هناك الكثير من مهارات إدارة الأفراد؛ لكن كيف ستعرف المهارات الأفضل لكي تركز عليها؟
قد لا تجد إجابة قاطعة لهذا السؤال، لكنَّنا سنورد فيما يأتي مجموعة من النصائح لاكتساب المهارات الأساسية التي يحتاجها كل مدير كي يؤدي عمله على أكمل وجه:
1. تواصل قدر الإمكان:
قد يبدو الأمر بديهياً، إذ لا بد لأي مدير أن يتقن مهارات التواصل؛ ممَّا يعني أن يمتلك القدرة على التحدث بوضوح وشفافية، وبطريقة يتقبلها ويحبها الموظفون.
إذا كنت غير واثق من جودة مهارات التواصل التي تمتلكها، فيمكنك سؤال موظفيك عنها والاستفادة من مناقشة أفكارهم معك.
إنَّ التواصل مع أفراد فريقك سلس عندما يكون عددهم قليلاً؛ أمَّا عندما يكون عدد العاملين في الفريق بحدود 10 أفراد، فيتوجب عليك الاجتماع معهم وفق مواعيد محددة للحرص على أنَّهم يفهمون متطلبات العمل ويدركون ما يحدث؛ لكن عندما يكونون أكثر من ذلك، يتعين عليك بذل مزيد من الجهد في التواصل لضمان انخراطهم في العمل، ولتثبت أنَّك مدير ناجح حقاً.
على سبيل المثال: لنفترض أنَّك لاحظت أنَّ العديد من مرؤوسيك يسيئون فهم التوجهات الخاصة بمشروع ما، لذا تعيد دراسة الأمر معهم لتحديد مصدر المشكلة، ليتضح أنَّ طريقتك في التواصل معهم فيما يخص هذا المشروع كانت مبهمة، ممَّا أربك أعضاء فريقك.
للحرص على عدم تكرار ذلك في المستقبل، يمكنك الحصول على تغذية راجعة حول اللبس الذي حدث، ومن ثمَّ اتخاذ ما يلزم من إجراءات بشأنه، وتحسين هذا الجانب من جوانب تواصلك.
شاهد بالفديو: مهارات التواصل مع الآخرين
[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”640″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/RZbMFSPigfE?rel=0&hd=0″]
2. أظهر الثقة:
إحدى أهم المهارات التي يجب أن يتمتع بها المدير هي القدرة على إظهار الثقة بالأشخاص الذين يشرف على عملهم؛ وحسب الأبحاث، يقول 61% من الموظفين أنَّ علاقة الثقة المتبادلة مع إدارتهم العليا هامة جداً من أجل تحقيق الرضا الوظيفي؛ لكنَّك لا تحتاج إلى رؤية هذه الإحصاءات للموافقة على هذا، إذ لن تجد أبداً موظفاً يستمتع بتدخل مديره بكل تفاصيل عمله، أو يُشعِره بأنَّه ليس موضع ثقة في العمل المناط به.
على سبيل المثال: إذا أراد موظف متميز الأداء أن يعزز دوره الوظيفي ويأخذ على عاتقه مشروعاً جديداً يُعدُّ تحدياً بالنسبة إليه، وشجعته كمدير على الشروع بالعمل، وأخبرته أنَّك مستعد لتقديم العون بأي طريقة ممكنة؛ فقد يحقق الموظف نتائج رائعة نتيجة لذلك، ويشعر بالامتنان لك لتكليفه بمثل هذه المسؤولية الكبيرة ومنحه الثقة التي احتاجها.
3. مارس التعاطف:
يجب عليك أن تكون متعاطفاً من أجل بناء علاقات قوية مع موظفيك؛ وسواء أتى شخص يشكو إليك مشكلة في العمل، أم اشتكى من صعوبات في حل أمور شخصية في المنزل، فسوف يكون منفتحاً للحديث معك بسهولة أكبر عندما يشعر بتعاطفك معه كمدير.
لا داعي للقلق؛ فإذا كنت تشعر أنَّك لست شخصاً يمكنه التعاطف تلقائياً، فقد أظهرت الدراسات أنَّ شعور التعاطف أمر يمكن تعلمه من خلال الممارسة.
على سبيل المثال: لنفترض أنَّ أحد أفراد فريقك فقد مؤخراً فرداً من أفراد عائلته المقربين، وهو يواجه صعوبة في تركيز انتباهه على العمل. إنَّ أفضل تصرف في هذه الحالة أن تحثه على أخذ ما يكفي من الوقت للتعافي، وتسمح له بالعمل وفق مواعيد نهائية أكثر مرونة، وتخفف عنه بعض الأعمال بإلغائها من جدوله.
وبالتالي، ولأنَّك تعاطفت معه في هذا الوضع الصعب؛ سيشعر الموظف بالراحة للتحدث معك حول مسائل أخرى.
4. أصغِ بفاعلية:
إنَّه لمن الصعب تطوير مهارة الإصغاء، لكن من المؤكد أنَّ من يتمتع بهذه المهارة من المديرين سيكون أكثر نجاحاً من أنداده الذين لا يفعلون ذلك؛ حيث يكون المديرون الذين يصغون جيداً حاضرين فعلياً وبكامل تركيزهم في أثناء المحادثة، ممَّا يجعلهم يستوعبون المعلومات التي يشاركها الآخرون معهم.
من جهة أخرى، يفوِّت المديرون الذين يصغون إلى المحادثة دون الانخراط أو التركيز فيها معلومات أساسية يطرحها المتحدث عليهم.
فلنفترض مثلاً أنَّ أحد موظفيك محبط وبحاجة إلى التنفيس عمَّا يزعجه؛ لذلك توليه اهتماماً كبيراً وتحدد أساس المشكلة، وقد تتناقش معه لإيجاد حل والقيام معاً بالإجراءات اللازمة لمعالجة المشكلة من أساسها.
5. حفِّز الآخرين:
ممَّا لا شك فيه أنَّ الموظفين الذين تشرف على عملهم سيتعثرون ويتعرضون إلى أزمة ما من وقت إلى آخر، وربَّما يشعرون بالملل من العمل على مشاريعهم، أو يشككون في مسارهم الوظيفي، أو لا يشعرون باندماجهم في العمل؛ لكن بغضِّ النظر عن السبب، يجب أن تكون قادراً على انتشالهم من أزمتهم وحثهم على العمل بأداء عالي المستوى من جديد.
تتجاوز هذه المَهمَّة مجرد التشجيع؛ ذلك لأنَّها تتطلب منك تحديد سبب عدم انخراطهم في العمل، بالإضافة إلى إيجاد حلول لمعالجة السبب بفاعلية.
على سبيل المثال: ربَّما تجد عضواً متميزاً في الفريق محبطاً وغير مندمج في عمله، فتتقترب منه لاكتشاف ما يحدث؛ فتدرك أنَّه يشعر بالملل بسبب انخفاض دافعه، وكون المهام التي يقوم بها لا ترقى إلى مستوى إمكاناته؛ لذا فهو يعتبرها مملة.
لحسن الحظ، تجد مشروعاً هاماً قد بدأ للتو، ويمكن أن يحتاج إلى مساعدة إضافية، فيتحمس موظفك لهذه الفرصة الجديدة؛ ممَّا يمكنكما من التعاون معاً لتحقيق النجاح.
6. أشِد بعمل موظفيك:
لقد كنت فرداً مساهماً في فريقك قبل أن تصبح مديراً، وربَّما حظيت بتقدير مديرك في بعض الأحيان؛ لكن الآن، انقلبت الأمور، حيث يُحتِّم عليك دورك كمدير أن تسلط الضوء على عمل الفريق وتمنحهم التقدير الذي يستحقونه.
يعود الاعتراف بعمل موظفيك بفوائد لا حصر لها؛ فعندما تدفع الشركة ما قيمته 1% أو أكثر من الرواتب كتقدير للموظفين، يرى 85% منهم أنَّ لهذا تأثيراً إيجابياً في انخراطهم في العمل.
على سبيل المثال: أمضى أعضاء فريقك أسابيع في إصلاح خلل سبَّب مشكلات كثيرة لعملائك، ويتوجب عليك أن تكافئهم بعد إصلاح الخلل بطريقة تقدِّر فيها عملهم؛ مثل تقديم شكر رسمي لجميع الأشخاص المشاركين في إنجاز العمل، أو ربَّما اصطحاب الفريق لتناول وجبة غداء لطيفة على حساب الشركة.
7. فوِّض المَهمَّات:
لا يقتصر الأمر على تفويض العمل بصورة عشوائية لفريقك، بل يتجاوزه إلى إيلاء الاهتمام بالأهداف والأعمال التي يفضلها موظفوك، وأخذ هذه العوامل في عين الاعتبار قبل اتخاذ القرارات.
قد يصعب القيام بهذا لأنَّك لا تستطيع إرضاء الجميع دائماً؛ لكن طالما أنَّك تبذل جهوداً حقيقية وتوضح الأسباب الكامنة وراء عملية صنع القرار، فسيتفهَّم أفراد فريقك ذلك بالتأكيد.
على سبيل المثال: أنت توشك على إطلاق مشروع كبير، لذا سيكون عليك عقد اجتماع لأفراد الفريق لشرح فكرة المشروع العامة لمن يرغب منهم في المشاركة بالعمل عليه.
بعد سماع المَهمَّات التي يفضل كلٌّ من موظفيك القيام بها، عليك قضاء الوقت الكافي في التفكير بعناية في رأي كل شخص، وتفويض المهام بناء على ما سمعته، وعلى ثقتك بهم لاتخاذ القرار الأفضل بالنسبة إلى الفريق.
8. قدِّم التغذية الراجعة:
إنَّ إحدى أهم مسؤولياتك كمدير “تقديم تغذية راجعة لموظفيك”، ولا يقتصر ذلك على مراجعات الأداء الدورية، إذ من الهام مشاركة الآراء مع موظفيك حول أدائهم ونتائج عملهم على نحو منتظم؛ فهذه مهارة استثنائية عليك أن تتقنها جيداً من خلال استخدام الإطراءات والانتقادات بتوازن يضمن التعبير عن التعاطف والحزم من أجل وضع الأمور في نصابها الصحيح.
على سبيل المثال: حينما لا يعمل أحد موظفيك بصورة جيدة، أجرِ معه حواراً جدياً حول كيفية تحسين أدائه، وخض المناقشة بموقف منفتح، وتواصل معه بوضوح للتأكد من أنَّه يفهم ماهية المشكلة دون أن يشعر بأنَّه يتعرض إلى تهجم شخصي؛ حيث يمكِّنك ذلك من العمل معه على وضع خطة لتحسين الأداء ومراجعته بانتظام للحرص على مواصلة التقدم.
9. اتصل بموظفيك:
أنت لا تريد أن ينظر إليك موظفوك على أنَّك “رب عمل” فحسب؛ ومع أنَّ هذا كان السائد في الماضي، لكنَّه لم يعد كذلك الآن كون الشركات الحديثة تركز على التطوير الحقيقي لموظفيها، وعلى بناء علاقات طويلة الأمد معهم.
لهذا السبب يُعدُّ الارتباط مع الآخرين مهارة هامة عند إدارة الموظفين، ويجب على المديرين إتقانها؛ ويشمل هذا إيجاد وسائل يمكنك التواصل مع فريقك من خلالها، وتخصيص وقت للاتصال بهم ولقائهم، وإظهار أنَّك تهتم بهم على المستوى الشخصي وليس فقط كموظفين في مؤسستك.
على سبيل المثال: إنَّه موسم عمل مزدحم في شركتك؛ لذا وبالإضافة إلى مواعيد اللقاءات الجماعية والفردية الأسبوعية التي حددتها مع الموظفين الذين تشرف على عملهم، عليك بذل مزيد من الجهد لمشاركتهم تناول طعام الغداء، أو يمكنك تفقدهم والاطمئنان عليهم عبر الاتصال بهم هاتفياً أو عبر الإنترنت للتأكد من أنَّ الجميع على ما يرام؛ ونتيجة لذلك، سيشعر موظفوك بالدعم والاهتمام خلال وقت العمل المحموم هذا.
10. مكِّن الآخرين:
أخيراً، تعدُّ مقدرة المدير على تمكين الآخرين هامة للغاية؛ حيث يتعلق تمكين الموظفين بمنحهم مستوى معين من الاستقلالية لاتخاذ قراراتهم الخاصة، وتحمُّل مسؤولياتها؛ أي بعبارة أخرى: امنحهم الوقت والفرصة التي يحتاجونها لتحقيق النجاح.
على سبيل المثال: يرغب أحد موظفيك بطرح مبادرة جديدة هو شغوف بها، ولكن سيتطلب الأمر بعض التدخل لإقناع مجلس الإدارة بأنَّه يستطيع تولي قيادة الفريق؛ فتشجع موظفك على متابعة العمل على هذا البرنامج، وتقدِّم له كل الدعم والموارد والمعرفة التي يحتاجها من أجل تحقيق أكبر قدر ممكن من النجاح.
نتيجة لدعمك، سيعمل موظفك على الفكرة الجديدة، ويقدِّمها إلى فريق القيادة، ويفاجئهم تماماً بجودة عمله.
شاهد بالفديو: 15 نصيحة في الإدارة و القيادة الحكيمة
[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”640″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/ytvDPZjbVzo?rel=0&hd=0″]
الخلاصة:
لا داعي للقلق إذا لم تمتلك كل مهارة من مهارات إدارة الأشخاص هذه؛ فما يميز هذه المهارات هو أنَّ أي شخص قادر على اكتسابها وتنميتها، وكل ما يتطلبه الأمر هو الممارسة والوعي الذاتي بها.
لذا، حدد بعض المهارات التي تحمل مغزى بالنسبة إليك، أو ابدأ بالمهارات التي كانت لدى مديريك السابقين وأُعجِبت بها؛ وستتمكن من تطوير هذه المهارات التي تضعك على طريق النجاح كقائد ومدير.
المصدر