل الكعبة من قبل الكثير حيث يود الكثير معرفة إذا كان الأمر مباح أم غير مباح في الشريعة الإسلامية.
- وتُعد الصلاة بداخل الكعبة من الأمور الجائزة والمشروعة في الإسلام، سواء إن كان تلك الصلاة فريضة أو نافلة، وتم الاستدلال على هذا من خلال عدد من الآيات المختلفة في القرآن الكريم ومن خلال عدد من الأحاديث النبوية أيضًا.
- واتفق مع هذا جواز هذا الحكم كلاً من المالكية والحنفية والحنابلة والشافعية وجمهور كبير من العلماء أمثال ابن باز وابن عثيمين وابن حزم على سبيل المثال.
- فلقد قال الله تعالى في الآية رقم 125 من سورة البقرة:
" وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ".
- وتجوز الصلاة في كافة الأماكن الطاهرة، ويُقصد بكلمة بيتي في الآية بيت الله الحرام، وبالتالي تُعد هذه الآية دليل على جواز الصلاة في الكعبة.
- كما ذُكر في أحد الأحاديث أن الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ قد قام بالصلاة بداخل الكعبة، فقد روي عن عبد الله بن عمر:
" أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ الكَعْبَةَ وأُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ، وبِلَالٌ، وعُثْمَانُ بنُ طَلْحَةَ الحَجَبِيُّ فأغْلَقَهَا عليه، ومَكَثَ فِيهَا، فَسَأَلْتُ بلَالًا حِينَ خَرَجَ: ما صَنَعَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قَالَ: جَعَلَ عَمُودًا عن يَسَارِهِ، وعَمُودًا عن يَمِينِهِ، وثَلَاثَةَ أعْمِدَةٍ ورَاءَهُ، -وكانَ البَيْتُ يَومَئذٍ علَى سِتَّةِ أعْمِدَةٍ- ثُمَّ صَلَّى. وقَالَ لَنَا إسْمَاعِيلُ: حدَّثَني مَالِكٌ، وقَالَ: عَمُودَيْنِ عن يَمِينِهِ ".
- وقد أباح الله تعالى الصلاة في كافة الأماكن على وجه الأرض، ولقد ميز الله الإسلام بهذا الأمر، لذلك قام بجعل الأرض مسجدًا وطهورًا، فقد روي عن جابر بن عبد الله:
" أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أحَدٌ مِنَ الأنْبِيَاءِ قَبْلِي: نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وجُعِلَتْ لي الأرْضُ مَسْجِدًا وطَهُورًا، وأَيُّما رَجُلٍ مِن أُمَّتي أدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ، وأُحِلَّتْ لي الغَنَائِمُ، وكانَ النبيُّ يُبْعَثُ إلى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وبُعِثْتُ إلى النَّاسِ كَافَّةً، وأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ ".
- بالإضافة إلى كافة ذلك فإن باطن الكعبة يُعد من أطيب وأفضل الأرض بل وأحسنها، كما أنها تعتبر من أفضل المساجد، فقد روي عن أبي ذر الغفاري:
" قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، أيُّ مَسجدٍ وُضِعَ في الأرضِ أوَّلُ؟ قالَ: المسجِدُ الحرامُ قالَ: قلتُ: ثمَّ أيُّ؟ قالَ: المسجِدُ الأقصى قالَ: قلتُ: كم بينَهُما؟ قالَ أربَعونَ سنةً، ثُمَّ أينَ ما أدرَكَتكَ الصَّلاةُ فصلِّ، فَهوَ مَسجدٌ ".
- وفي رواية أخرى للحديث:
” قُلتُ يا رَسولَ اللَّهِ، أيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ في الأرْضِ أوَّلَ؟ قالَ: المَسْجِدُ الحَرَامُ قالَ: قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ المَسْجِدُ الأقْصَى قُلتُ: كَمْ كانَ بيْنَهُمَا؟ قالَ: أرْبَعُونَ سَنَةً، ثُمَّ أيْنَما أدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ بَعْدُ فَصَلِّهْ، فإنَّ الفَضْلَ فِيهِ “.
- ومن الأمور التي تم الاستدلال بواسطتها على جواز الصلاة بداخل الكعبة أنها تُعد مسجد، ولم يوجد ما قد يُحرم الصلاة بداخل أي مسجد، كما روي عن أبي هريرة _ رضي الله عنه _:
” صَلاةٌ في مَسْجِدِي هذا خَيْرٌ مِن ألْفِ صَلاةٍ فِيما سِواهُ، إلَّا المَسْجِدَ الحَرامَ “.
- لذلك فإن الصلاة بجميع أنواعها بداخل الكعبة من الأمور الجائزة في الشريعة الإسلامية كما أنها من الأمور المستحبة أيضًا.
حكم الصلاة فوق ظهر الكعبة
- تم التساؤل عن حكم الصلاة فوق ظهر الكعبة لمعرفة إذا كان هذا الأمر من الأمور الصحيحة أم لا، وقد أفادت الشريعة الإسلامية أن الصلاة فوق ظهر الكعبة من الأمور الجائزة في الإسلام.
- وتم الاتفاق على هذا من قبل الشافعية والحنابلة والحنفية كما اتفق أيضًا على هذا ابن عثيمين وابن باز وعدد من العلماء كذلك.
فضل الكعبة
يُعرف عن الكعبة المشرفة أن لها فضل كبير جدًا في الإسلام، كما لها أيضًا العديد من الفضائل التي تميزها بشكل كبير جدًا عن أي مكان أي في العالم، ويتمثل فضل الكعبة المشرفة في الآتي:
- لقد حفظ الله تعالى الكعبة المشرفة على مر العصور والأزمان، فلقد حفظها في عام الفيل عندما أراد أبرهة الحبشي البطش بها، فحينها حفظها الله من هذا الأمر بل وأهلك أصحاب الفيل كذلك، وهذا من الأحداث المميزة في التاريخ الإسلامي.
- قام الله _ عز وجل _ بتعزيز مكانة الكعبة منذ ولادة سيدنا إبراهيم _ عليه السلام _ وسيستمر هذا الأمر حتى يوم الدين.
- تمكن الله من جمع كلاً من الضباء والوحوش فيها وعلى الرغم من ذلك لم يقم أيًا منهم بإيذاء بعضهم البعض.
- من حكمة الله في خلق الكعبة أنه جعلها في منطقة خالية من أي ثمار أو مياه أو زهور كما جعل حولها جبال غزيرة وبالتالي كانت بعيدة عن أي مظاهر مادية، وبسبب هذا الأمر عمل الله على إبطال أي مطمع لأي أقوم استغلاليه أو انتهازية.
- ومن حكمة خلق الله للكعبة أيضًا أنه جعلها مكانًا لن يقوم أحد لقصده بغرض المتعة أو النزهة أو حتى التجارة لن يكون مكانًا للعبادة فقط، لذلك تتميز بدرجة حرارة عالية جدًا مقارنة بالأماكن المحيطة بها.
- بالإضافة إلى كافة ذلك فالكعبة هي قبلة الإسلام والمسلمين جميعًا.