هل يغفر الله أكل أموال الناس ؟، سؤال نوضح لك إجابته في هذا المقال من موسوعة، أكل أموال الناس بالباطل من بين الأمور المحرمة في الإسلام، حيث قال المولى في كتابه الكريم في سورة النساء (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا).
كما أشار الرسول صلى الله عليه وسلم عن جزاء من يأكل أموال الناس بالباطل في حديثه الشريف حيث روت خولة الأنصارية رضي الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت :”سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يقولُ: إنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ في مَالِ اللَّهِ بغيرِ حَقٍّ، فَلَهُمُ النَّارُ يَومَ القِيَامَةِ”، وأكل أموال الناس بالباطل يعني الحصول على أموال دون وجه حق من أصحابها.
هل يغفر الله أكل أموال الناس
- أكل أموال الناس بالباطل من المحرمات التي تستلزم من مرتكبيها الاستغفار والتوبة إلى الله فقد حث الله في كتابه الكريم على الاستغفار والتوبة عند ارتكاب المحرمات في قوله تعالى (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً).
- كما أن باب التوبة مفتوح لكل من يرغب في التوقف عن المعاصي التي نهى الله عنها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه: “إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها”.
- وفي حالة التوبة عن أكل أموال الناس بالباطل فيجب رد الأموال إلى أصحابها، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه:” مَن كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء، فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم؛ إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه؛ فحمل عليه”.
- كما أنه بجانب التوبة فيجب الإكثار من القيام بالأعمال الصالحة.
- أما عن مغفرة الله لهذا الذنب فإن الحالة الوحيدة التي لا يغفر فيها الله لعباده حالة الشرك وفقًا لقوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ).
أشكال أكل أموال الناس بغير حق
تتعدد أشكال أكل أموال الناس بغير حق فتشمل ما يلي:
الرشوة
- الرشوة تعني إعطاء جهة أو شخص مبلغ من المال من أجل القيام بعمل ما لأجل صاحب الرشوة، حيث يأخذ المرتشي أموالاً ليست من حقه.
- كما يشمل مفهوم الرشوة دفع المال للقاضي أو الحاكم من أجل الحصول على حكم باطل، وهو أمر ورد في قوله تعالى (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ).
أكل أموال اليتيم
- من أبرز أشكال أكل أموال الناس بالباطل أكل أموال الأيتام دون وجه حق، أما في حالة أخذ مال اليتيم من أجل الإنفاق عليه فلا يعد أخذًا بغير حق (وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ).
- وفي القرآن الكريم شبه المولى عز وجل من يأكل أموال الأيتام بغير حق بمن يأكلون في بطونهم نارًا (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا).
- وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه: “يُبعَثُ يومَ القيامةِ قومٌ مِن قبورِهم تَأَجَّجُ أفواهُهم نارًا، فقيل: مَن هم يا رسولَ اللهِ؟ قال: ألم ترَ اللهَ يقولُ: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا).
شهادة الزور
- تندرج شهادة الزور ضمن صور أكل أموال الناس بالباطل في حالة أن تكون الشهادة كذب على شخص مقابل الحصول على مبلغ من المال.
- وتعد شهادة الزور من أكبر الكبائر كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه: “أَلا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ قُلْنا: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْراكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ، وكانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فقالَ: ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ، ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ فَما زالَ يقولُها، حتَّى قُلتُ: لا يَسْكُتُ”.
ومن بين حالات أكل أموال الناس بالباطل الأخرى ما يلي:
- لعب القمار.
- الحصول على دين من شخص ما ثم تعمد عدم سداده.
- بيع الطعام والشراب المحرم مثل لحم الخنزير والخمرة.
- الحلف اليمين الكاذب مقابل الحصول على مبلغ من المال.
- احتكار الأموال.
- الغش في التجارة.
- عدم إعطاء العمال أجرهم بالكامل.
- السرقة.
- الاستيلاء على الأرض دون وجه حق.
آيات عن أكل حقوق الناس
ورد أكل أموال الناس بالباطل في كثير من الآيات والتي تشمل ما يلي:
- (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ).
- (وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا).
- (سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).
- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ).
- (فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا * وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا).
وفي ختام هذا المقال نكون قد أوضحنا لك هل يغفر الله أكل أموال الناس ، إلى جانب أشكال أكل أموال الناس بغير حق، فضلاً عن أبرز الآيات الكريمة التي تتناول أكل أموال الناس بالباطل.